رغم الضغوط الدبلوماسية التي مارستها محافل اسرائيلية في اثناء نهاية الاسبوع، فان قبطان السفينة الليبية "أمل" أعلن أمس: "لم أتلقى أي توجيهات بتغيير مسار الابحار الاصلي. أنا ابحر الى غزة". السؤال اذا كانت سفينة "امل" ستبحر الى غزة ام سترسو في النهاية في ميناء العريش في مصر أشغلت في نهاية الاسبوع بال كبار رجالات وزارة الخارجية ووزارة الدفاع. وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، وزير الدفاع ايهود باراك وسفينة اسرائيل في الامم المتحدة جبريئيلا شليف حاولوا أمس ممارسة ضغوط لمنع "امل" من الابحار الى غزة. ويبدو في النهاية ان نشاطهم اعطى ثماره. ولكن قبطان السفينة اعلن بانه رغم كل الضغوط، فانه يتوجه الى الابحار الى غزة. ابحار السفينة "أمل" التي انطلقت أمس من ميناء لبريو في اليونان، نظمتها مؤسسة "الاغاثة الانسانية" برئاسة سيف الاسلام، الابن البكر للرئيس الليبي معمر القذافي. وحسب التقارير، ففضلا عن نشطاء السلام ورجال الفريق يوجد على السفينة ايضا واحد من ستة ابناء القذافي. وحسب النشطاء، نحو 2.000 طن من الغذاء والدواء حملت على السفينة. وقال أمس عبدالرؤوف جزيري، احد النشطاء على السفينة: "ليس لدينا سلاح، ليس لدينا بنادق ولا حتى سكاكين. نحن نجلب الطعام فقط ومقصدنا السلام". وزير الدفاع كرر أمس موقفه بان اسرائيل تعارض دخول سفن الى قطاع غزة دون ان تفحص إذ لا يمكن لنا أن نعرف اذا كانت تحمل وسائل قتالية وغيرها من الوسائل الداعمة للقتال. وقال باراك: "يمكن نقل البضائع عبر ميناء اسدود بعد الفحص. ولكن لن نسمح بادخال وسائل قتالية. نحن نوصي منظمو الاسطول بان يرافقوا سفن سلاح البحرية الى ميناء اسدود او الابحار مباشرة الى ميناء العريش".لهذا السبب توجه وزير الخارجية الى نظيريه اليوناني والمولدافي مطالبا اياهما الا تنطلق السفينة الى غزة. وجاء الطلب من وزير الخارجية مولدافي لان السفينة تبحر تحت علم مولدافيا اما الطلب الى الوزير اليوناني فجاء لان السفينة انطلق من ميناء في اليونان. وبالتوازي تحدث وزير الدفاع مع وزير المخابرات المصرية، الجنرال عمر سليمان وطلب منه أن ترسو السفينة في ميناء العريش. وتوجهت سفينة اسرائيل في الامم المتحدة في رسالة عاجلة الى الامين العام للامم المتحدة، رئيسي مجلس الامن والجمعية العمومية وناشدتهم ممارسة نفوذ الاسرة الدولية على الحكومة الليبية والطلب اليها باظهار المسؤولية ومنع السفينة من الابحار الى قطاع غزة. وكتبت شليف تقول ان "اسرائيل تحتفظ لنفسها بحق منع السفينة من خرق الحصار البحري على قطاع غزة".وفي النهاية يبدو أنه تحقق اتفاق: فقد تغيرت وثائق الابحار، وهدف الابحار الجديد صار ميناء العريش. ولكن رغم الاتفاقات المتحققة بين اسرائيل، اليونان، مولدافيا ومصر، انطلقت السفينة باتجاه غزة. "هذه سفينة خاصة استؤجرت في مولدافيا"، شرح أمس سمير الخضر، ممثل سيف الاسلام القذافي. "نحن لا نشارك ولم نشترك في الاتفاقات بشأن تغيير مسار الابحار والرسو. نحن نعتزم الوصول الى الهدف الاصلي، في غزة، ولن نغير المسار أو الخطة. في سلاح البحرية يستعدون لامكانية وصول السفينة الليبية الى شواطىء غزة. وحسب مصادر أمنية رفيعة المستوى "اذا ما وقعت مثل هذه المحاولة فستمنع اسرائيل ذلك. سفن سلاح البحرية ستتابع عن كثب مسار الابحار وقوات الوحدة البحرية جاهزة بتأهب عال لامكانية أن تكون مطالبة بالعمل".