بعد 24 ساعة من قرار الكونغرس الامريكي تجميد المساعدات العسكرية للبنان أعلنت طهران بانها ستملأ الفراغ الناشيء وستساعد الحكومة اللبنانية بدلا من الولايات المتحدة. في بيان رسمي للحكومة الايرانية جاء امس أن السفير الايراني في بيروت التقى قائد الجيش اللبناني واوضح بان بلاده مستعدة لان تتعاون مع الجيش اللبناني في كل موضوع يساعد الجيش على أداء مهمته الوطنية في الدفاع عن لبنان. كما افاد السفير بان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد سيصل الشهر القادم الى لبنان للبحث مع الحكومة في المساعدات العسكرية. أول أمس ليلا أعلن رئيس لجنة الخارجية في مجلس النواب الامريكي، هاورد بيرمن، عن تجميد المساعدات الامنية الخاصة الى لبنان بقيمة 100 مليون دولار بدعوى أنه يجب الفحص المعمق لدور حزب الله في نشاط الجيش اللبناني. وذلك بعد ان تراكمت في الكونغرس معلومات تفيد بان الحكومة اللبنانية تساعد حزب الله وفي واقع الامر تعمل في خدمته. الحادثة في الاسبوع الماضي على الحدود الشمالية والتي في سياقها قتل العميد دوف هراري، حظيت باسناد من جانب الادارة الامريكية التي اتهمت الحكومة اللبنانية ووصفت النار من داخل الاراضي اللبناني بانها "مقصودة وغير مبررة". مسؤول كبير آخر في لجنة الخارجية، عضو الكونغرس اريك كنتور، قال أنه يجب اعادة فحص استمرار المساعدات في المستقبل. وخلافا لهذه الاقوال أوضح الناطق بلسان الخارجية فيليب كارولي بانه لا توجد نية لاعادة فحص المساعدات للبنان: "نحن نعتقد ان هذه مصلحة الدولتين ومصلحة المنطقة باسرها وهذا يسمح بالحفاظ على الاستقرار". وعلى حد قوله لا توجد أدلة على أنه في الحادثة في الشمال استخدم الجنود اللبنانيون سلاحا من انتاج امريكي أو اجتازوا تدريبات في الجيش الامريكي. في بيروت ردوا بذهول على القرار الامريكي بتجميد المساعدات في هذه المرحلة. فقد أفاد ناظم خوري، مستشار كبير للرئيس اللبناني لوكالات الانباء أمس بان "ادارة اوباما ملزمة بان تقف الى جانب لبنان. لماذا يعاقبوننا؟ جنديان منا وصحفي قتلوا. جيش قوي في لبنان هو مصلحة كل من يريد أن يدافع عن سيادة لبنان. حان الوقت لان تزود دول صديقة الجيش اللبناني بالسلاح وتساعده".منذ العام 2006 تقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية الى لبنان وتدرب جنوده في اطار خطة خاصة قررتها ادارة بوش. وجاء القرار انطلاقا من الاعتراف بان الحكومة اللبنانية تلقى التحدي من حزب الله وتحتاج الى جيش مهني وقوي. عندما دخل اوباما الى البيت الابيض قرر مواصلة هذه السياسة. في اطار الخطة نقلت الولايات المتحدة الى لبنان منذ العام 2006 معدات عسكرية بقيمة 720 مليون دولار، تضمن بنادق، وسائل اطلاق صواريخ، معدات للرؤية الليلية وقنابل يدوية وتدريبات مع الجيش الامريكي.