إذهب لتقنع قصر الملك في الاردن في أن الحدث الذي انعقد عندنا هذا الاسبوع تحت عنوان "الاردن هو فلسطين" ولد من نوايا طاهرة. إذهب لتقنع في أن عضو الكنيست آريه الداد بادر الى المؤتمر بناء على رأيه الخاص دون أن يتلقى ضوء أخضر من وزير الخارجية ليبرمان، أو ان يكون تلقى من رئيس الوزراء نتنياهو غمزة تشجعه على "السير في ذلك". اذا أردنا ان نضيف الزيت على الشعلة الاردنية، فان الداد وجد أيضا من الصواب أن يدعو ضيفا مشكوكا فيه، عضو برلمان هولندي يقدم الى المحاكمة على التحريض. جيرت فلدرس اياه دفع أول أمس سفيرة بلاده الى الاعلان، بما لا لبس فيه، بان هذا الشخص لا يمثل هولندا، ولكن ماذا يهمه؟ فقد جاء مع خطة أحلام للمستوطنين: وسعوا، إبنوا بأكبر قدر ممكن، طيروا الفلسطينيين. يريدون دولة؟ فليجتازوا نهر الاردن. كم مرة ينبغي الذكر في أن الاردن هو دولة مجاورة، وقعنا معها (أتذكرون البالونات؟) على اتفاق سلام، بكل ما يستوجبه هذا. على رأس هذه الدولة، اذا ما نسي أحد ما، يقف ملك يدير المؤسسات هناك، ومسؤول عن مصير واستقرار مملكته. واذا ما اهتز حكمه، فسيكون سيء عندنا أيضا. لا يمكن لاحد أن يجلس في غرفة عمل ويقرر، بهراء سائب، اسقاط الحكم – لان هذا ما راق له. كم مرة ينبغي العودة للاعلان بان تصريحات "الاردن هو فلسطين" تثير اعصابهم؟ فليس من شأننا كم فلسطينيا يعيش في الضفة الشرقية. كما أنه ليس من شأننا أن نفسر أحلامهم وخططهم للمستقبل البعيد. لدينا خط حدود طويل مع دولة سيادية تحمي أمن دولة اسرائيل. عندما حاول أحد ما في طرفهم، وكان هناك مئات كهؤلاء، ان يعد عملية مضادة عندنا، أثبت الاردنيون بانهم يعرفون كيف يعالجوه كما ينبغي. واذا كان الداد يشعر بالملل، فلينظر أي علامة تقدير يعطونها عندنا لاجهزة المخابرات الاردنية. حتى لو ضعف التطبيع، وحتى لو لم يكن الملك عبدالله يغدق علينا بالابتسامات، فان الالتزام الامني من جانبه يواصل النجاح في كل الامتحانات. المملكة الاردنية – وليس "فلسطين الموسعة" – هي العمق الامني لاسرائيل. لو لم يكن هناك من يحمي البوابة الخلفية، لكان الاردن بسهولة مفتوحا أمام تهريب السلاح، العمليات وموجات الارهاب. إذن يجدر بنا أن نسأل النائب الداد وكل المؤيدين لصيغته التافهة: اذا كان الاردن هو فلسطين، فمن كنت ترغب في أن ترى في الحكم؟ لعلك تقرر نيابة عنهم؟ هل ترى زعيما يكون مقبولا لديهم، في الاسرة الدولة ولدينا؟ أيمكنك أن تتعهد بان إختراعك سيصمد؟ أيمكنك أن تثق بعيون مغمضة بزعيم الضفتين؟ وقع لنا بان حماس ستتتخلى؟ سوريا وايران لن تستغلا الفرصة؟ و – مع اليد على القلب – هل أنت حقا تعتقد بانك ستنجح في إسقاط الاسرة المالكة الهاشمية؟ بعد أن ألقى ضيفك غريب الاطوار من هولندا ما ألقاه، ماذا نشأ؟ رئيس الوزراء يجب ان يعتذر للملك بأن أحدا هنا لا يتآمر على كرسيه هناك وأنه لا ينبغي التعاطي معك بجدية. الان إدفع باختراعك هذا عميقا الى الجارور. لم ننتهي بعد من اطفاء الشعلات في الكرمل وأنت تصر مثل الطفل مع النرجيلة على أن تلقي بالجمرات وان تشعل النيران وان تفر وتبقي للاخرين مهمة انقاذ الضحايا واطفاء السنة النيران.