العرب صنفوها دعاية لليهود واليهود صنفوها إساءة للسامية: بيرث (استراليا) من عباس الازرق: أثار العرض المسرحي الذي قدمته المخرجة الاسترالية من أصول بريطانية (فيفيان) عن نص شعري للكاتبة الانكليزية (كاركل تشرشل) الذي عرض مؤخرا في العاصمة بيرث تحت تامين حماية دقيقة تتفادى إي طارئ خصوصا من الجالية اليهودية التي حاولت منع العرض في ظل اعتراضها على العمل برمته واعتبرته معاديا ومشوها للقيم السامية، وقامت بتوزيع المنشورات مناشدة بإيقاف العمل وفعلا تحقق لها الأمر حيث تم منع العرض في بعض الأماكن المقررة إن يعرض فيه العمل.وتضمن المنشور الذي تم توزيعه من على أبواب قاعة المسرح (بان المسرحية منحازة الى الجانب الفلسطيني ومشوهة للتاريخ وتناسى العالم إننا دفعنا (ستة ملايين) نفس بريئة في المحرقة النازية وهذه المسرحية تقفز على الحقائق وليست رسالة سلام ودعوة تفهم وتفاهم بل هي تعبر عن رأي معاد للسامية وللإساءة للشعب اليهودي، فيما عرض على ظهر المنشور صورتان لطفلة يهودية يرسم على محياها البراءة والنقاء وفي الجانب الثاني صورة للطفل الفلسطيني مدجج بالسلاح).فيما جاء الرد السريع والحماسي على لسان ممثل منظمة أصدقاء فلسطين المشرفة والمنفذة للعمل قبيل عرض المسرحية بدقائق حيث ناشد الرأي الشعبي العام بالوقوف مع مأساة الطفل الفلسطيني وما يحدث له من قلع للجذور والحياة وأكمل قوله (كافحنا للحصول على مكان لعرض المسرحية في ولاية غرب استراليا وما حدث بنجاح اللوبي اليهودي في منع وتعطيل عرض المسرحية ويعتبر هذا من وجهة نظري الشخصية اعتداء مثل ما هو اعتداء حاصل مع الأطفال الفلسطينيين وسندافع عنهم .. اما العلاقة ألافتراضية للجالية اليهودية بربط معاناة الفلسطينيين والمحرقة اليهودية فذاك شيء وهذا شيء أخر) وختم بالقول (الليلة نحتفل بتحقيق غايتنا في عرض المسرحية ومطلوب تضامن الجميع معنا ...). وللكشف عن هذا العمل الذي اثار جدلا متنقلا من لندن إلى نيوزيلندا حتى ولايات استراليا المتباعدة وكعادة العرب المتأصلة على الرفض دائما حتى بدون معرفة الشيء والامتثال والاحتكام إمام الواقعة ومن يوم الإعلان عن النية في عرض المسرحية تناهت إلى اسماعنا اقوال تطالب بمقاطعة مشاهدة المسرحية والحجة الدامغة انه عنوان المسرحية الذي يدلل على انه دعاية يهودية بل تعدى الأمر إلى إعلامنا العربي الذي نوهنا له عن عرض المسرحية وما جاء في مضمونها من دعم لقضيتنا وعلى لسان مخرجة العمل وبعض العاملين في منظمة أصدقاء فلسطين والنص الشعري الذي اطلعنا عليه أيضا فلم يستجب الإعلام لنشر تلك المعلومة وها هي المسرحية تعرض في قلب ’الجالية’ اليهودية وتدين الأفعال والممارسات اللا مسؤولة ولاأخلاقية بحق أطفالنا القابعين تحت آلة الموت والجوع والحصار ويحضرها خيرة جمهور استراليا وحشد كبير من الجاليات الأخرى غير مكتفين بالمشاهدة ورسائل التعاطف والتضامن بل تعدى الأمر إلى الذهاب لصناديق التبرعات وشراء الأعلام الفلسطينية والوثائق التي تدين الصهيونية وكل ما يلتف حولها إمام مرأى ومسمع الجالية اليهودية المتذمرة من هذا العرض .عشرة دقائق من القص الشعري موزعة على سبعة مقاطع يؤديها أربعة ممثلين مع مجموعة كولار احتوتهم منصة العرض الخالية من أية قطع للديكور او الاكسسورات باستثناء إنارة بسيطة ومتلاشية وممثلين غير محترفين وهذا قدر معظم الإعمال غير المدعومة فكرة النص الشعري قائمة على سبعة فصول وهي عبارة عن مراحل تاريخية ممتدة من عام (1942 ـ 2009) تحتوي جلها على تساؤلات طفلة يهودية؟ ماذا يعني وجودنا هنا؟ الأرض ليست ملكنا؟ هنا أشياء تطاردنا؟ ذكريات ليس لها طعم، أشياء صميمية مفقودة؟ لماذا نصر على قطع جذور الآخرين أصحاب الأرض والتاريخ؟ لماذا نحمل أطفالا مسؤولية محرقة ليسوا معنيين بها لا من قريب ولا من بعيد؟ تلك الأسئلة الطرية والبريئة التي تطرح على لسان الطفلة اليهودية تتحول إلا إجابات مخرفة وبائسة ولا تبنى على اي مدلول حتى يقنع هذه الطفلة وتبقى الأسئلة ثابتة اما الأجوبة فمتجددة وفق الرغبات....مسرحية سبعة أطفال هي سبعة أصوات على مراحل سبعة أجيال تحمل التساؤل ذاته لم كل هذا الخوف والقلق ولم كل هذا الإصرار على اقتلاع الطفولة والجذر والتاريخ ...؟ أعقب عرض المسرحية بث فلم مصور في أماكن أخرى عرضت المسرحية فيها من النقاشات الحادة بين المناصرين للقضية الفلسطينية طالبين في مداخلاتهم وقف التدمير واحتلال الطفولة كما تم الكشف عن عدد ضحايا أطفال غزة برصاص المحتل ومن جراء الحصار خلال منتصف العام الماضي إلى هذه اللحظة ومن أعمار الثانية إلى السبع عشرة سنة ... كما تم فتح باب النقاش بعد انتهاء عرض المسرحية ساهم فيه نخبة طيبة من الأجانب المناصرين للقضية الفلسطينية.هذا ما تمخض عنه عرض المسرحية من وجهة نظري وهذا ما جاد به أصدقاء فلسطين وتبقى خيارات الآخرين للدفاع عن قضايانا ديدن إنساني ووعي عال في تفهم قضايانا ...ومن اجل توضيح اخر للعرض من مجموعة اصدقاء فلسطين نرفق ما جاء على لسان الزميل تميم خضر:’أسمي تميم خضر وأنا عربي فلسطيني من سكان أستراليا. بوصفي أحد أعضاء جماعة ’أصدقاء فلسطين بأستراليا الغربية’، رأيت من المناسب ان أساعد في تنظيم، إعلان وعرض رواية ’7 أطفال يهود’ للكاتبة المسرحية البريطانية كارل تشرشل’.هذه المسرحية كتبت كرد على التدمير الإسرائيلي الوحشي لغزة أثناء عملية الرصاص المصهور في 2008-2009. تتألف من سبعة مشاهد موزعة على نحو 70 سنة، يتحاور فيها بعض اليهود البالغين على حكمة أن يعرف أولادهم عن الفظائع التي حصلت في التاريخ اليهودي القريب. فظائع مثل المحرقة النازية، طرد العرب في عام النكبة، حرب 1967، احتلال واستيطان فلسطين، الظلم في توزيع المياه، الانتفاضة، إنشاء الجدار، وأخيرا الحرب على غزة.تبدأ المسرحية بالبالغين وهم يحاولون إن يحموا احد الأطفال من النازيين، وتتطور بسرعة إلى نقاش حول كيفية تبرير مأساة طرد الفلسطينيين لأطفالهم.في رأيي، أحد أهداف المسرحية هو تحدي المشاهدين، وخاصة مؤيدي إسرائيل، بفكرة عدم احتكار أية مجموعة من الناس لمفهوم الضحية. فتماما كما لا يمكن التبرير او الدفاع عن المحرقة، لا يمكن ذلك للاعتداءات على الفلسطينيين.بعد عرض المسرحية في كل من لندن، واشنطن، ملبورن، وحتى تل أبيب، تعرضت لانتقادات واسعة من الصهاينة في كل انحاء العالم. وقد تمكن اللوبي الصهيونية في بيرث من وقف عرض المسرحية في مناسبتين سابقتين. وفي الحقيقة، فإن جماعة ’أصدقاء فلسطين بأستراليا الغربية’ تكبدت الكثير من المال والجهد للحصول على الموافقة لعرض المسرحية. صحيح إن هذا انتصار صغير، لكنه يوصل رسالة واضحة للأستراليين عامة، واللوبي الصهيوني المحلي خاصة، بأن انتقاد إسرائيل ليس عملا معاديا للسامية.لقد سمعت من بعض أعضاء الجالية العربية بأن الهدف من عرض المسرحية هو خدمة المصالح الإسرائيلية. في رأيي إن وجهة النظر هذه لا تَخلو من حماقة وليس لها إي أساس. إن النص بكامله متوفر على الإنترنت ويمكن تنزيله بالكامل مجانا. أنا أشجع كل من يقرأ هذا المقال أن يطبع7 Jewish Children script’في محرك البحث. حتى أن كاتبة المسرحية قد أعلنت أن باستطاعة كل من يريد عرض المسرحية أن يفعل ذلك مجانا بشرط أن يقوموا بجمع التبرعات لأهل غزة بعد العرض.