رام الله / غزة / محاكاة لما حدث في تونس ومصر، يحاول نشطاء في حركتي فتح وحماس توظيف الموقع اﻻجتماعي "فيس بوك" لمحاولة إسقاط حكم الحركتين في الضفة الغربية وقطاع غزة . وقد دشن نشطاء في حركة حماس من الضفة الغربية صفحة على "فيس بوك"، أطلقوا عليها "الثورة الفلسطينية" للمطالبة بإسقاط حكم الرئيس محمود عباس (أبو مازن )في الضفة الغربية، في حين دشن نشطاء من فتح صفحة تحمل عنوان "ثورة الكرامة "للمطالبة باﻹطاحة بحكم حماس في غزة . ويعود اسم هذه الثورة إلى "معركة الكرامة "التي وقعت في 21 مارس آذار 1968 عندما اجتاحت القوات اﻹسرائيلية قرية الكرامة اﻷردنية للقضاء على الثورة الفلسطينية بقيادة فتح . وتعتبر هذه المعركة محطة مهمة في تبلور هوية الثورة الفلسطينية ﻻ سيما حركة فتح. ونظم اﻵﻻف من الشبان في الضفة حملات تدعو ﻹسقاط عباس وتنحيته على اعتبار أن هذا مدخل "لوقف الظلم واﻻستبداد والديكتاتورية في الضفة الغربية" ." حثت إحدى الحملات التي جاءت تحت عنوان "الثورة الفلسطينية ﻹسقاط سلطة عباس" في بيانها اﻷول الذي صدر بتاريخ 31 يناير كانون الثاني الماضي الذي كان بعنوان "البيان اﻷول لحركة الشعب الفلسطيني للتغيير"، طالبت من أسمته رئيس سلطة فتح محمود عباس وأركان سلطته وشخصياتها بالتنحي الفوري عن الحكم واﻻبتعاد كليا عن الحياة السياسية وعدم المراهنة على اﻷجنبي". وفي المقابل دعت مجموعات حركة فتح على "فيس بوك" إلى تنظيم مسيرات في شوارع مدينة غزة للمطالبة بإسقاط حكم حركة حماس . يذكر أن القائمين على تنظيم هذه الحملة مجهولي الهوية حتى ﻻ يتم المس بهم .ونسب إلى مواطن في غزة لم يذكر اسمه القول : "ظلمنا في غزة، سفكت دماء منا ..دماء اﻷبرياء، وعذب كثير من أبنائنا الشرفاء، أهينت أخواتنا ودنست كرامتنا وهتكت أعراض المنازل وحرماتها .ظلم في كل مكان، قتل وتشريد واضطهاد واستبداد وتكميم للافواه وحرية الرأي والتعبير، قطع للكهرباء وضيق متزايد ..إﻟﻰ متى؟". وأضاف آخر :"الكثير من الناس انصدم وما زال بعض الناس البعيدين عن ساحة اﻷحداث مغشوشين فيهم؛ إذ ﻻ يعرفون حقيقة ما يحصل"، موضحا :"الجدير بالذكر أن جميع أعمال العنف التي تقوم بها حماس هي محاولة لخلق توترات داخلية وجانبية تزيد من حالة اﻻحتقان التي تعاني منها الساحة الفلسطينية الحالية" . وقال آخر :"ما يثير مخاوف الفلسطينيين في غزة هو تحولها لمقر للشيعة وإيران . وبالتالي، فإن معظم أهل غزة يريدون إسقاط هذا النظام المتعسف والمتاجر بدم أبنائه والمروج لﻸجندة الشيعية اﻹيرانية" . ويأتي هذا التطور في الوقت الذي ازداد فيه التوتر بين الحركتين في أعقاب دعوة عضو اللجنة المركزية لفتح توفيق الطيراوي لتنظيم تمرد على حماس في قطاع غزة .ودعا الطيراوي أهالي القطاع للثورة ضد ما سماه "الظلم والقمع الممارس عليهم من قبل حكومة حماس المنقلبة على الشرعية الفلسطينية، وكبت الحريات والدكتاتورية وسياسة القمع والظلم" . وأضاف في بيان نشرته وكالة اﻷنباء الرسمية الفلسطينية "وﻓﺎ" :"إننا شعب يحارب بكل الوسائل للحصول على الحرية واﻻستقﻼل من اﻻحتﻼل اﻹسرائيلي، فكيف نقبل أن نعيش في ظل استبداد حمساوي فلسطيني لﻸسف". وأشار إلى أن حماس تطاولت كثيرا ومنعت كل أشكال التعبير في القطاع، فصادرت الكتب والحق في التظاهر، وإحياء ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات . وردت وزارة الداخلية في حكومة غزة على تصريحات الطيراوي قائلة :"ما حصل في غزة كان ثورة على الفاسدين أمثاله، وإن الثورة ﻻ توجه بتصريحات خونة وعمﻼء للاحتﻼل" . على حد تعبيرها .وقال إيهاب الغصين، الناطق بلسان الداخلية في تصرح صحافي صادر عنه :"هذه الثورات ﻻ يمكن أن تجابه بتصريحات من خونة وعملاء للاحتﻼل أمثال الطيراوي "على حد تعبيره . واتهم الغصين عناصر محسوبة على فتح بمحاولة القيام بين الفينة واﻷخرى بالتخطيط ﻹعادة الفلتان في غزة والقيام بأعمال وفوضى أمنية .وأضاف :"لمسنا كثيرا من المحاوﻻت الواضحة التي قامت بها فتح من تفجيرات ووضع عبوات وحتى فترات قريبة، وتزامنت هذه المحاوﻻت من إعادة الفوضى في القطاع مع تصريحات مختلفة لقادة فتح منها عزام اﻷحمد الذي تحدث عن استراتيجيات جديدة في قطاع غزة" . واعتبر الغصين أن التصريحات الجديدة التي يطلقها قادة فتح تدلل على وجود تخطيطات ومحاوﻻت فتحاوية إضافة لما لدى الوزارة من نتائج تحقيقات ومتابعات أمنية لعناصر حركة فتح الذين يقومون كل فترة وأخرى بالتخطيط للقيام بأعمال فوضى بغزة.