خبر : لماذا بيني بيغن على حق هذه المرة؟/بقلم: يوسي بيلين /اسرائيل اليوم 9/1/2011

الأحد 09 يناير 2011 12:21 م / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا بيني بيغن على حق هذه المرة؟/بقلم: يوسي بيلين /اسرائيل اليوم 9/1/2011



 مثل اولاد صغار في حانوت شوكولاتة يأخذ ناس اليمين الذين هم أكثرية في الكنيست الحالية من كل ما تصله أيديهم. ربما لشعور ان الحانوت توشك أن تغلق، وان ما لم يبتلعوه الآن لن يكون ملك أيديهم بعد قليل. الميزة الوحيدة للمركز – اليسار من هذه الظاهرة هي ان اليمين يكشف عن نفسه أمام ناس أخيار في منتصف الطريق. وهم من اولئك الذين يؤمنون من جهة بالديمقراطية والسلام، ويشعرون من جهة اخرى انه يجب احيانا إظهار قبضة حديدية وألا يبدوا "مغفلين" دائما. هؤلاء الاشخاص الذين صوت جزء منهم لليمين، ولليمين المتطرف ولليمين الحالم، يلقون في السنتين الاخيرتين نتائج تصويتهم. إن التأليف بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وهو المستعد لدفع ثمن المناطق عن السلام في الشرق والشمال، وبين وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الذي يقول للعالم "الحقيقة" ويشاجر كل من يقترب منه الى جانب اعضاء كنيست متطرفين يقودون تشريعا ذا صبغة عنصرية واضحة – هو إضرار فظيع بصورة اسرائيل في العالم. إن تضييق خطوات عرب اسرائيل (ممثليهم في الكنيست أو الجمهور العريض)، والنضال الدائم لكل من هو "اجنبي" في نظر المُشرّعين، والقرار الأخير على انشاء لجنة تحقيق برلمانية تحقق في تمويل جمعيات اليسار، هي آخر التعبيرات عما يُسميه الوزير بيني بيغن "ظلاميا". إن بيغن ليبرالي – محافظ كلاسيكي، وهو رجل شجاع يُسمع صوته من آن لآخر في شؤون تتعلق بحرية التعبير واعتبار الأقليات. والمشكلة انه يجلس في الحكومة ويُسلم بذلك لاعمال وتصريحات زملائه في الذراع التنفيذية والتشريعية. وينضم اليه من آن لآخر دان مريدور وميخائيل ايتان، وتنقضي بهذا قائمة المحتجين في لطف من الليكود. إن القرار الهاذي على انشاء لجنة تحقيق برلمانية، يحقق فيها اعضاء الكنيست من اليمين مع الجمعيات التي تُعرَّف بأنها "يسار" مأخوذ من نظم ظلامية معروفة جيدا – آمل ذلك – لمن قادوا هذا العار ايضا. ربما يستطيع شعور أن السفينة تغرق وانه لم يبق زمن طويل للعمل ان يُبين هذه المحاولة الانفعالية. وربما عن تقدير ان ادارة مركز – يسار لن تنتقم ذات مرة بطريقة مشابهة ولهذا فان المخاطرة غير كبيرة في ظاهر الامر. إن الوحيدة التي تدفع عن هذا ثمنا باهظا هي دولة اسرائيل التي أصبحت في نظر العالم الشيء الذي يتحدث عنه الوزير بيغن بالضبط. لكنه يوجد في القدس رئيس حكومة. ويجب ان يكون. وهو طالِب تاريخ. أو يفترض أن يكون. وهو يعرف السوابق جيدا وهو لا يريد – كما اومن – أن تبدو الدولة زمن حكمه كما تبدو الآن. هذه هي اللحظة التي كان يجب عليه فيها ان ينهض ويقول لرفاقه: "الى هنا. صحيح، أنا لا أُجمد المستوطنات. وصحيح أنني لا أحل البؤر الاستيطانية غير القانونية، برغم التزام اسرائيل الصريح. وصحيح انه لا يوجد أي تقدم في المسيرة السياسية لكنني سأمنع بجسمي جعل اسرائيل ظلامية". ويصمت.