خبر : كابوس في الطريق الى أريحا/بقلم: كارني الداد/هآرتس 30/8/2010

الإثنين 30 أغسطس 2010 04:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
كابوس في الطريق الى أريحا/بقلم: كارني الداد/هآرتس 30/8/2010



هذا الشهر جرت "مسيرة المدن العبرية" من نابلس الى اريحا. فتيان وفتيان ساروا على مدى ثلاثة ايام ورأوا جمال البلاد وبشاعة الجنود والشرطة الذين التقوا بهم، لقاءا كان فظا، عنيفا وأليما. منذ اليوم الاول من الجولة، التقت الجماعة بقوات الامن. بعضهم امسك به بالقوة، حملوا على السيارات ونقلوا الى مفترقات في ارجاء البلاد وكأنهم بهائم. يبدو ان احدا ما اعتقد بان مائة فتى ينطلقون في رحلة في الاجازة هم الاخطر الامني الاشد في هذه اللحظة. ومع ذلك، فتيان التلال. ليس قانونيا أن يكون المرء فتى تلال، أليس كذلك؟ في الليل عاد الجميع الى مكان اللقاء. اليوم الثاني مر بهدوء. قوات الامن رافقت بين الحين والاخر الرحلة، مرافقة امنية، مثلما هو جدير حسب القانون. اليوم الثالث كان النقيض التام.  في اتفاق طابا، الذي يسمى اوسلو ب ايضا – اوضح بانه يجب "ضمان حق وصول بحرية، بامان ودون عراقيل الى الموقع المقدس اليهودي ذي الصلة". موقعان مذكوران صراحة: قبر يوسف في نابلس وكنيس "سلام على اسرائيل" في اريحا. رغم ذلك لا يوجد مطلب اسرائيلي للسماح بحق الوصول الى هذين الموقعين، والجيش الاسرائيلي لا يفعل شيئا كي يخفف عن مواطني اسرائيل الراغبين في عمل ذلك.  احيانا يحتاج التغيير الى أن يأتي من الميدان، وحتى في ديمقراطية مثل ديمقراطيتنا توجد للجمهور قوة. وعلى ما يبدو من هذه القوة خاف الجنود والشرطة. ليبا وولفمن ابنة الـ 16 من معالية لبونا كانت احدى الفتيات اللواتي وصلن الى اريحا وحاولن الدخول الى الكنيس العتيق. أربعة جنود امسكوا بها، لووا يدها بالقوة وكبلوها بالقيود التي جرحت يديها. من زاوية عينها رأت جنودا آخرين يضربون برأس رفيقتها على سيارة جيب تغلي من الحر. سمعتها تصرخ. هي وسبع فتيات وطفلات اخريات حملوا على سيارة بلا تكييف او ماء. في اريحا. عند الظهر. رغم طلبهن لم ينزعوا عنهن القيود. بل ان احد رجال حرس الحدود ضرب رؤوسهن بعصا.  بعد نحو ساعتين نقلت الفتيات الى شاحنة عسكرية. سائق الشاحنة القى بالحجارة على فتاة وضربوا اخرى، وثالثة خبطوا رأسها بالشارع. طفلة ابنة عشر سنوات اعتقلت. مراسل "هآرتس" حاييم لفنسون ضربه الجنود ومنعوه من التصوير.  الكابوس استمر حتى بعد الاعتقال. في الشاحنة لم يشغل المكيف ولم يسمح للفتيات بالشرب. وعندما أدخلوا مزيدا من البنات الى الشاحنة رش افراد الوحدة الخاصة "يسم" الغاز من مسافة صفر على وجوه الفتيات. ليبا لم تتمكن من التنفس. صرخت للنجدة ولم يعطها الشرطة المال ولم يسمحوا لها ولرفيقاتها بتلقي علاج طبي، رغم استدعاء سيارة اسعاف الى المكان من قبل المعتقلين.  فضلا عن التحقيق مع الشرطة العسكرية، التي لا اثق بها، يجب التحقيق مع اصحاب القرار. فالمسيرة كانت حدثا مخطط له ومعروف مسبقا. هل حصلت نقاشات حول الموضوع؟ أي قرارات اتخذت فيه؟ هل سحق حقوق المواطن كان له سند في تعليمات القيادة؟ نهاية الكابوس جاءت بعد تسع ساعات، في محطة الشرطة في معاليه ادوميم. وقد اطلق سراح المعتقلين على الفور باستثناء ثلاث بنات بينهن ليبا. طلب التعقيب الذي وجهناه الى شاي نيتسان، رئيس فريق فرض القانون في المناطق، لم يستجب. من الناطق العسكري جاء انه "في التواريخ موضع الحديث جرت مسيرة لم يصادق عليها الجيش كما يفترض. المستوطنون الذين شاركوا في المسيرة خرقوا القانون بشكل فظ ودخلوا عن قصد في مواجهة جسدية مع قوات الامن. اصيب مستوطنات باصابات طفيفة جراء الغاز المسيل للدموع ولم يحتاجا الى الاخلاء. الجيش الاسرائيلي يرغب في الايضاح بان محاولات اثارة الاستفزازات وخرق القانون ستعالج بموجب القانون من قبل قوات الامن".