خبر : شعبان:حماس تعيش حالة من النشوة وتتجاهل دور المؤسسات الأهلية المحلية

الأربعاء 23 يونيو 2010 01:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
شعبان:حماس تعيش حالة من النشوة وتتجاهل دور المؤسسات الأهلية المحلية



غزة / سما / أكد الخبير التنموي عمر شعبان أن حركة حماس تعيش حاليا حالة من النشوة جراء حادثة أسطول الحرية" موضحا " انها حصرت الانجاز لوحدها فقط دون أن تقدر دور مؤسسات المجتمع المدني المحلي حيث انها ثمنت دور المؤسسات الدولية وتجاهلت دور المؤسسات الأهلية والنشطاء والخبراء والباحثين تجاه ضرورة رفع الحصار".  ودعا شعبان حركة حماس الى الانتقال من مرحلة الاستمتاع بالنشوة الى لحظة الهجوم والاستفادة من التحرك الحالي للتوجه الى المصالحة والبدء في اعادة الاعمار وفك الحصار والاتفاق على موعد لاجراء الانتخابات. جاء ذلك في اللقاء الذي نظمه مركز الدراسات السياسية والتنموية بعنوان « تداعيات الاعتداء على أسطول الحرية وسبل استثمارها بحضور العديد من المختصين في المجال القانوني والاقتصادي والأكاديمي وذلك في قاعة فندق القدس الدولي بغزة. وقال رئيس مركز بال ثينك للدراسات الاستراتيجية أن ما حدث في أسطول الحرية هو تسونامي سياسي وقانوني ويكشف حجم العلاقات الدولية التي لها علاقات خاصة مع بعضها البعض كما أعاد الاهتمام بالحصار وموضوع الممر المائي الذي لم يخطر على بال احد حيث كان يتم التركيز على المعابر الحدودية فقط. وأوضح شعبان انه بعد هذه الحادثة" حدث الربح والخسارة لبعض الأطراف ومنها ايران وحزب الله بعد أن دخل عنصر جديد للمنافسة وهو تركيا كما أن العديد من المقالات التي نشرت في الصحف الدولية تجاوزت رضا اسرائيل كما أن اسرائيل انتقلت من موقع الحليف لاميركا الى العبء عليها وعملية الأسطول أعطت الثقة للمجتمع المدني المحلي والدولي بقدرته على الانجاز اضافة الى حدوث النهوض للنقابات المهنية التي كانت تتصف بالتقصير تجاه موضوع الحصار وتعرية النقص في المؤسسات الدولية وجهات الاختصاص". وقال شعبان انه يوجد تغيير استراتيجي في الموقف الأوروبي وموقف الرباعية بالنسبة لموضوع الحصار ومدى تحقيق أهدافه واعلان مصر لفتح معبر رفح اضافة الى تصريح شمعون بيرس الذي قال فيه « اذا تحولت غزة نحو السلام فانه لا داعي للحصار « وكذلك وجود حراك حقيقي أفضل نحو المصالحة الوطنية مشيرا الى ضرورة التمييز بين رفع الحصار عن غزة أم عن حركة حماس وكذلك رفع الحصار أم الاعتراف بحركة حماس والتعامل معها اقليميا ودوليا خاصة وانه الملاحظ أن حماس تعيش حالة النشوة جراء ذلك دون معرفة ماذا بعد ..سيما وان هذه الحالة لن تدوم طويلا على المستوى الدولي حيث وقعت مجازر سابقة وتم نسيانها مع مرور الوقت". وأكد شعبان أن حماس حصرت هذا الانجاز بنفسها وتجاهلت دور المؤسسات الأهلية المحلية وثمنت فقط دور المؤسسات الدولية ولم تغادر دور المترقب والمنتظر وراهنت على العوامل الخارجية والانفراجات الاقليمية مع انه لا يوجد أي تفاعل مع قضايا الشرق الأوسط الا بالتوافق الدولي.  