خبر : أول مولد لأم الرسول محمد "امنة بنت وهب"يشعل الخلاف بين السلفيين وآل البيت حول مصيرها يوم القيامة

الجمعة 09 يوليو 2010 01:39 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أول مولد لأم الرسول محمد "امنة بنت وهب"يشعل الخلاف بين السلفيين وآل البيت حول مصيرها يوم القيامة



القاهرة / للمرة الأولى يشهد العالم الإسلامي مولداً لأم النبي صلى الله عليه وسلم فقد احتفلت أمس الأول مشيخة الطريقة العزمية بأول مولد في التاريخ الإسلامي والطرق الصوفية، وهو مولد السيدة آمنة بنت وهب أم النبي (صلى الله عليه وسلم)، حيث حضر الاحتفال انصار من ابناء الطريقة العزمية، والشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وقيادات من الطرق الصوفية وعدد من الدعاة والمشايخ الذين ينتمون للطرق الصوفية. شهد المولد الآلاف ممن يدعون ولاءهم لآل البيت يتصدرهم صوت الشيخ ياسين التهامي وابنه الشيخ محمود التهامي في الليلة اليتيمة التي تعقب الليلة الختامية لمولد السيدة زينب رضي الله عنها، حيث قاموا بالرقص وإلقاء قصائد المديح للسيدة زينب.وقد أثار المولد الذي أقيم بدون دعاية مكثفة له جدلاً واسعاً بين عموم مسلمي مصر خاصة المنتمين للتيار السلفي بسبب الرأي الغالب لرموز ذلك التيار والذي يرى بأن أم النبي صلى الله عليه وسلم ماتت على الكفر وبالتالي فإن إقامة مولد لها يعد سخفاً فضلاً عن أن الموالد بدعة. غير أن عموم المنتمين للطرق الصوفية وآل البيت لا يعتبرون أم النبي صلى الله عليه وسلم واباه من المشركين. وفي تصريحات خاصة لـ’القدس العربي’ قال الشيخ محمود عاشور وكيل مشيخة الأزهر السابق بأن أم النبي من أهل الجنة لأنها ماتت على الفطرة ولم تعاصر أنبياء ولا رسلاً وقد قال المولى عز وجل (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).ويحمل عاشور بشدة على الذين يقولون بأن أم النبي مستقرها النار في الحياة الآخرة متسائلاً كيف لمن أذن الله بالشفاعة في العالمين ألا يسمح له بالشفاعة في أمه.غير أن الداعية السلفي الكبير مصطفى العدوي يرى بان أم النبي ليست من أهل الإيمان وبالتالي لن تنال المغفرة يوم القيامة مستشهداً بالحديث النبوي (استأذنت ربي أن أزور قبر أمي فأذن لي واستأذنته أن أدعو لها فلم يأذن).ويرى الداعية الشيخ حسام أحمد إمام مسجد أبو بكر الصديق أن العلماء على رأيين في تلك القضية. رأي يرى أن ام النبي ماتت على غير الإسلام واستشهد أصحاب هذا الرأي بالحديث السابق كما استشهدوا بالآية القرآنية الكريمة ما كان للنبي والذين امنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم).أما الرأي الثاني فيرى أصحابه أن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم ينتميان لما يعرف فقهياً بأهل الفترة أي الفترة التي خلت منها الأرض من الأنبياء وهؤلاء مغفور لهم بإذن الله. ويرى حسام أنه لو كان لأم النبي فضيلة أو مندوحة لأشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم ولأخبر عنها أصحابه وهو ما لم يحدث كما أنه لو أن الاحتفال بها جائز لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالاحتفال بها عن العالمين.وشدد إمام مسجد أبو بكر الصديق على أن الموالد التي تقام للصالحين ولآل بيت الرسول كلها من البدع التي نهى عنها الشرع ولا خير من ورائها بل إنها تجلب غضب الله لكونها ضد ما جاء به الشرع فضلاً عن أن تلك الموالد بها من الشركيات ما يجرح صحيح الإيمان ودعا حسام الأمة لمقاطعة تلك الموالد والسير وفق منهج سلف الأمة لأنهم أعلم الناس بصحيح دينهم. غير أن الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف يقف بين التيارين فهو لا يكفر أم النبي وإن كان يحرم الموالد وفي تصريحات خاصة لـ’القدس العربي’ أكد أن كل الموالد المنتشرة في العالم الإسلامي بدع وخرافات وهرطقات ولا تقرب عند الله زلفى بل إنها تجلب من يتردد عليها غضب السماء.وعبر عن دهشته من الذين يصرون على ان تلك الموالد مشروعة وأنها تجلب شفاعة الرسول يوم القيامة مشدداً على أنه لا يوجد دليل واحد على جوازها واتهم الفاطميين بأنهم هم الذين إبتدعوها بغير نص.أما بالنسبة لأم النبي فرفض الأطرش تكفيرها وقال لـ’القدس العربي’ إنها ولدت على الفطرة وكانت تتبع ديانة ما كان قبل الإسلام وهي فطرة إبراهيم عليه السلام وبالتالي فإن القول بأنها من أهل النار لا أساس له من الصحة وشكك في رأي من يقول بأنها لن تنال شفاعة النبي صلى الله عليه وقال كفى لها من فضيلة أنها حملت سيد هذه الامة وليس لامراة غيرها هذا الفضل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (خلقت من نكاح ولم اخلق من سفاح ولم يصبني من دعوى الجاهلية شيء) وبالتالي فإن ما يقال عن أنها كانت مشركة لا دليل عليه.