خبر : يرقص مع الطيارين / بقلم: أبيرما غولان / هآرتس 10/12/2010

الجمعة 10 ديسمبر 2010 03:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
يرقص مع الطيارين / بقلم: أبيرما غولان / هآرتس  10/12/2010



  أي اسبوع مر على رئيس الحكومة. واو. كان يُخيل الينا للحظة انه يتأرجح لكن القبيلة قالت مقالتها: ففي البرنامج الواقعي المُشاهد "كوارث في اسرائيل"، أصبح نتنياهو هو المفضل، والباقي الكبير، والغالب الذي لا اعتراض عليه. "يا أيها الشقيق الأكبر" إحذر فبيبي من ورائك. يجب علينا الاعتراف بأنه لم يكن لاسرائيل قط رئيس حكومة أشد ملاءمة لروح الزمن. زمن الكلمات الجوفاء، والتصريحات الفارغة ونعوت "الرياليتي" المستعملة التي حلت محل الواقع. كذلك أدركت نشرات الأنباء في التلفاز ذلك منذ زمن، وكل ما تفعله هو فتح القناة 24 ساعة، لارسال سيارات "الى الميدان" والتغلغل الى خصوصية الفرد عند الناس الذين ضربتهم الكارثة وأن يفركوا أيديهم راضين عن رؤية الرسم البياني المتصاعد لنسبة المشاهدة.             وهكذا، وكما في حرب لبنان الثانية وفي عملية "الرصاص المصبوب"، وقف مراسلونا مرة اخرى، والنار وراء ظهورهم والهستيريا في سماعات آذانهم، ولم يكفوا عن التلفظ باقتباسات سريعة غير مدققة من التصريحات التي أبلغهم إياها متحدثون لا يقلون عنهم شهوة الى زيادة نسبة المشاهدة.             وعندما خفتت الدراما انتقلت نشرات الأنباء الى المرحلة التالية، التي يجلس فيها المحللون ويُعلمون المرشح للعزل. كان هذا سهلا لأن ايلي يشاي ككل معزول أفشل نفسه: فقد أفرط في سلوك وسطي بغيض، ورفض الاعتراف بالأخطاء، وعقد أحلافا مخطوءة وهدد بتوريط الباقي القوي (وكما في كل رياليتي، في الجانب، وفي هدوء متملصا من مجالس القبيلة، اختبأ طوال الوقت الباقي الثاني الأنجح اهود باراك).             لكن نتنياهو وهو الباقي في المكان الاول ظهر فوق الجميع وحيدا متميزا. يعرف جميع القواعد، ويتلفظ دائما بالنصوص الصحيحة ويستعمل جميع الأحابيل. أعلن في البداية حريقا ضخما، وبعد ذلك وعد بيوم حداد وطني، ثم رفضه فورا وانطلق مسرعا حتى تُلتقط له الصور "في الميدان". وإذ أدرك أن القبيلة قد لا تكتفي بمعزول واحد، حرص على تأجيج الغرائز على يشاي. وفي مقابلة ذلك، ولصرف الانتباه، استصرخ مساعدة من الخارج.             كانت تلك ساعته الكبيرة. بادر الى ان تُلتقط له الصور مع الطيار، وحرصت وسائل الاعلام، التي لم تُجهد نفسها في فحص هل هذه الطائرة الضخمة ضرورية أصلا، على أن تبث في كل لحظة بل أجرت استطلاعا منح أداءه درجة "ممتاز". وفي النهاية حظي بالحصانة ومسح العرق لكن لمزيد الأمن وبازاء مهمة بقاء اخرى وضعها أمامه مراقب الدولة، انشأ باجراء خاطف فريق طواريء جعل على رأسه مريام فايربرغ واعلن انشاء "وحدة طائرات اطفاء باسم الفتى إلعاد ريبان".             برغم أن من الواضح للجميع ان اسرائيل غير مُحتاجة ألبتة الى وحدة طيران كهذه، بل الى جهاز منع حرائق ماهر، عاد نتنياهو وأعلن بأنه سيُنشيء جهاز  وحدات طيران اقليميا (!) وافتخر بأن اليونان – وهي صاحبة الرقم القياسي في الحرائق البائسة – قد تحمست. كان هذا التحرك الذي لا داعي له كله مصحوبا بشعارات مترجمة من لغة امريكية فاسدة، ومن معجم كليشيهات المدربين الشخصيين الذين يصاحبون كل رياليتي تقريبا: "أُخرجوا الى الميدان، واعملوا مع الحركة، وفكروا خارج الصندوق"، و"سألوني كيف نجحنا، وأجبت لنا ارض واحدة ! (توقف تكتيكي) وهي صغيرة !". وفي نهاية الاسبوع، في مسابقة الكتاب المقدس، حصد هتافا عن خطبة في الزعامة التي صفتها الاولى هي، ولن تُصدقوا، التواضع.             شيء ما مع كل ذلك صدع هذا النجاح الذي يُدير الرأس. فقد استوعبت مريام فايربرغ وهي امرأة قديرة أزاغ عينيها لحظة سحر الرياليتي، استوعبت كما يبدو أن نتنياهو يستعملها في مهمة حصانة ستُعرضها للعزل فاستقالت، ولما كانت انسانا يعيش في الواقع العملي فقد تكون أدركت أن الامور التي طُلب اليها فعلها تضر بترتيبات السلطة وبالناس على نحو غير سليم.             هكذا تعلمت فايربرغ درسا في الرياليتي التي ترمي كلها الى استغلال أوضاع صعبة للتلاعب القاسي بالبشر، وهدفها واحد ألا وهو تمكين الشقيق الأكبر والباقي الوحيد من النصر على حسابهم وأخذ الصندوق كله منهم.