يحتاج الجسم لتأدية مهامه للطاقة التي تتوفر انطلاقًا من هضم الأغذية التي يتناولها الإنسان عبر وجبات متفرقة طوال اليوم، إلا أن شهر رمضان يعتبر حالة خاصة لأن الصائم يمسك فيه عن الطعام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهي مدة غالبًا ما تتجاوز 12ساعة عادة ما يكون الشخص قد تناول فيها وجبتين أو ثلاث في الإفطار. هذا التغير في نظام الوجبات يرغم الجسم على التكيف ويحدث العديد من التغييرات على المستوى الفسيولوجي والنفسي تعود كلها على الصائم بالنفع. إلا أن هذا لا يمنع من أن بعض المستهلكين يتبعون طرق غير صحية في الأكل يترتب عنها مشاكل صحية، يدفع ثمنها بالأساس الجهاز الهضمي، الذي يتعرض لاضطرابات قد تتحول إلى أمراض. يقول خبراء التغذية: "إن طريقة الأكل الصحية في شهر رمضان المبارك، تستند أساسًا على وجبتين (الفطور، والسحور) فقط، ويجب التعجيل بتناول وجبة الإفطار، لأن المعدة تكون فارغة، ما يجعل نسبة السكر تكون قليلة في الدم، لهذا ينصح بتناول وجبات سريعة في الهضم والامتصاص، كالتمر، الذي يمدك بالسكر، والماء (يجب أن لا يكون باردًا)". وينصح خبراء التغذية بالإسراع في تناول التمر لأن المخ يكون في حاجة إلى السكريات حتى يخرج الجسم من حالة الإعياء التي يوجد عليها. ومن النصائح الهامة التي يجب على الصائمين العمل بها: - تناول كأس من عصير الحامض، يساعد كثيرًا في تنظيف الجسم، - بعد ذلك تناول صحن الشوربا. - الانتباه لضرورة عدم ملئ المعدة وإتخامها بالمأكولات والمشروبات الكثيرة، حتى يتمكن الصائم من أداء صلاة التراوح في خشوع، ويحافظ على صحته. - ينصح بتناول السلطة فهي مهمة في فصل الصيف، خاصة الخيار والخس، اللذين توجد بهما كمية مهمة من المياه، قبل أكل وجبات بها بروتينات، سواء كانت نباتية أو حيوانية (كاللحوم، والأسماك)، لكن لا يجب الإكثار منها لأنها لا تهضم بسرعة، وبالتالي نتجنب التأثير على الكبد والكلي". - بالنسبة لوجبة السحور، فلا يجب أن تكون فيها دهون كثيرة، مقابل أن تكون غنية بالمأكولات الطازجة كالخضر وغيرها. وللمحافظة على قوة الجسم، ينصح خبراء التغذية بتناول الفول الذي يعطيك الطاقة، إذ أنه يبقى في المعدة لمدة 8 ساعات، إلى جانب تناول وجبة "حساء الشعير"، وتجنب المملحات، والمخللات، لأنها تسبب العطش في النهار، وتجلب الإحساس بالجوع. كما ينصح بتجنب الخبز الأبيض، والمقليات لأنها تؤدي إلى سوء الهضم، والتقليل من الحلويات لأنها تجلب الإحساس بالجوع، وعدم النوم مباشرة بعد تناول وجبة السحور، والتقليل من تناول الحليب ومشتقاته. وينصح الخبراء بتناول البقدونس، والملفوف، لاغتنائهما بالكالسيوم، ويشدد الخبراء على ضرورة ممارسة الرياضة، خاصة المشي. يشار إلى أن الأبحاث العلمية الحديثة أثبتت أن الصيام له فوائد عظيمة لابد أن يغتنمها المسلم ليخلص جسمه من الوزن الزائد والكولسترول الضار، والترسبات الدهنية على الكبد، ودائما تثبت الدراسات أن التحسن الصحي يزداد كلما التزم الشخص بنمط الحياة الصحي من خلال تناول الخضروات، والفواكه الطازجة والمجففة، والألبان ومنتجاتها غير الدسمة، والحبوب، والبقول، والأسماك، بالإضافة لممارسة الرياضة. وتحسن الصحة في الصيام سببه الأساسي هو الانتظام في مواعيد الطعام، والاعتدال في الكميات، وحرق السعرات والدهون، التي تعد السبب الرئيسي لمقاومة الجسم لعمل الأنسولين، وبالتالي يقل ترسيب الدهون على الكبد،ما ينتج عنها ارتفاع معدلات مضادات الأكسدة، وانخفاض الشوارد الحرة بالدم، التي تزيد من خطورة ترسيب الكولسترول السيئ على جدران الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، والأمراض السرطانية.