خبر : جس النبض الشاحب/بقلم: شمعون شيفر/يديعوت 6/5/2010

الخميس 06 مايو 2010 11:25 ص / بتوقيت القدس +2GMT
جس النبض الشاحب/بقلم: شمعون شيفر/يديعوت 6/5/2010



 نتنياهو مقتنع بانه نجح في تقريب الفلسطينيين من طاولة المباحثات. بتعبير آخر، حتى لو تلبث ابو مازن ليوم او ليومين آخرين، فانه سيمتثل في نهاية المطاف الى محادثات التقارب مع السناتور ميتشل. في محيط نتنياهو مقتنعون بان الاصرار على مبدأ الدخول في المحادثات دون شروط مسبقة ودون تعهد بالوقف التام للبناء في المستوطنات أثبت نفسه. ففي الجانب الاسرائيلي يعتزمون الطلب من الوسيط الامريكي بتعهد فلسطيني بتجريد الدولة التي ستقوم من الصواريخ. في اسرائيل يطالبون بالتعهد الفلسطيني منذ المرحلة الاولى من المحادثات غير المباشرة، وفضلا عن ذلك يطالبوم الامريكيين بان يشرفوا على تطبيق المسألة. في هذه الاثناء يمكن لنتنياهو ان يسجل لنفسه انجازا مثيرا للانطباع في الفصل الذي يحمل عنوان "هكذا روضت اوباما". في الـ 48 ساعة الاخيرة خرج عن اطوارهم مسؤولو ادارة الرئيس الامريكي وتعهدوا أمام الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة بان مسألة القدس لن تبحث الا في المرحلة الاخيرة من محادثات التقارب. هذا ما قاله الرئيس الامريكي براك اوباما للكاتب ايلي فيزل وواصل بعده دافيد اكسلرود، المستشار السياسي الكبير لاوباما، في حديث مع صحفيين يهود. والان تبقى التساؤل ماذا سيقول عن ذلك الفلسطينيون، الذين يطالبون بالتفاوض على كل المواضيع الجوهرية: القدس، الحدود، اللاجئين والامن – بالتوازي وليس واحدا إثر آخر.  محافل اطلعت على المحادثات التي اجراها الاسبوع الماضي وزير الدفاع ايهود باراك في واشنطن اخذت الانطباع بان ادارة اوباما لا تعتزم الدخول في مباحثات عابثة. وبرأي هذه المحافل، فمن اللحظة التي ستبدأ فيها محادثات التقارب سيبدأ العد الامريكي التنازلي. في غضون بضعة اشهر يعتزم اوباما، بالتشاور مع مستشاريه المقربين، ان يضع على الطاولة خطة متبلورة اساسها عودة اسرائيلية الى حدود 67 مع تعديلات حدودية طفيفة واعلان عن القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية. كل طرف سيكون مطالبا بان يرد اذا كان يقبل الاقتراح الامريكي او كبديل مستعد لان يتحمل نتائج في اساسها احتدام العلاقات مع القوة العظمى التي يفترض بها ان تتصدى للنووي الايراني، مثلا. ولكن يحتمل أن يتبين هذا السيناريو ايضا كمناورة اخرى كتبها هؤلاء المستشارين او اولئك، وفي نهاية المطاف المسألة التي ستكون على جدول الاعمال لن تكون من نجح في ترويض من – نتنياهو لاوباما ام العكس. المسألة التي ستطرح بكل خطورتها هي ماذا سيحصل للاسرائيليين الذين يعيشون هنا اذا لم تبدأ مفاوضات جدية وحقيقية مع الفلسطينيين ومع السوريين حتى نهاية السنة القريبة القادمة.