رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصف الاغلاق على القطاع بانه واجب ضروري لدولة اسرائيل. بالمقابل، قرر رئيس الوزراء ايضا المصادقة على التسهيلات وادخال البضائع الى غزة. فما هو الفارق بين المواقف المتضاربة تماما؟ موضوع اسبوعين. مرة تلو الاخرى تحدث نتنياهو بلهجة حادة حول أهمية الاغلاق على قطاع غزة. فمنذ تموز 2009 أفاد بانه في اللقاء الذي أجراه مع مستشار الامن القومي جيمس جونز قال ان المعابر الى قطاع غزة لن تفتح امام الحركة الحرة طالما بقي جلعاد شليت في الاسر. وأن عبور الاسمنت الذي تقرر في حينه هو مجرد تخفيف انساني. في بداية الشهر وصل هذا الموقف القاطع ذروته حين تقررت عملية عسكرية ضد الاسطول التركي. بعد يومين من عملية الوحدة البحرية، في 2 حزيران، أوضح رئيس الوزراء بان الاغلاق على غزة ضروري لمنع عبور الاسلحة والذخيرة الى حماس. وقال في حينه ان "ايران تواصل تهريب السلاح ومن المهم الايضاح بان صواريخ ايران مرشحة لضرب مناطق غلاف غزة، بئر السبع واسدود". واضاف ان "الصواريخ والمقذوفات الصاروخية التي تحاول ايران تهريبها ترمي الى ضرب تل أبيب بل واكثر من ذلك وعليه فان من واجبنا بل ومن حقنا حسب القانون الدولي أن نمنع هذا السلاح من الدخول الى غزة". في فعل نادر نسبيا أثنى نتنياهو في حديثه في حينه حتى على الحكومة السابقة، برئاسة كتلة كديما على قرارها فرض الاغلاق على قطاع غزة. فقال: "هذا الواجب فهمته الحكومة السابقة، التي فرضت اغلاقا هدفه منع تهريب السلاح. هدف الاسطول كان كسر الاغلاق البحري هذا، واذا كان هذا الاغلاق البحري تحطم فكانت ستأتي في اعقاب هذا الاسطول عشرات السفن الاخرى". غير أن ما كسر كان بالذات هو الحزم لدى رئيس الوزراء – وكله بتذبذب سريع جدا لنحو اسبوعين ونصف الاسبوع. اول أمس صادق نتنياهو على سلسلة من التسهيلات في الاغلاق واعلن: " اتخذنا القرار السليم".أمس، بعد أربع سنوات من الاغلاق، بدأت تتدفق الاف الاطنان من البضائع الى القطاع. وفي حديثه امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست قال نتنياهو: "في 9 حزيران طلبت فحص التسهيلات في الاغلاق المدني كي اعزز الاغلاق الامني والتأييد الدولي له. المشاكل في الاغلاق المدني تعاظمت مع الزمن حتى قبل تشكيل الحكومة، وهذا اعطى لحماس تفوقا اعلاميا". واضاف نتنياهو يقول ان "قرار المجلس الوزاري يرفع الاغلاق المدني عن غزة، ويعزز الاغلاق الامني. القرار نسق مع الولايات المتحدة ومع ممثل الرباعية بلير ومع رؤساء دول اخرى تحدثت معهم في الاونة الاخيرة. هذا هو القرار الاكثر صحة لاسرائيل لانه يسحب من حماس الحجة الاعلامية الاساسية لها، ويسمح لنا ولاصدقائنا في العالم بالوقوف حول مطالبنا الحقيقية في مجال الامن. ايران تحاول أن تلف اسرائيل من خلال حزب الله من الشمال وحماس من الجنوب، ومن حقنا أن نمنع تسلحهم. قرار المجلس الوزاري يدفع الى الامام هذا بالضبط بمعنى توثيق الاغلاق الامني".