وأشار الى الأزمة التي كانت تعيشها حماس قبل حادثة الأسطول بسبب فرضها للضرائب وعدم وصول الأموال لها "جاءت الحادثة للتأثير عليها بشكل كبير ومغاير وعليها في ظل هذا الوضع الانتقال من موقف الاستمتاع بلحظة النشوة الى لحظة الهجوم كما أن الوقت مناسب للمصالحة وتقديم مبادرة لفك الحصار والبدء في اعادة الاعمار والاتفاق على موعد لاجراء الانتخابات والاستفادة من علاقتها بتركيا خاصة وان من يقوم بالوساطة يجب أن يتميز بعلاقة خاصة بين الطرفين كما أن تركيا لن تقطع علاقتها باسرائيل لان حجم العلاقات التجارية بين تركيا واسرائيل تبلغ ما يزيد عن 3 بليون دولار" . وشدد شعبان على أهمية أن تعتمد حماس على أن الحصار يشمل الجميع وليس هي فقط وعليها تقوية علاقتها مع المجتمع المدني لخلق حالة من الشراكة السياسية والقانونية الحقيقية. من جانبه تطرق المحامي راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان الى محور الاستثمار القانوني للاعتداء على أسطول الحرية مشيرا الى انه للمرة الأولى لم تقم اسرائيل باستهداف المدنيين من أبناء شعبنا وانما من 37 دولة كما أن القيادة السياسية والأمنية الاسرائيلية كان لديها خلفية قبل وصول السفينة واتخذت الحكومة الاسرائيلية قرارا واضحا باستهدافها بكل ما يقتضي ذلك. وقال الصوراني أن من جاء بالسفينة هم من نخبة المجتمع المدني الدولي ويعرفون ماهية الحصار وهو جريمة وعقاب جماعي لسكان غزة كما أن المنظمات الانسانية الدولية نددت بذلك وعلت أصوات من داخل الرباعية والتي كانت شريكة بالحصار ونددت بعملية الأسطول . وقال أن الدور التركي تميز بالموقف السياسي والأخلاقي والانساني اضافة الى الموقف القانوني من الطراز الرفيع حول موضوع الحصار وستقوم تركيا بالملاحقة على جرائم الاحتلال حيث أن صاحب الولاية في ذلك هو الادعاء العام التركي وبالتالي فان بامكان تركيا العمل على الملاحقة في القضاء التركي وأيضا عبر التشريع الدولي وأيضا من خلال المحكمة الجنائية الدولية وأيضا في محكمة العدل الدولية في لاهاي. وأوضح الصوراني أن المنظمات الحقوقية شعرت بالصدمة من العديد من الدول الأوربية ومواقفها تجاه مواطنيها حيث لم تبحث أو تسال عنهم سيما وان بعضهم تعرض للاصابة والاعتقال ولم تدفع لهم ثمن تذكرة الطائرة مشيرا الى وجود عمل مكثف في الوقت الحالي من لجان التضامن الدولي للتنسيق والمتابعة والملاحقة والتوثيق وهذا يتطلب نوع من العمل في مناطق العالم في مجال التشريع الدولي وملاحقة مجرمي الحرب والاستفادة من تقرير جولدستون لمتابعة ذلك. من جهته تطرق ماكس أيل من مسيرة غزة نحو الحرية الى التحولات العالمية بعد مجزرة سفينة مرمرة مشيرا الى أن المجزرة أحدثت تغيرا في الآراء والمشاعر في كل أنحاء العالم وتم الضغط على صانعي القرار وبزوغ أقطاب قوة جديدة. وقدم بعض الاحصائيات والاستطلاعات والتي أظهرت أن 39% من الاسرائيليين يرون أن اسرائيل لم تستخدم القوة بما يكفي و46 % يرون انها استخدمت القوة بشكل سليم و8% فقط يرون أن دولتهم أفرطت في استخدام القوة. أما في تركيا فقال أن 60 % من الأتراك يرون أن دولتهم لم تفعل ما يجب أن تفعله برغم أن تركيا جمدت علاقاتها العسكرية مع اسرائيل وتنظر الى تخفيض مستوى التمثيل النسبي. وأوضح أن المقاومة في غزة تحتاج الى عمق ولا يوفر هذا العمق غير مصر كما أن التركيز على الدور المصري في الحصار سينهي دور مصر فيه أما الأردن فهي ترزح تحت ضغط الرأي العام فيها. وشدد على أهمية مقاطعة اسرائيل ونزع الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها وهذه النقاط الثلاثة تحتاج الى رأي عام لا انتظار الحكومات التي لا ترقى لتطلعات الشعوب. هذا وتخلل اللقاء طرح العديد من المداخلات من قبل الحضور التي أكدت على أهمية استثمار تداعيات أسطول الحرية بما يخدم القضية الفلسطينية وانهاء الحصار واستعادة الوحدة الوطنية.