بيروت / بحث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مشرف الساحة اللبنانية، عزام الأحمد، اليوم، أوضاع الفلسطينيين في لبنان، والوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة مع عدد من المسؤولين اللبنانيين. وزار الأحمد على رأس وفد ضم ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان السفير عبدالله عبدالله ونائب رئيس البعثة أشرف دبور رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، حيث تم البحث في العلاقات اللبنانية – الفلسطينية، وكذلك العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية، ووجوب تحقيق المصالحة من أجل تحصين الموقف الفلسطيني وتمتينه في التفاوض مع الإسرائيليين. ثم زار الأحمد، يرافقه السفير عبدالله ونائب رئيس البعثة أشرف دبور، رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في حضور مستشاره محمد شطح. وقال الأحمد بعد اللقاء ’تشرفنا بمقابلة الرئيس الحريري في إطار التنسيق الدائم والمتواصل بين القيادتين الفلسطينية واللبنانية، وقد نقلنا لدولته تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووضعناه في صورة الأوضاع الفلسطينية من كل جوانبها، سواء ما يتعلق منها باستمرار العدوان الإسرائيلي والغطرسة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، أو محاولات ابتلاع الأرض الفلسطينية والهيمنة والسيطرة على القدس الشرقية، والتنكر للحقوق الفلسطينية’. وأضاف الأحمد ’كما شرحنا للرئيس الحريري التطورات الأخيرة المتعلقة بعملية التسوية في ضوء الزيارة التي قام بها الرئيس محمود عباس الأسبوع الماضي إلى الولايات المتحدة، وجولة المبعوث الأميركي في المنطقة، حيث زار فلسطين قبل أيام، في إطار الجهود التي تجري لإحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات وإزالة العقبات التي تقف أمام هذه المسيرة بفعل التعنت والتنكر الإسرائيليين للاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية’. وتابع: ’كما أطلعنا الرئيس الحريري على الجهود المتواصلة، سواء داخل الساحة الفلسطينية أو عربيا، من أجل إنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، وإعادة اللحمة إلى الصف الوطني الفلسطيني من الجوانب كافة، كما عبرنا له عن شكرنا وتقديرنا وشكر القيادة الفلسطينية على تبني حكومته للعمل على إعطاء الحقوق الإنسانية والمدنية للاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان، وهم ضيوف على الشعب اللبناني الشقيق، وعلى اهتمامه الشخصي بهذا الموضوع، الذي برز مؤخرا في مجلس النواب اللبناني في ضوء ما ورد في البيان الوزاري للحكومة، وقد تبادلنا وجهات النظر حول هذا الموضوع وكيفية إزالة الهواجس والعقبات التي حالت أو قد تحول في المستقبل لدى بعض القوى والشخصيات دون ذلك’. وأردف الأحمد: ’نحن حريصون على أن يبقى الفلسطينيون ضيوفا مؤقتين وتحت الرعاية اللبنانية والقانون اللبناني وليس فوق القانون، وبالتالي نحن واثقون من تفهم المشرع اللبناني للحالة وعدم تضخيم المخاطر المترتبة على ذلك، لأنه لا مخاطر إطلاقا ما دام هؤلاء ضيوفا على الدولة والشعب في لبنان وفي إطار القانون اللبناني، فمن حق المشرع اللبناني أن يضع كل الضوابط التي من شأنها أن تزيل مثل هذه المخاوف، ونحن سنبقى على تواصل مع الرئيس الحريري ونستمع إلى توجيهاته في إطار التنسيق المشترك لإزالة مثل هذه الهواجس، والتي نأمل أن يتمكن مجلس النواب من حسمها في إطار القانون اللبناني’. كما التقى الأحمد يرافقه السفير عبدالله، وأمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات وعضو المجلس الثوري خالد عارف، النائب العماد ميشال عون في حضور مسؤول العلاقات السياسية مع الأحزاب في التيار الوطني الحر وملف القدس ناصيف القزي. وبعد اللقاء، قال الأحمد: ’وضعنا سيادة الجنرال في أجواء التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في فلسطين في ظل استمرار الإعتداءات الإسرائيلية والحصار المفروض على شعبنا في قطاع غزة، وأيضا عملية السلام المتعثرة نتيجة التعنت الإسرائيلي وأين وصلت’. وأضاف: ’عرضنا مع العماد عون أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من