رئيس قيادة الأمن القومي، د. عوزي اراد، اطلق أمس السهام الى كل صوب وتحدث بشكل استثنائي في سلسلة من المواضيع على جدول الاعمال: فقد اطلق قرصة تجاه وزير الدفاع ايهود باراك الذي حسب المنشورات لا يسمح لقيادة الامن القومي بالقيام بعملها، عبر الانتقاد تجاه رئيسة المعارضة تسيبي لفني، التي تعتقد أن خطة سياسية ستخرج اسرائيل من الجمود السياسي، اوضح بان الحماسة الاسرائيلية لحل الدولتين تمس بشرعية اسرائيل، وحتى الاعراب عن التبرير القضائي لهجوم عسكري على ايران. في خطاب أمام اعضاء جمعية الوكالة اليهودية في القدس قال أراد عن المبادرة السياسية التي يدفع باتجاهها مسؤولو كديما ان "هناك من يقول انه يجب الخروج في مبادرة سياسية، وعلي أن افترض بان رئيسة المعارضة، السيدة تسيبي لفني، ستوافق على ذلك. لا حاجة للتفكير بان هذا هو الحل السحري المضمون. "محظور أن نصدق بانه في اللحظة التي يتم فيها هذا، ستتدبر الامور من تلقاء نفسها وعندها سننجو. مبادرة كهذه من شأنها فقط ان تدفع الفلسطينيين الى رفضها وانتظار مبادرة اخرى انطلاقا من الفهم بان اسرائيل تعطي فقط. وعليه، فاني اقترح فريضة الحذر: المغامرة السياسية هي التعويل على ما يمكن أن يحصل". كما أنه انتقد فكرة الدولتين للشعبين على نحو مبطن فقال: "من جهة، معظم الشعب في اسرائيل والحكومات ترى في حل الدولتين للشعبين المسار للتسوية السلمية بل ان هناك اسرائيليين غير قليلين يفعلون باتجاه اقامة دولة فلسطينية ودفع شرعيتها الى الامام، ويتفانون في ذلك. "ما لا ينتبهون له هو أن هذا الامر يجبي ثمنا ما: كلما سوقت الشرعية الفلسطينية للدولة، فانك تقضم من شرعية اسرائيل في دوائر معينة. فهم يكسبون الشرعية ونحن نخضع لنزع الشرعية. لو كنا واعين لذلك، لعلنا كنا أقل حماسة". لنتقي المرض بالوقاية وعن مسألة الهجوم في ايران أشار اراد بالذات مثنيا على الموقف الامريكي: عندما يتحدثون اليوم عن الخيار العسكري – أمريكي، اسرائيلي أو أي دولة اخرى – لا جدال في الجانب القانوني. "السؤال الذي ينشأ هو فقط اذا كان هذا مجديا ويحقق نتيجة، ولكن لا يوجد أي شك بالنسبة لشرعية العملية". وذكر أراد العقيدة التي طورها الرئيس بوش الاب، الذي وضع فكرة "اتقاء المرض بالوقاية وذلك لانه اذا لم نفعل ذلك فقد يكون الاوان قد فات". وبالنسبة لوزير الدفاع ايهود باراك وموقفه الاشكالي من قيادة الامن القومي، أوضح أراد: "كانت هناك تساؤلات عن الحاجة الى قيادة الامن القومي على الاطلاق. باراك كوزير دفاع، وكذا ايهود اولمرت، اتخذ نهجا مقيدا في قانون قيادة الامن القومي". "يوجد شيء في اقواله" "انه قال اننا كلنا نعرف ان اسرائيل ليست الولايات المتحدة، ولكنه شكك في ان يكون نموذج قيادة الامن القومي في بريطانيا مناسب لاسرائيل وذلك لان بريطانيا هي نظام وزاري ونحن نظام ائتلافي. ولكن في هذه الاثناء بريطانيا اصبحت نظاما ائتلافيا، والتحول التنظيمي الاول للحكومة كانت تشكيل مجلس امن قومي. واريد أن ارى ايهود حين يعود من الولايات المتحدة ويقول لي: "يوجد شيء في اقوالك". "هذه أزمنة صعبة" واضاف أراد بانه يتوق لولاية نتنياهو الاولى: "هذه ازمنة قاسية. انظر بحنين الى تلك الايام. هذه نتيجة ما تطور في السنوات الماضي مثل احتدام التهديد الايراني، حماس وحزب الله الذين تعاظموا. عندها كنا نفكر فقط بكم في المائة ينبغي ان نعطيه لعرفات، ايران لم تكن مشكلة، وكان تفاؤل في الاجواء".