خبر : في رمضان هذا، في سوق رام الله لم يعودوا يذكرون كلمة احتلال../ هارتس

السبت 14 أغسطس 2010 01:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
في رمضان هذا، في سوق رام الله لم يعودوا يذكرون كلمة احتلال../ هارتس



  بعض من سكان رام الله، ممن أموا وسط المدينة مساء يوم الاربعاء، أول مساء لرمضان، فركوا عيونهم عجبا. في هذا المساء المقدس والجوهري جدا للمسلمين زار رام الله بعض من قادة الجيش الاسرائيلي بمرافقة نظرائهم من اجهزة الامن الفلسطينية. لقاءات التنسيق الاستثنائية عقدت في المقاطعة وشارك فيها قائد المنطقة الوسطى آفي مزراحي، قائد فرقة المناطق، العميد نيتسان الون وقائد الادارة المدنية في الضفة، العميد يوآف مردخاي. عقد لقاءات التنسيق في قلب رام الله بالذات في رمضان يدل على التغيير الهائل الذي اجتازته علاقات اسرائيل والسلطة الفلسطينية في السنوات الثلاث الاخيرة منذ الانقلاب في غزة. يدور الحديث عن علاقات حميمة وتعاون استثنائي بين قادة الجيش الاسرائيلي في قاطع يهودا والسامرة ونظرائهم الفلسطينيين، الامر الذي ادى الى احباط العديد من العمليات. قبل عدة ساعات من الزيارة، ظهر يوم الاربعاء، تحسن الطقس في صالح الصائمين وعبء الحرارة لبداية الاسبوع خف قليلا. السيارة اوقناها في احد الشوارع المجاورة لميدان المنارة في وسط المدينة. ومنذ وقت غير بعيد علمت البلدية هنا الرصيف بالازرق والابيض للايضاح بانه هنا يتم ايقاف السيارات بالاجر. تاجر في احد المحلات المجاورة يلاحظ نظراتنا المترددة، إذ أن الحديث يدور رغم ذلك عن الضفة الغربية. ما الذي سيحصل، حد اقصى مخالفة؟ ولكنه يشرح بانهم "يأتون كل الوقت ويقيدون عجلات السيارات بالحديد وبعد ذلك الله يحفظنا". لا مفر، نشتري بطاقة ايقاف في كشك مجاور، ثلاثة شواكل للساعة. هذا هو الواقع الجديد في الضفة. يوجد نظام في شوارع المدن الفلسطينية. "الوضع على المستوى الامني جيد للغاية"، يقول سمير الاغبر، تاجر اثاث وادوات كهربائية. "يوجد استقرار، هدوء، نظام، الحكومة، الحمد لله، تسيطر على ما يجري في المدينة. ولكن العمل ضعيف. "لماذا؟ لانه هنا بالذات، في هذه المدينة يصعب جدا القيام بالاعمال التجارية. مداخيل السكان ليست عالية على نحو خاص. فكر بكل موظف في الحكومة، فهم يكسبون رواتب بنحو 2.000 – 2.500 شيكل ولكن اسعار الشقق ببساطة غير طبيعية. انظر، استئجار بيت من ثلاث غرف في رام الله، في أي حي، يكلف ما لا يقل عن 500 دولار. إذن ممَ سيعيش مثل هذا الانسان، ويعيل اسرته؟ سيارة عمومية، أكل، كل شيء يكلف هنا في رام الله غاليا. في نابلس المدينة التي جئت منها، ارخص بكثير". حركة المشترين خفيفة. لا توجد أزمة سير استثنائية هنا. الصوم يبدأ في الساعة الرابعة والنصف فجرا تقريبا (توقيت الضفة. السلطة اعلنت أول أمس عن الانتقال الى التوقيت الشتوي) عند صلاة الفجر وينتهي في السادسة والنصف مساءا تقريبا. ممنوع الشرب، الاكل، التدخين حتى الافطار – وهي جبة كسر الصيام. إذن عمليا يحتفل المؤمنون كل المساء والليل بتناول الطعام والشراب الكثير. وعلى نحو يشبه صوم اليهودية، فان الوضع الصحي غير السليم يعفي من الصوم. فضلا عن اللحم، الدجاج والكثير من الارز في وجبة الافطار، فان الحلوى الاكثر شعبية كانت ولا تزال القطايف، أي البانكيك المحلي. احد المحلات المعروفة للقطايف، "زهرة فلسطين". الباعة يروون بانه في الايام العادية يكون هذا مطعما. ولكن في ضوء الصيام الان، المطعم يغلق وبدلا منه يفتح محل لبيع القطايف. وفي مطعم "مشاوي على كيف كيفك"، المالك يشتكي من ان الاشغال ضعيفة قليلا. ولكن احد الاماكن التي اصبحت اسطورة في رام الله، هو محل قطايف عدنان الزين، "قطايف عمو عدنان". في المكان يقف طابور طويل من الاشخاص الذين يشتروا كيلو من البانكيك بثمانية شواكل. كلمة واحدة بارزة في غيابها في احاديث السكان في السوق. "الاحتلال". اذا لم يكن في الماضي لمراسل اسرائيلي أمل في أن يخرج الى المكان دون التطرق الواضح للاحتلال، الحرب مع اليهود، فهذه السنة يتحدثون عن الاعمال التجارية. المفاوضات، المواجهة وحتى قطاع غزة، لم تعد ذات صلة. في سينما "القصبة" يعرضون افلاما جديدة وفي عدة اماكن في المدينة فتحت "خيام رمضان" حيث تقدم النرجيلا وعروض حية للمغنين أمام السكان. التاجر الاغبر يقول انه في الايام العشرة من رمضان، ينشغل الناس بالبطن (الجوع). في الايام العشرة بعد ذلك، بالملبس (استعدادا لعيد الفطر في نهاية الشهر). الامور الاخرى مثل الاثاث وربما ايضا الاحتلال، ذات صلة أقل بهذا الشهر. فقد جاء الى هنا قبل بضع سنوات من نابلس، في اعقاب الحصار الشديد الذي فرض على مدينته في حينه. "أشكر اليوم من قرر رفع الحواجز حول نابلس. هذه الحواجز كانت بؤرة للكراهية والعداء بين الاسرائيليين والفلسطينيين ومع غيابها، قل العداء ايضا". منذ عدة سنوات وهو يعمل على تسويق الاثاث للازواج الشابة: اثاث كامل للشقة، ادوات كهربائية، كعكة عرس من سبعة طوابق وحتى الف دينار نقدا، مقابل أقل من 30 الف شيكل يتعين على الزوجين الشابين أن يرداها في أربع سنوات. "اريد للشباب ان يتزوجوا، فاذا اقاموا اسر يهدأون ولا يفتعلون المشاكل. بعد ذلك يولد الاولاد ولا يرغب احد في الفوضى". ان شاء الله.