غزة / حكمت يوسف / سما / شهد ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية حراكا قويا خلال الأيام الماضية وذلك بعدما حمل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورقة مقترحات من رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنيه لطرحها على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيرة المصري محمد حسني مبارك . وكشف الدكتور ياسر الوادية رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة عن الترتيبات المتعلقة بخطوات تحقيق المصالحة والمتمثلة في ثلاث خطوات وعناوين رئيسية : أولا / توقيع الأطراف الفلسطينية على الورقة المصرية باعتبارها ورقة توافقية تشكل انطلاقة فلسطينية حقيقة نحو التوافق وإعادة اللحمة لشطري الوطن . ثانيا / وضع آليات عملية لبنود الوثيقة المصرية بالتوافق بين كل الأطراف . ثالثا / عملية التطبيق الفعلي للآليات والخطوات الإجرائية للمصالحة . وأوضح الوادية أن هذا المحطات الأساسية لتحقيق المصالحة تتيح تحقيق مصالحة قوية وقادرة على تجاوز اي تحفظات لدى جميع الأطراف خاصة وان الجانب المصري الراعي للمصالحة يسعي الى ترتيب كل ذلك وفق آليات توافقية بين كل الأطراف . وأشار الوادية الى أن الأجواء الحالية أفضل للبدء بالمصالحة في ظل وجود زخم عربي ودولي كبير تجاه القضية الفلسطينية ، موضحا مدى الخطر الذي تمارسه إسرائيل ضد المقدسات والأقصى واستمرار الاستيطان وتكريس واقع الحصار على قطاع غزة من قبل دولة الاحتلال . هذا وثمن الوادية دور جمهورية مصر العربية في دعم الشعب الفلسطيني وحرصها على معالجة الملفات العالقة على الصعيد الداخلي الفلسطيني . من جانبه قال المحلل السياسي الدكتور إبراهيم أبراش أن زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية مطلع الأسبوع الحالي لم تكن لتحدث تغييرات جديدة مضيفا أنها جاءت لرفع العتب ولتدارك الخطأ الذي ارتكبته الجامعة العربية بابتعادها عن العمل بجدية في موضوع المصالحة الفلسطينية مشيرا الى أنه اقدم على هذه الزيارة في أعقاب اعلان رئيس الوزراء التركي عن نيته زيارة قطاع غزة عقب الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية أواخر شهر مايو الماضي. وأفاد أبراش خلال اتصال هاتفي مع مراسل "سما" أن السبب المباشر وراء تحريك ملف المصالحة هو التوجه الإسرائيلي الأمريكي الأوروبي لتوظيف شعار رفع الحصار عن قطاع غزة لتكريس الانقسام وفصل غزة عن الضفة وإعادة رسم الخريطة الجغرافية لفلسطين وللمنطقة مشيرا الى أن هناك تخوف من احتمال إقامة تسوية تؤسس على واقع فصل الضفة عن غزة. وأضاف أبراش أنه بناء على هذا التوجه تحرك العرب باتجاه تحريك ملف المصالحة لضمان ان يكون أي تخفيف أو رفع للحصار يدخل ضمن المصالحة الفلسطينية التي تقوم على وحدة الضفة وغزة ووجود قيادة واحدة ونظام سياسي واحد. وأكد أبراش أن رفع الحصار هو فخ لتكريس فصل غزة عن الضفة وأن كل من يتحدث عن المصالحة الآن يهدف لتجنب عملية الفصل. وأشار الى أن الورقة المصرية أصبحت متجاوزة الآن وبالتالي قد يتم إعادة النظر فيها وان لم يكن في البنود الأساسية لها فقد يكون في بعضها ولكن بطريقة لا تحرج مصر مؤكدا على ضرورة أن نفرق بين موافقة حركة حماس على الورقة المصرية وتوقيعها عليها لأن موافقتها هي مناورة سياسية للمحافظة على بقاء سلطتها في غزة ولفتح معبر رفح ولكن التوقيع في الوقت الحالي صعب عليها. وأوضح أبراش الى أن مصر لا تستطيع ان تلزم اي من طرفي النزاع بالتنفيذ وذلك بمعزل عن الوضع السياسي ولكن بسبب الجغرافيا السياسية للمنطقة والتي تلعب دورا بحيث يصبح ملف المصالحة مرتبط بالتسوية السياسية بمعنى أن غزة منفصلة جغرافيا عن الضفة من قبل إسرائيل بشكل يمنع التواصل بينهما بدون موافقة إسرائيل. وقال أبراش أن حماس اصبحت عائقا أمام المشروع الوطني الفلسطيني بالمعنى الايديولوجي بمعني أنها تعتبر الاعتراف باسرائيل من المحرمات وفي نفس الوقت تريد أن تكون في الحكومة والسلطة وهذا أمر لا يعقل.