خبر : الازمة بين تركيا واسرائيل قد تعزز سلطة اردوغان

الجمعة 04 يونيو 2010 06:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
الازمة بين تركيا واسرائيل قد تعزز سلطة اردوغان



انقرة وكالات من شان الازمة التي نشبت بين تركيا واسرائيل اثر الهجوم الاسرائيلي على اسطول المساعدة الانسانية المتوجه الى قطاع غزة وما اسفر عنه من مقتل تسعة اتراك, ان تعزز سلطة رجب طيب اردوغان, رئيس الحكومة المنبثق من تيار اسلامي محافظ والذي يخوض اختبار قوة مع المعارضة العلمانية وانصار كمال اتاتورك.ومنذ اندلاع الازمة بين البلدين الاثنين, يتظاهر عشرات الالاف في اسطنبول منددين باسرائيل ومصلين عن ارواح "الشهداء" الاتراك الذين سقطوا على ايدي كوماندوس اسرائيلي على متن سفينة مافي مرمرة.وتجمع نحو عشرة الاف متظاهر الجمعة مرددين في باحة جامع بيازيد الكبير عقب صلاة الجمعة "فلتسقط اسرائيل" و"اخرجي من فلسطين" و"تحيا الانتفاضة".وقد صلى ما بين 15 وعشرين الف شخص عن ارواح ضحايا الهجوم الخميس امام مسجد آخر في اسطنول مرددين "نحن جنود حماس" حركة المقاومة الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة.واحرق المتظاهرون مساء الثلاثاء صور الرئيسين الاسرائيلي شيمون بيريز والاميركي باراك اوباما في احدى ساحات اسطنبول.ورغم ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان لا يستعمل العبارات نفسها, الا ان انتقاداته الشديدة لاسرائيل منذ مطلع الاسبوع تواكب شعارات الشارع وقسم من ناخبيه في الاوساط الشعبية.واتهم اردوغان الدولة العبرية "بنسف السلام الاقليمي" وحذر من ان "صداقة تركيا ثمينة لكن عداءها عنيف جدا".من جانبه حذر الرئيس عبد الله غول الخميس من ان العلاقات بين بلاده واسرائيل التي كانت استراتيجية "لن تعود ابدا كما كانت عليه" بعد الهجوم.ويبدو رئيس الوزراء الذي بات بطل القضية الفلسطينية في نظر الراي العام التركي وحتى العالم العربي, كانه يتناغم مع عشرات الاف المتظاهرين الذين يرفعون اعلاما فلسطينية.حتى ان صحيفة حريات دايلي نيوز ذهبت الى القول ان الحكومة التركية شجعت الناشطين المتضامنين من الفلسطينيين على التوجه الى قطاع غزة.وكتب محمد علي بيراند ان "هذه العملية نحو غزة تمت بموافقة ضمنية من وزارة" الخارجية التركية.وصرح لفرانس برس ان "الهدف كان ان تتحول هذه العملية بمثابة ناطق" باسم حكومة اردوغان.وقبل ابحار السفينة مرمرة وسفينتين اخريين تابعتين ل"مؤسسة المساعدة الانسانية" الاسلامية التركية القريبة من حزب الرفاه, اكتفى وزير الخارجية احمد داود اوغلو بدعوة الجانبين الى الاعتدال.وقال في 25 ايار/مايو "نامل الا يحصل توتر وان تتصرف اسرائيل والمنظمات غير الحكومية ضمنم المعقول".واعتبر احمد انسيل من جامعة غلطة سراي في اسطنبول ان هذه الازمة الخطيرة مع اسرائيل لا يمكن الا ان تفيد اردوغان.وقال "انها مفيدة سياسيا له وستزيد في شعبيته في انتظار 2011" موعد الانتخابات التشريعية المقبلة.الا ان بيراند قال "على المدى القصير, يعتبر اردوغان بمثابة سوبرمان ويستفيد كثيرا من الوضع, ولكن على المدى الطويل حذار ان يتفوق عليه من هو اسلامي اكثر منه".كما ان القطيعة مع اسرائيل تأتي قبل ثلاثة اشهر من اختبار كبير لرئيس الوزراء اذ انه سينظم استفتاء لتعديل الدستور في 2112 ايلول/سبتمبر المقبل, الا اذا اقر المجلس الدستوري عكس ذلك.وتهدف مبادرة السلطة هذه الى الحد من نفوذ القضاء والجيش, وهما معقلا انصار العلمانية المناهضين للحكومة.