خبر : يرقصون على الدماء/بقلم: غابي أفيتال/معاريف 2 /1/2011

الأحد 02 يناير 2011 12:04 م / بتوقيت القدس +2GMT
يرقصون على الدماء/بقلم: غابي أفيتال/معاريف  2 /1/2011



مرتان في اليوم، على الاقل، درج اليهود في البلاد وفي العالم على تلاوة الاية الشهيرة "يا رب اسرائيل، يا ربنا الواحد". ويفسر حكماء هذه الاية بتعزيز الايمان برب واحد ولا سيما بوحدانية الرب في أنه واحد وليس جمعا. الحاخام عكيفا، من أعظم الحكماء إن لم يكن الاعظم بينهم، قال هذه الاية حين مزق الرومان ظهره بأمشطة الحديد. جنود الرائد روعي كلاين سمعوه يقول هذه الاية قبل أن يسقط على القنبلة اليدوية. والنماذج اكثر من أن تحصى.  هذه الايام، في هذا الزمن، عمد اعضاء جمعية "اور يروك" (ضوء اخضر) الى الشروع في حملة واسعة ضد وزير المواصلات اسرائيل كاتس في مركزه يافطة تحمل صورة الوزير. على اليمين كلمتان تقالان في الايام العادية في ذروة الصلاة "يا رب اسرائيل". ورجل الدعاية، وهو بعيد عن أن يكون غبيا، كتب شكل الاحرف كما ترد في الاصول، في التوراة. الرسالة واضحة: اسمع يا سيد كاتس، دم الضحايا في رقبتك. احد لن يسمي هذا تحريضا على القتل، لا يمكن لاي مستشار قانوني أن يدعو المسؤولين عن ذلك الى النظام، ليالٍ مريحة تنتظرهم، وهم بالتأكيد لن يحلموا بالاصفاد.  ما الذي يلح عليهم، هؤلاء الذين يرقصون على الدم، كي ينشروا آخر أرقام 2010 قبل ان تنتهي حقا؟ واذا لا سمح الله قتل المزيد حتى نهاية السنة الميلادية، فان معدل القتلى سيزداد بالنسبة للعام 2009 أكثر، اليس كذلك؟ غير ان أعداد القتلى تهمهم كما يهمهم ثلج العام الماضي – بالضبط مثلما هي الدقة في تحليل حوادث الطرق الهامة.  والان لبعض المعطيات الخفية التي تخفى عن المؤتمرات الصحفية الخاصة. ابتداء من العام 2001 وحتى اليوم عدد السيارات يوجد في تصاعد مستمر، ومعدل ازدياده أعلى من معدل الازدياد في طول الطرقات المبنية في هذه الفترة بالضعف تقريبا. بمعنى أن عبء المركبات يرتفع ولكن معدل القتلى في حوادث الطرق منذ العام 2001 يوجد في هبوط غير موحد. اذا كان أحد ما يربط بين جمعية الضوء الاخضر وبين الدعائي رؤوفين أدلر، على مسؤوليته وحده، فانه بالذات في فترة حكومة كديما، طرأ ارتفاع في عدد القتلى. في العام 2008 قتل 443 شخصا مقابل 415 في العام 2006، وفجأة طرأ انخفاض حتى 346 قتيلا في 2009. في العام 2010 ارتفع عدد القتلى، ولكنه لا يزال منخفضا عن معظم السنوات السابقة. أهو مجرد تلاعب في الحسابات؟ من يلعب بارقام القتلى، فليفعل ذلك حتى النهاية. معطيات اخرى: اسرائيل توجد في المكان السادس في عدد القتلى بالنسبة لمليار كيلو متر سفر، في المكان السابع في عدد القتلى بالنسبة لمائة الف مركبة، ولكن بعيدا، في المكان الـ 16، في عدد القتلى لمائة الف مواطن. ولعلم الضوء الاخضر فان البنى التحتية للطرقات غير مسؤولة عن اعداد القتلى: اسرائيل ثالثة في العالم في معدل السائرين على الاقدام بين القتلى، وفي المكان الاول في عدد الاطفال من بين القتلى. نصيب العرب في اعداد القتلى أعلى بـ 1.8 ضعفا عن معدلهم بين السكان ولم نقل شيئا عن الاطفال القتلى في هذا الوسط. كل تلاعب سياسي على حساب هذه الارقام لن ينجح.  ولنفترض، لنفترض فقط، إذا ما شاء الرب، ومعدل القتلى في العام 2011 سيكون مثلما في الاسبوع الماضي، أي بوتيرة خمسة قتلى في الاسبوع أو بتعبير آخر اقل من 260 قتيلا في كل السنة القادمة. فهل ستتغير عندها اليافطات الفظيعة لتثني على الوزير الماجد، مع تغيير في الخلفية: "يا رب اسرائيل، يا ربي، أنت الأكبر"؟