خبر : حرب الروايات:الحقيقة والاختلاق في النضال الفلسطيني/بقلم: يشاي غولدفلام/اسرائيل اليوم 6/1/2011

الخميس 06 يناير 2011 11:44 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حرب الروايات:الحقيقة والاختلاق في النضال الفلسطيني/بقلم: يشاي غولدفلام/اسرائيل اليوم 6/1/2011



 من الصحيح حتى اليوم أن النفوس ما زالت مهتاجة حول ظروف موت جواهر أبو رحمة من قرية بلعين يوم الجمعة الاخير. النتيجة مأساوية على كل حال. فجواهر ماتت. لكن السؤال أماتت لاستنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الجيش الاسرائيلي أم نتاج مرض سابق؟ يبدو في هذه الحالة أننا لن نعلم الحقيقة قريبا أو أبدا، لكن زعم أن الفلسطينيين ربما لا يدققون اذا لم نشأ المبالغة أو يتلاعبون لا يأتي من فراغ. اذا فحصنا عن تقارير الفلسطينيين في السنين الاخيرة، فانه يصعب ألا نرى نمطا يتكرر. أشهر حالة هي قصة محمد الدرة، الولد الفلسطيني الذي قُتل في ظاهر الامر بنار الجيش الاسرائيلي في سنة 2000. أصبح واضحا اليوم لكل من يهتم بالتفاصيل انه لا احتمال ان يكون الولد مات برصاص الجيش الاسرائيلي وربما كان المشهد كله مُمثلا منذ البداية. وحالة شهيرة اخرى هي زعم الفلسطينيين ان الجيش الاسرائيلي قتل خمسة آلاف من أبناء شعبهم في مخيم اللاجئين في جنين زمن عملية "السور الواقي". ويجوز ذكر انه لا أساس لهذه المزاعم. لكن توجد حالات اخرى. ففي 30 آذار 2010 أُبلغ ان محمد الفرماوي، وهو غلام في الخامسة عشرة، أطلق جنود الجيش الاسرائيلي عليه النار وقتلوه قرب رفح. وبعد ثلاثة ايام بُعث من الموت بعد أن تبين انه احتُجز واعتُقل في معتقل مصري بعد ان اجتاز الحدود عن طريق الأنفاق. في 12 أيار 2008 أبلغت منظمة "اطباء من اجل حقوق الانسان" وسائل الاعلام ان أحد سكان غزة وهو محمد الحراني مات حينما انتظر رخصة دخول اسرائيل من اجل ان يجري عليه علاج سرطان. واتهموا سياسة "الشباك" القاسية بموته، لكن تبين من الغد انه حيّ موجود. وأوضحت المنظمة لتدافع عن نفسها ان الحديث كان عن حالة نادرة نقل أحد الأقرباء اليها فيها معلومة مخطوءة على عمد. في 22 تموز 2003 أُبلغ في وسائل اعلام مركزية في أنحاء العالم، اعتمادا على زعم الفلسطينيين، أن دبابة للجيش الاسرائيلي قتلت اربعة من سكان غزة. وأنكرت اسرائيل بطبيعة الامر. ثم تبين من الغد ان الاربعة قُتلوا نتيجة "حادثة عمل"، أي في اثناء انفجار شحنة ناسفة وضعوها عند جدار الحدود. لم يتراجع بعض وسائل الاعلام بل عرضت التقارير على أنها دعاوى متناقضة. وفي نيسان 2002 صورت الطائرات الصغيرة بلا طيار للجيش الاسرائيلي كيف يُمثل الفلسطينيون جنازة في جنين، عندما تبين بوضوح شخص حيّ يُحمل في نعش ويتظاهر بالموت. وبعد أن أسقطوه مرتين ارتفع عائدا الى النعش. ومن لم يُصدق فانه يمكن مشاهدة هذا المقطع في الـ "يو تيوب". وتستمر الدعاوى نفسها. فقد أبلغ فلسطينيون في شرقي القدس في الاونة الاخيرة ان الفتيين اللذين دُهسا في حي سلوان على يد دافيد باري في تشرين الاول الاخير توجها "كل واحد الى بيته" بعد صلاة يوم الجمعة، "عندما ظهرت فجأة سيارة باري.. وفجأة أسرع ودهس اثنين منهما". أطلقوا هذا التصريح قبل ان يعلموا ان الحادثة كلها صُورت بالفيديو حيث نرى بوضوح ان الفتيين رميا سيارة باري بالحجارة، وأن لا كلمة حق واحدة في كلامهم. والمشكلة انه لا توجد عدسات تصوير دائمة، وان من المريح لوسائل الاعلام دائما ان تُصدق الدعاوى الانسانية أكثر من رواية جيش قوي. ثم حالات ايضا بطبيعة الامر الفلسطينيون فيها على حق في دعاواهم. لكن كثرة الدعاوى غير الحقيقية خاصة تشوش على كشف الحالات المفردة التي يتجاوز فيها جنود الجيش الاسرائيلي المعايير الاخلاقية. على كل حال، وبازاء الحالات التي تم تفصيلها آنفا، لا يستطيع الفلسطينيون الادعاء على شخص يُعبر عن شك في تقاريرهم. والمشكلة انهم استطاعوا استغلال وسائل الاعلام التي لا مسؤولية عندها في الحرب الدعائية التي يقومون بها على اسرائيل، ونحن مضطرون الى الاعتراف للأسف الشديد بأنه يوجد ملايين الناس في أنحاء العالم (وفي اسرائيل ايضا) يقبلون تقاريرهم بلا اعتراض. السبيل الى محاربة هذه الظاهرة هي التوثيق الحريص وتحليل التقارير الفلسطينية المتعلقة بشكاوى من مس غير حق بهم. فالحقيقة الموثقة وحدها هي الغالبة في عصر وسائل الاعلام، لكن السؤال المقلق الآن هو كم مرة تبنى العالم دعاوى كاذبة لم تكن توجد أية طريقة لدحضها؟.