كافة جوانبها، وكررنا تقديرنا وشكرنا للشعب اللبناني الشقيق الذي يستضيف هؤلاء الذين يبلغ عددهم مئات الآلاف والذين أجبروا على الخروج من فلسطين، ونشكر الدولة اللبنانية وكافة القوى على استضافة إخواننا الفلسطينيين الذين سيبقوا ضيوفا إلى أن نتمكن من إعادتهم الى وطنهم، لأن أي فلسطيني في لبنان أو خارجه يرفض مبدأ التوطين، وناقشنا مع العماد عون رعاية الفلسطينيين في لبنان على ضوء ما حصل في المجلس النيابي والقوانين التي طرحت حول هذا الموضوع وتناقشنا تفصيليا، وأكد سيادة الجنرال دعمه لتوفير فرص العمل للفلسطينيين في لبنان مثلهم مثل بقية المقيمين على الأراضي اللبنانية وفق قوانين العمل اللبنانية، وناقشنا المحاذير التي وضعت من بعض النواب’. وتابع: ’لقد وعد الجنرال عون بأن يكون هناك حوار موضوعي داخل مجلس النواب، وسيكون هناك موقف إيجابي ليبدد المخاوف التي طرحت من قبل البعض منها ما كان تخوف غير حقيقي، سواء بتضخيم متطلبات هؤلاء أو تضخيم عددهم، وفي نفس الوقت أكدنا أنهم سيكونون تحت القانون اللبناني لتؤمن حياة كريمة للفلسطينيين، وكي لا يوضع لبنان تحت المجهر من التحريض من جهات خارجية’. وقال الأحمد ’إتفقنا أيضا على استمرار التواصل مع العماد عون، ونحن نعرف أن العماد عون يدافع باستمرار عن القضية الفلسطينية وحق الشعب في إقامة دولته وحق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم’. والتقى الأحمد، كذلك، الرئيس اللبناني الأسبق رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، بحضور ممثل منظمة التحرير في لبنان السفير عبدالله عبدالله، ونائب رئيس البعثة أشرف دبور، وأمين حركة ’فتح’ فتحي أبو العردات، وعضو المجلس الثوري خالد عارف. وقال الأحمد بعد اللقاء، ’تشرفنا بلقاء فخامة الرئيس الجميل للتشاور معه ولترسيخ علاقات التنسيق مع الكتائب اللبنانية، واطلعناه على الأوضاع في فلسطين والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في ظل إستمرار الغطرسة الإسرائيلية والمخاطر التي تتعرض لها الأرض الفلسطينية، وخصوصا مدينة القدس التي تبقى حلم الفلسطينيين لتبقى عاصمة الدولة الفلسطينية، وأطلعناه على آخر التطورات السياسية المتعلقة أيضا بمسيرة التسوية والعقبات التي ما زالت تقف أمامها والجهود المبذولة لتذليلها، وناقشنا موضوع تعديل القوانين المتعلقة بحقوق الفلسطينيين الإنسانية في لبنان، واطلعنا منه على ما دار حول هذا الموضوع وما يدور الآن، والجهود التي ما زالت مستمرة لمعالجة هذه القضية في مجلس النواب اللبناني، ونأمل أن يأخذ ذلك مداه وحقه الطبيعي أمام المشرع اللبناني بما يخفف من معاناة الفلسطينيين الذين هم ضيوف على الشعب اللبناني الشقيق، ويخفف من الصعوبات التي تقف أمامهم في العمل والحياة الأفضل’. وأضاف: ’ إتفقنا أيضا على إستمرار التنسيق والتواصل حتى نزيل كل الهواجس والمخاوف التي برزت أثناء مناقشة هذا الموضوع، ونحن نؤكد وأكدنا أن الفلسطينيين هم ضيوف على الشعب اللبناني ولن يقبلوا عن فلسطين بديلا، وحق العودة يجب ممارسته والقرار 194 يضمن هذا الحق الفردي والعام للفلسطينيين’. وتابع: ’بحثنا في كيفية تنسيق الجهود الفلسطينية - اللبنانية والجهود العربية من أجل ضمان هذا الحق، وضمان حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته والقدس عاصمتها، وضمان حل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار 194 الذي يضمن حق العودة لكل اللاجئين وسنبقى على تواصل، منطلقين مما جرى سابقا من تنسيق بين حزب الكتائب ومنظمة التحرير الفلسطينية في إطار تحسين أوضاع الفلسطينيين الذين هم ضيوف على الشعب اللبناني الشقيق، ونحن واثقون من حكمة الرئيس الجميل والدور الذي قام به في كل مراحل القضية الفلسطينية، وكان صوتا مدافعا ليس في لبنان، إنما على الصعيد الدولي، فالقضية الفلسطينية هي قضية الشعب اللبناني كما هي قضية الشعب الفلسطيني مع خصوصية الجانب الفلسطيني في قضيته’. وقال: ’نحن أكدنا ونؤكد أن الفلسطينيين هم ضيوف تحت السيادة والقانون اللبناني ولن يكونوا فوقه، ناقشنا هذا الموضوع واتفقنا على استمرار التواصل حتى نزيل كل الهواجس والمخاوف التي تبرز هنا وهناك’.