محكمة الصلح في بيتح تكفا أمرت امس باطلاق سراح حاييم فيرلمن، الذي اشتبه بقتل مواظب للفلسطينيين قبل نحو عقد من الزمان. وحسب قرار المحكمة، لا توجد أدلة قاطعة تسمح بتقديم فيرلمن الى المحاكمة. القاضي ناحوم شترينلخت قضى بان اطلاق السراح سيتأخر ليوم، وذلك من أجل اعطاء المحكمة المركزية الفرصة للبحث هذا الصباح في استئناف الشرطة على القرار. قرار المحكمة يشكل ضربة لجهاز الامن العام "الشاباك" – المخابرات والشرطة. فقد احتجزت المخابرات فيرلمن قيد الاعتقال لنحو شهر وفي الايام التسعة الاولى لاعتقاله منعته من لقاء محاميه، الخطوة التي جرت انتقادا حادا على الجهاز من جانب المحكمة العليا. وفي المخابرات ادعوا بان الاشتباه هو أن فيرلمن هو الطاعن المواظب من مئة شعاريم، المخرب الذي عمل في القدس في نهاية التسعينيات. وأمس اصروا في المخابرات على أن فيرلمن يبقى المشبوه المركزي في العمليات، ولكنهم اعترفوا بانه لا يوجد ما يكفي من الادلة ضده. وقضى القاضي شترينلخت بانه "تجمعت قرائن أدت الى اعتقال المشبوه، ولكن لم يكن فيها ما يكفي لرفع لائحة اتهام. فتح تحقيق علني، ولكن لا يبدو أنه في اثناء تلك التحقيقات جمعت مادة أدلة فيها ما يسمح برفع لائحة اتهام. وقد جرى التحقيق مع جهات مختلفة ومرة اخرى تم التحقيق مع جهات مختلفة، وحقق معها مرة اخرى، ولكن لم تتراكم مادة يمكن أن تستخدم دليلا قاطعا". وانتقد القاضي طابور التشخيص السريع الذي عقدته المخابرات لتعزيز الادلة ضد فيرلمن. واضاف القاضي يقول: "امس اجري طابور تشخيص بالصور. صورة المشبوه منشورة منذ شهر على رؤوس الاشهاد. في مثل هذا الوضع، من الصعب ان نعزو للطابور معنى قرائني جدي". ونشرت المخابرات امس بيان تعقيب حاد ونادر على الافراج عن فيرلمن، وقالت: "في هذه المرحلة لم تتبلور ما يكفي من الادلة لتقديم فيرلمن الى المحاكمة. اضافة الى ذلك، فان الشبهات ضده لم تتبدد وبتقدير المخابرات، فان فيرلمن يبقى مشبوها مركزيا في تنفيذ العمليات. وترى المخابرات بخطورة تنفيذ أعمال ارهابية مهما كان مصدرها، وستواصل العمل بكل الادوات التي تحت تصرفها في التحقيق في الاحداث الخطيرة هذه، حتى لو كان الحديث يدور عن احداث وقعت قبل سنوات". رغم الافراج عن فيرلمن، لا تزال هناك تضاربات بين روايتي الشرطة والمخابرات حول عدد اعمال القتل التي يشتبه بها: ففي اثناء المداولات في القضية ادعت الشرطة بان فيرلمن مشبوه بأربعة اعمال قتل. ومن بيان المخابرات أمس يتبين أن فيرلمن كان مشبوها منذ البداية بثلاثة اعمال فقط، وليس واضحا ما هو القتل الرابع المشبوه هو فيه.
