خبر : دولة ثنائية الوهم/بقلم: الكسندر يعقوبسون/هآرتس 1/7/2010

الخميس 01 يوليو 2010 11:51 ص / بتوقيت القدس +2GMT
دولة ثنائية الوهم/بقلم: الكسندر يعقوبسون/هآرتس  1/7/2010



 أخذ يتغلغل، بتأخر بضع عشرات من السنين عند جزء من اليمين الاعتراف بأنه لم يعد من الممكن في العالم الحديث – الديمقراطي، بل غير الديمقراطي – السيطرة الدائمة على أرض من غير منح سكانها جنسية. من الواضح منذ 1967، أن ليس لاسرائيل خيار أن  تضم المناطق وأن تمنح سكانها جنسية لانها ستكف آنذاك عن كونها اسرائيل. لكن رؤوبين ريفلين وموشيه أرنس أعلنا مؤخرا تبني خيار الضم واعطاء الجنسية. يقترح أرنس أرض اسرائيل كاملة مخففة، بغير غزة. ويقول إنه سيتم الحفاظ على أكثرية يهودية أيضا بعد الضم. هذا وهم، فلا يمكن أي تسوية تضم الضفة الى اسرائيل وتترك غزة في الخارج. والى ذلك، سيضطر لا سكان غزة فقط بل ذريات اللاجئين الفلسطينيين الى الحصول على جنسية اسرائيلية، ومن الواضح ايضا ان كل تسوية ستضطر الى أن تشتمل على حق العودة الفلسطيني. ينبغي أن نحدد في تسوية دولتين للشعبين، أن حق العودة هو الى الدولة الفلسطينية. لكن اذا وجدت دولة واحدة فقط بين الاردن والبحر، فلن يكون مناص من حق العودة الفلسطيني الى هذه الدولة. فالحديث اذن عن دولة ذات اكثرية عربية مسلمة ستزداد فقط. من الواضح ان دولة كهذه لن تكون اسرائيل، بخلاف وهم اليمين، لكنها لن تكون أيضا ثنائية القومية، بخلاف أوهام اليسار. ستكون دولة عربية مسلمة من جميع الوجوه حتى لو عرفت أنها "ثنائية القومية" زمن انشائها.  هل يمكن أن نفترض، أن يوافق الشعب الفلسطيني زمنا طويلا على أن يكون الشعب العربي الوحيد الذي لا يوجد لدولته صبغة عربية واضحة ولا تعد جزءا من العالم العربي؟ أمن المنطقي أن نفترض، أن يوافق الفلسطينيون على القيام بهذا التنازل الذي لم يوافق أي شعب عربي على فعله لمصلحة الأقليات غير العربية النابتة في المنطقة، من أجل "النبتة الغريبة" الصهيونية؟ يعد مؤيدو "الدولة الواحدة"، بأن تقرر منذ البدء ترتيبات تضمن الصبغة الثنائية القومية وحقوق جميع الفئات في الدولة. بيد ان الاقرار الخطي لا يمكن أن يحدد ما الذي سيحدث بالفعل. أتعوزنا في  العالم، وفي الشرق الاوسط بخاصة أمثلة على الفرق بين المكتوب في دستور دولة وبين صبغتها الحقيقية؟ يقول كارلو شترينغر في مقالته في صحيفة "هآرتس" في 18/6 ان اقتراح أرنس يعني دولة ثنائية القومية، ويقترح ان توزن الفكرة. ويقول يجب ان تكون الدولة الواحدة علمانية تماما وألا يوجد على أثر انشائها "أي أساس لرفض عربي لدولة اسرائيل – فلسطين، وان تكون ليبرالية تماما". بيد أن هذا هو جذر الصراع: فجميع العناصر العلمانية والليبرالية في المنطقة غير قادرة على الموافقة على دولة غير علمانية وغير ليبرالية بينها. كيف نحقق الفكرة؟ ببساطة: نضم الى جميع العلمانيين الليبراليين في المجتمع اليهودي الاسرائيلي، والى العلمانيين الليبراليين في المجتمع العربي الاسرائيلي، العلمانيين الليبراليين في الضفة الغربية، والعلمانيين الليبراليين في قطاع غزة، وجموع العلمانيين الليبراليين من مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة – وننشىء دولة علمانية – ليبرالية "تماما". ينبغي ان نقول ازاء تحالف الاوهام هذا: يوجد في البلاد شعبان، ولكليهما الحق في الاستقلال الوطني. إن الدولة الثنائية القومية هي ظاهرة نادرة جدا في العالم ولا وجود لها في منطقتنا. سيكون في هذه البلاد إما دولتان قوميتان للشعبين وإما دولة شعب قومية واحدة – عربية فلسطينية. لن تختفي الدولة القومية من هنا، ومن المراد ضمان ألا تختفي اسرائيل.