غزة/سما/ أفطر مبعدو كنيسة المهد الموجودين في غزة وزوجاتهم وأطفالهم على معبر بيت حانون، في أول أيام شهر رمضان المبارك, بالتزامن مع تناول مبعدي خارج فلسطين كل في بلد إبعاده وعائلاتهم في بيت لحم في كنيسة المهد والنواب المهددين بالإبعاد في مقر اعتصامهم بالقدس طعام الإفطار. وقد أكد ياسين الهريمى عميد المبعدين أن هذه الفعالية تأتى ردا على الظلم الحاصل لهم وعدم مساعدتهم أو السؤال عنهم لحل مشكلتهم بالعودة من المدينة التي أبعدوا عنها . وتحدث المبعدون المقيمون على حاجز بيت حانون "إيرز": "نوجه كلمتنا في هذه اللحظات، إلى أصحاب الضمائر الحية في العالم، إلى كل أسرة تجلس حول مائدة الإفطار، سعيدة باجتماع أفراد أسرتها، ندعوهم إلى تذكر المبعدين الذين حرموا من هذه الجلسة، منذ تسعة أعوام، وهم بعيدون عن أسرهم، ويمنع الاحتلال الإسرائيلي زيارة أهلهم لهم، منذ ثمانية سنوات، وكذلك آلاف الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، الذين دخل بعضهم في العام الثلاثون وهو في الأسر" . وأستذكر المبعدون، إخواناً لهم قضوا شهداء وفي مقدمتهم الشهيد المبعد عبد الله داوود الذي استشهد في الجزائر، وهو بعيد عن أسرته ، كما استذكروا اعز أقرباءً لهم ماتوا، خلال الإبعاد، وقال أحد المبعدين إلى غزة: "فقدنا الأب والأم، والأخ والأخت، والزوجة والأبناء، دون أن نتمكن من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم"، وكان للأسرى حضورهم، فقال المبعد: "لا ننسى الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، الذين حرموا من الاجتماع مع ذويهم بسبب الاعتقال"، كما كان للنواب المقدسيين المهددين بالإبعاد حضورهم، ولشيخ الأقصى والقدس رائد صلاح، الذي أبعدة الاحتلال داخل سجونه، وحرم من الاجتماع مع أسرته . وخلال الاعتصام وتناول طعام الإفطار وجه فهمي كنعان الناطق باسم المبعدين، عدة رسائل حيث أشار بالرسالة الأولى إلى منظمة الأمم المتحدة وأمينها العام السيد بان كي مون، وكافة مؤسسات حقوق الإنسان، بان ينظروا إلى معاناة المبعدين، الذين جاءت جريمة إبعادهم مخالفة لكافة القوانين والاتفاقيات الدولية، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة، كذلك منع أهالي وزوجات المبعدين وذويهم، من زيارتهم في غزة، كما حصل مع المبعد ناجي عييات الذي منع الاحتلال زوجته، من الالتحاق به للمرة الثانية على التوالي عبر معبر الكرامة في الأردن الشقيق، حيث دعا كنعان أن يخرجوا عن صمتهم المريب ويدينوا هذه الجريمة ، خصوصا أنهم خاطبوا السيد بان كي مون بعدة رسائل في الماضي وكذلك سلفه السيد كوفي عنان لكن لم يتكلفوا بالرد على رسائلهم. أما رسالة كنعان الثانية، فقد وجهها للسلطة الفلسطينية، فقال:" نقول لهم ارحموا معاناة المبعدين، وعذابات الأسرى والمحاصرين، وآلام أهالي الشهداء، إن شهر رمضان هو شهر الخير والبركة والوحدة والتكاتف، لذلك فأننا ندعوكم إلى نبذ الخلافات، واستغلال بداية شهر رمضان لإعلان الوحدة، والوقوف صفا واحدا أمام الجرائم التي يمارسها الاحتلال، مستغلا حالة الفرقة والانقسام، وليتم إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الضفة وغزة فوراً، وعلى حد سواء، كبادرة حسن نية ،ومن ثم الجلوس الفوري وإنهاء الانقسام ". أما الرسالة الثالثة فوجهها إلى الحكومة الصهيونية، وإلى أسرة الجندي شاليط، بالقول : " أن كنتم تطالبون بإطلاق سراح الجندي شاليط، الذي اسر وهو على ظهر الدبابة الصهيونية، فإننا نطالبكم بعودة المبعدين الذين اختطفوا من بين أهلهم في بيت لحم منذ9 سنوات،وكذلك الإفراج عن آلاف الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال، وان كنتم تطالبون بالسماح للصليب الأحمر، بزيارة شاليط فإننا نطالبكم بزيارة أهالي الأسرى الذين منعوا من زيارة أبناءهم وخصوصا في غزة، وكذلك المبعدين الذين منع ذويهم من زيارتهم في غزة منذ ثمانية سنوات " . وأضاف كنعان " إن كنتم تطالبون بالعودة إلى المفاوضات المباشرة، فإننا نطالبكم بإعطاء شعبنا حقوقه، وفي مقدمتها القدس، وعودة اللاجئين، وإزالة المستوطنات، واعلموا إن الأمن والاستقرار في فلسطين يعني الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بل في العالم أجمع" . وتبقى معاناة مبعدي كنيسة المهد لا تجد طريقها للحل خاصة في ظل وعودات واهية, وعدم مبالاة ما يشعرون به خاصة أنهم بعيدين عن أهلهم وذويهم منذ ما يقارب الثماني سنوات دون محرك ساكن.