رام الله / قال عضو اللجنة التنفيذية لـ’م.ت.ف’، رئيس دائرة شؤون القدس، أحمد قريع، إن ’السياسة الإسرائيلية القائمة على الظلم الفادح وعدم الالتفات إلى حقوق الشعوب، ومنها حقّ شعبنا بالعيش الحرّ على أرض وطنه، لن تجد شريكاً فلسطينياً واحداً يرضى بأقل من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كامل الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس’. وأضاف في كلمة ألقاها في المنتدى العالمي من أجل التنمية المستدامة الذي ينعقد اليوم في فرنسا، أن ’إسرائيل لن تجد شريكا فلسطينيا واحدا يقبل بأقل من إزالة جميع المستوطنات الاستعمارية التي أقيمت على الأرض المحتلة، مستفيدين من تجربة إزالة المستوطنات الإسرائيلية التي أقيمت على الأرض المصرية في سيناء, وما حدث في تجربة الانسحاب من غزّة وتفكيك المستوطنات فيها، وما يجري الحديث عنه من مقترحات حلول في هضبة الجولان السورية، والتي تستند إلى مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية، التي تنص على عدم جواز احتلال أرض الغير بالقوة والاستيلاء عليها’. وتابع: ’جهودنا التي بذلناها منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي، في مدريد وأوسلو، وواي ريفر، والقاهرة، واستوكهولم، وكامب ديفيد، وفي انابوليس، ذهبت أدراج الرياح، وأخفقت جميعها في الوصول إلى السلام العادل والشامل والدائم الذي ننشده، لأن جميع تلك الجهود والمبادرات والمحاولات كانت وما زالت تصطدم بالتعنت الإسرائيلي الذي تصرّ من خلاله وما زالت تصرّ، على الاحتفاظ بالأرض التي صادرتها بالقوة والبلطجة من شعبنا، وبالمستوطنات التي أقامتها عليها، وبتنكرها الفاضح لحقوق اللاجئين الفلسطينيين، مع الإصرار الأهوج على الاحتفاظ بالقدس الشرقية وضمها لإسرائيل تحت السيادة الإسرائيلية الاحتلاليّة’. وقال: إن ’طريق السلام واضح وبسيط وسالك للراغبين في السير على دروبه، فما على كلّ طرفٍ سوى الاعتراف بحقوق الطرف الآخر دون نقصان، ودون أطماع أو طموحات توسعيّة، ولا شكّ في أن شعبنا يسعى إلى السلام، ولكن دون تنازلٍ عن الثوابت والمبادئ وتأكيد التشبث بكامل حقوقنا الوطنية المشروعة’. وأكد قريع أن السلام خيار استراتيجي لشعبنا وعملنا طويلاً بجهدٍ صادق ودون كلل، لانتهاج سبيله، بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وحل مشكلة اللاجئين وفق القرار الأممي رقم 194. وحول قضية اللاجئين، قال قريع ’لدينا الآن أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني، وما زالت الغالبية العظمى منهم تعيش منذ عام 1948 في الشتات، في مخيمات اللجوء, يتطلعون للعودة إلى بيوتهم وممتلكاتهم وأرضهم في فلسطين التاريخية. والسؤال الذي يبقى قائماً: هل إن الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، والتي تبلغ مساحتها في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس 6400 كم2 ، أي 22% من مساحة فلسطين التاريخية ويقيم عليها الآن (4,3 مليون فلسطيني) والتي تريد إسرائيل أن تقتطع منها أهم ما فيها: القدس، والكتل الاستيطانية التي أقامتها بطرق ووسائل غير شرعيّة، ستكون قادرة على استيعاب الزيادات السكانية واللاجئين المفترض قدومهم من الخارج كما يروجون؟’ وأضاف أنه ’السؤال الصعب، والحلّ المستحيل، وهو الإشكالية التي تجعل عملية السلام مجرّد شعار ووهم ما لم تلتزم إسرائيل بالقانون الدولي والشرعية الدولية. وحول أوضاع غزة، قال: العام الماضي، شنت إسرائيل حرباً تدميرية على قطاع غزة، فتهاوت نتيجة للقصف الهمجيّ آلاف المنازل والمؤسسات الحكومية ومراكز المنظمات الأهلية، ثمّ فرضت حصاراً ظالماً على القطاع منذ ثلاث سنوات، وحالت دون عمل المؤسسات الأممية ووكالة الغوث، ودون وصول المساعدات الدولية إلى القطاع، وشدّدت إجراءاتها لمنع وصول مواد البناء من الأسمنت والحديد إلى غزة للحيلولة دون إعادة بناء ما تهدم نتيجة للقصف والعدوان البشع، في محاولة لإخضاع أهلنا هناك للشروط الإسرائيلية القاسية. وأضاف ’منذ أسابيع، اعترضت إسرائيل أسطول الحرية القادم إلى قطاع غزة محملاً بالمواد الغذائية والطبية وألعاب الأطفال، إضافة إلى المساعدات الإنسانيّة العاجلة، حيث أن أكثر من 450 متضامن من أكثر من 40 دولة توجهوا، في عمليّة إنسانيّة لاعنفيّة، فتصدّت لهم إسرائيل في عرض البحر، في المياه الدوليّة، واقتحمت السفن، فقتلت أكثر من تسعة مدنيين وجرحت أكثر من ضعف هذا العدد، وحالت دون وصول المساعدات للقطاع المنكوب، إنها نموذج للممارسات الإسرائيليّة الخرقاء التي لا تلتفت إلى الأخلاق والمبادئ الدوليّة. واستعرض قريع في كلمته أمام المنتدى الوضع في فلسطين، وبيّن معاناة شعبنا التي يقاسيها جراء الاحتلال وما يلحقه من ظلمٍ ناجمٍ عن التنكر لحقوقه الوطنية المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية والقانون الدولي وحقوق الإنسان. وحيا قريع الوزير جين لويس بورلو على مبادرته ’بيئة خضراء’، وهي المبادرة التي التقطها الرئيس ساركوزي وأخذها إلى مجال آخر أكثر رحابة واتساعاً، كما أن مؤتمر كوبنهاجن، وإن لم يكن في مستوى الأماني والتوقعات، إلاّ أنه شكّل مبادرة هامة وعملية يمكن البناء عليها وتطويرها. وقال ’إن تبادل المعرفة والأفكار الخلاقة، والتعاون البنّاء بين إفريقيا وفلسطين، وبينها وبين العالم، هي حلم راود القيادة الفلسطينية، وقد عملنا من أجله في العديد من الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة، ونتطلع إلى تطوير هذه العلاقات في كافة المجالات الممكنة. وسلم قريع رئاسة الندوة نسختين باللغتين الانجليزية والعربية حول الممارسات والسياسات والإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة عام 1967، والتي تشكِّل نموذجاً للسياسات الإسرائيلية التعسفيّة بوجه عام.