خبر : المدينة ام العالم/بقلم: حاييم آسا/معاريف 6/5/2010

الخميس 06 مايو 2010 11:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
المدينة ام العالم/بقلم: حاييم آسا/معاريف 6/5/2010



 الازمة بين اسرائيل والولايات المتحدة لا تنبع من هذيان يلم بالادارة الامريكية. كما أنها لا ترتبط بامر تبسيطي كانعدام الكيمياء بين اوباما ونتنياهو. جوهر الازمة يرتبط مباشرة بالتغيير في الخريطة الاستراتيجية العالمية، وكل محاولة من الحكومة في اسرائيل لتشبيهها بسحابة عابرة هو أمر مسيحاني وهاذٍ. التغيير في الخريطة السياسية يجري الان اساسا بسبب امكانية أن توظف هيئة غير دولة، كالقاعدة مثلا، مساع كبيرة للوصول الى قدرة نووية حقيقية.  السبب الذي من أجله يدور الحديث عن تغيير جوهري يعود الى أن كل دولة في العالم هي ذات قدرة نووية عسكرية، تردعها القوى العظمى منذ اللحظة الاولى لولادة هذه القدرة من مغبة استخدامها. دولة ذات قدرة نووية لا تشكل تهديدا نوويا حقيقيا. كما أن دولة مثل ايران ايضا تعرف انها اذا ما استخدمت قنبلة ذرية ضد احد ما – ولا يهم ضد من - فانها ستنتهي من الكرة الارضية. وعليه، فانها هي ايضا لن تستخدم هذا السلاح ولن تجدي أي حجة تتعلق بانعدام العقلانية.  الخطر في دولة مثل ايران، والتي هي دولة ارهاب، يكمن اساسا في امكانية أن توفر قدرة كهذه لمنظمة ارهابية دولية. ضد منظمة ارهابية ليس لها أي مسؤولية عن وجود دولة يكاد يكون غير ممكن خلق ردع. وفي ظل غياب الردع يوجد خطر من الدرجة الاولى على اسرائيل، على الولايات المتحدة وعلى دول عربية اخرى. توجد امكانيتان من خلالهما يمكن للغرب أن يمنع مثل هذا السيناريو. الاولى هي حرب غير متوقفة ضد القاعدة، ضد طالبان ومؤيديهم في كل العالم، ولكن هذه حرب لا نهاية لها تجبي ثمنا هائلا، وليس للغرب قدرة على المواصلة فيها على مدى الزمن لسنوات طويلة. الامكانية الثانية هي التقرب من الدول ومن السكان المسلمين المعتدلين ممن لديهم مصالح مشابهة لمصالح الدول الغربية، وذلك اساسا في المناطق التي تتطور فيها تنظيمات ارهابية. عندما يتم وضع موضوع البناء في القدس، البناء في المستوطنات وحتى مجرد وجود المستوطنات امام المخاطر اعلاه، لا حاجة الى يوم دراسي طويل للفهم بان دفع هذا الثمن هو ضروري. هذا لا يرتبط باليسار ولا باليمين. هذا ليس هذيانا من اوباما ولا حيلة من مثل هذه الادارة او غيرها. كل محاولة لرؤية الخريطة الاستراتيجية التي نعيش فيها اليوم بشكل آخر سيؤدي بنا الى الوقوع في خطأ مأساوي، عسير، قد لا يكون ممكنا اصلاحه لاحقا. نحن نتعامل هنا مع بقاء الولايات المتحدة، مع امكانية الا تتمكن من الردع والدفاع عن نفسها في المستقبل، عن احتمال غير قليل في ان تكون متعرضة لعمليات ارهابية فتاكة دون قدرة على الرد ودون هدف تهاجمه. توجد لحظات تكون فيها القيادة ملزمة بان تنظر الى الواقع، وان تفهمه وان تعمل بموجبه. ان تعمل بموجبه معناه غير مرة تغييرا ذاتيا، سيرا ضد الايديولوجية الاساس، ضد الشعارات الفارغة التي اشعلت حماسة المصوتين قبل الانتخابات. شعار مثل "الحرب في سبيل القدس" هي مثال بائس على ايديولوجيا عمياء من شأنها ان تؤدي بنا بالذات الى أن نفقد القدس وربما ايضا تل أبيب.