خبر : يعاني من الصم الوراثي أتخذ من الرسم وسيلة لتعبير عن ما يفكر به

الثلاثاء 06 يوليو 2010 03:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
يعاني من الصم الوراثي أتخذ من الرسم وسيلة لتعبير عن ما يفكر به



غزة / سما / سلطان ناصر/ غالباً ما يكون الأشخاص الموهوبون  بالعالم ولدوا في ظروف طبيعية وفي جوا ساعد بتطوير مواهبهم وجعل منهم أشخاصاً مشهورين على مستوى العالم ، في حين أنا صاحب الموهبة التي سأتحدث عنها في تقريري المتواضع  ولد في ظروف ربما هي ما جعلته موهوباً . هو فلسطيني الأصل أسمه محمود رأفت المقيد عمره لم يتجاوز سبعة عشر ربيعاً ويستحق أن يلقب(بالموهوب)فهو منذ اللحظة الأولي لخروجه على الدنيا وهو يعانى من الصم الوراثي إلي جانب معاناته الشديدة من حاسة البصر حيث لا يري إلا بعين واحدة بنسبة 40%  ولكن قلبه يرى ما لا يستطيع أن يراه الجميع . تقول أم محمود التي لعبت دور المترجم أو بمعنى وسيلة الاتصال بيني وبين محمود أبنها لأنني لا أعرف لغة الصم :" بدأت حكاية محمود مع الرسم منذ طفولته حيث كان يمسك الدفتر والقلم ويرسم البيئة التي عيش فيه وكذلك الصور الموجودة حوله ، حتي أنه أخذ يرسم ما يشاهد على التلفاز ثم يقوم بعرض ما يرسم على من هو أكبر منه بالسن وخاصة المدرسين بالمدرسة ، ويفرح جداً عندما تنال رسوماته إعجابهم وتطورت هذه الموهبة النابعة من حبه لها بدون أن يوجهُ شخصاً متخصص في مجال الرسم " . وتابعت :" لقد أستمر محمود على هذا الحال حتي أصبح يمتلك قدرة فنية تمكنه من توصيل رسالته ورسالة شعبه للعالم لذا علينا أن لا نهمشه لأنه معاق فنحن بالبيت نحاول بقدر المستطاع مساعدته من خلال  توفير المستلزمات التي يحتاجها في عملية الرسم رغم الظروف الصعبة التي نعيشها كغيرنا من الأسر الفلسطينية في قطاع غزة . وتفرض حكومة الاحتلال حصاراً خانقاً علي قطاع غزة منذ العام 2007, مما جعل الكثير من الشباب الفلسطينيين الموهوبين أن يفكرون جدياً في ترك القطاع لقلة فرص العمل والبطالة التي تفشت بشكل كبير خلال الفترة الفائتة. أخذ محمود  يتحدث بالغة الصم طويلاً ففي هذه المرة استطعت أن أفهم ما يقول ربما لأنه فهم ماذا سألت لذا بدأت أبتسم لتقول أمه رداً علي سؤالي له ما هي المعوقات التي تقف في وجهك أثناء ممارسة الرسم ؟؟ :" نقص المواد المستخدمة في عملية الرسم هو أول أمر يعاني منه محمود أم الثاني فهو يتعلق في بيتنا الذين نعيش فيها فهو يحتاج إلي غرفة له ليرسم فيها وهذا لا يتوفر له حتي أنه لا يجد متسع في البيت يضع فيه رسوماته " .  وتبين أم محمود  أن أبنها متعمق في معاناة الشعب الفلسطيني ومتمسك بالقضايا الفلسطينية بشكل كبير وينعكس ذلك على رسوماته ولوحاته الفنية التي يرسمها ، مفسرتا كلام محمود في وصفه أحدي لوحته قائلاً :" هذه اللوحة تبين حقد وجرم الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة فتظهر الشهداء والبيوت المدمرة ،والمساجد ، التي تحتاج لصلاح الدين جديد ليحررها من المحتل على حد تعبيره " ويستمر في تفسير لوحاته فيشرح تفاصيل لوحة رسمها تظهر معاناة الصيد الفلسطيني ومدي الانتهاكات التي يتعرض لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي ، في حين يسطر اللون الأزرق على اللوحة معتبراً إياه الأمل في قلب الصياد  ثم ينقلنا إلي لوحة أخرى رسمها على غرار اللوحة الأولي ولكنها في موعد الغروب حيث كانت الأولي في وقت الشروق . وترى أم محمود أنه في حال تمام الاعتناء في محمود بشكل المطلوب أنه قد يصبح فناناً من الطراز الأول يستطيع من خلال فنه فضح الممارسات الإسرائيلية يحق أبناء شعبه ، مؤكدة أنه لإجراء عملية جراحية في أسرع وقت ممكن في عبنه التي يري فيها بنسبة 40% فقط حتى يتمكن من الرؤية بها بالكامل ولكن والحمد الوضع المادي الصعب الذين نعيشه حرمنا من أن نجري له العملية ".  هذا وحصد محمود عدداً من الجوائز كان منها جائزة فلسطين للإبداع والتميز، وحصلت على أفضل لوحة مرسومة في معرض للجامعة الإسلامية ووزارة الثقافة بغزة، وشارك في مسابقات الرسم الحر في مدرسة أطفالنا للصم والبكم ومنحت جوائز قيمة . إذا كان محمود تمكن من رسم الأمل في قلب الصياد في لوحته هل يستطيع الفرقاء الفلسطينيين إدخال الأمل في قلوب الفلسطينيين وإنهاء الانقسام .!!