رام الله / سما / قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع إن الإفراج عن 320 أسير فلسطيني معتقلين ما قبل اتفاق اوسلو، يعدون الأقدم من بين الأسرى في سجون الاحتلال، هو الخطوة الأولى والمحك العملي والجدي لقياس مدى مصداقية حكومة إسرائيل في بناء سلام عادل مع الشعب الفلسطيني. جاء ذلك خلال احتفال استقبال الأسيرة المحررة وردة بكراوي من عرابة البطوف داخل أراضي عام 1948، التي قضت 8 سنوات في سجون الاحتلال، حيث قام الوزير ووفد من الأسرى المحررين في الداخل، والمحامون جواد العماوي، وشيرين عراقي، وحنان الخطيب وجلال أبو واصل، بزيارة إلى منزل عائلة الأسيرة بكراوي. وأوضح قراقع أن 19 أسيرا يقضون أكثر من ربع قرن في السجون، أقدمهم الأسيرين فخري ونائل البرغوثي. وأكد رفض التمييز بين الأسرى، واعتبر أن قضية الأسرى قضية واحدة، رافضا الخضوع للإملاءات والشروط الإسرائيلية التي تحاول التمييز بين أسرى الضفة والقطاع وبين أسرى القدس والداخل. وأضاف أن الأولوية يجب أن تتركز على الإفراج عن أسرى الداخل والقدس الذين استثنتهم حكومات إسرائيل من الإفراج، سواء في المفاوضات أو في المبادرات أحادية الجانب. ووجه قراقع التحية إلى أسرى الداخل، وخاصة أقدم الأسرى وأكبرهم سناً الأسير سامي يونس الذي الذي قضي 30 عاما في الاعتقال وما زال، وإلى الأسيرة لينا الجربوني المحكومة 18 عاما. واستنكر تصريحات نتنياهو حول عدم الإفراج عن أسرى إلى مناطق سكنهم إذا ما نجحت صفقة تبادل شاليط، معتبرا أن المواقف الإسرائيلية وشروطها المتزمتة هي التي وقفت أمام تعطيل إنجاز الصفقة. ودعا إلى الضغط أكثر من أجل إطلاق سراح الأسرى القدامى الذين بات أغلبهم مصابون بأمراض خطيرة، إضافة إلى عدد كبير من المرضى والأسيرات والأطفال، كما دعا إلى التصدي للسياسات الإسرائيلية الممنهجة التي تستهدف الانقضاض على حقوق الأسرى والمساس بكرامتهم. بدوره، رحب رئيس المجلس المحلي عمر نصار بلفتة الوزير قراقع، وأثنى على هذه الزيارة التي تأتي تعزيزاً لصمود الأسرى، مشيداً بدور الأسيرة بكراوي ومعتبرا إياها أنها أضافت صفحة بيضاء أخرى في سجل عرابة، ومدماكا آخر لهذه القلعة الشامخة. من جهته، أكد منسق الرابطة العربية لأسرى الداخل منير منصور مواصلة خدمة الأسرى رغم إغلاق المؤسسات التي تعنى بشؤونهم، داعيا إلى إيلاء الأسرى المحررين الاهتمام اللازم. وأشار إلى أن معاناة الأسير لا تتوقف بمجرد خروجه من السجن، بل أنه يخوض فصولاً أخرى من المعاناة، ما يستدعي الوقوف إلى جانبه والأخذ بيده. وطالبت الأسيرة بكراوي بالاهتمام بوضع الأسيرات الفلسطينيات اللواتي يتعرضن للمضايقات والعقوبات المشددة، موضحة أن الأسرى بحاجة إلى وقفة جدية لتوفير الحماية لهن. وقدم الوزير قراقع في نهاية الاحتفال درع الحرية للأسيرة المحررة بكراوي، كما زار، والوفد المرافق، منزل الأسير كريم يونس الذي حكم عليه بالإعدام ثم استبدل بالمؤبد، حيث قضى 30 عاماً في الاعتقال وما زال، والتقى مع عائلته.