خبر : حِمل نتنياهو/بقلم: اسرائيل هرئيل/هآرتس 6/5/2010

الخميس 06 مايو 2010 11:23 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حِمل نتنياهو/بقلم: اسرائيل هرئيل/هآرتس  6/5/2010



 بنيامين نتنياهو يتوجه الى محادثات التقارب وعلى ظهره حملا بعيد السنين، ورثه عن اسلافه، ولا سيما عن ايهود باراك. وهذا الحمل سيكون، من شبه اليقين، عاملا مركزيا في الفشل المتوقع للخطوة المفروضة على الطرفين.  هذا الاسبوع يكون مرت عشر سنوات على الفرار الفزع والمهين من جانب باراك من جنوب لبنان. في نظر حزب الله، في نظر الفلسطينيين، وفي واقع الامر في نظر العالم العربي بأسره، تتخذ اسرائيل منذئذ صورة الدولة التي بسبب سقوط نحو 20 جنديا في السنة فقدت الرغبة في القتال، والذي بفضله نجحت في بقائها كدولة يهودية في منطقة تعد مئات ملايين المسلمين المعادين. انعدام التمييز بين التافه والجوهري تواصل لدى باراك في الحرب الارهابية التي بدأ بها ياسر عرفات في اعقاب الخطأ الاستراتيجي لباراك في الفرار احادي الجانب من لبنان. لاشهر عديدة فتك بنا الارهاب، ولم يتجرأ باراك على الرد. انعدام الرد أدى بالمواطنين الى فقدان ثقتهم بدولتهم، بجيشهم وبمستقبلهم في المنطقة. من جهة اخرى، وهن اليدين شجع منظمات الارهاب على تصعيد القتل، ودول في الماضي احترمت اسرائيل على شجاعتها بدأت تتخذ – رغم افعال الارهاب الوحشية – سياسة مؤيدة للفلسطينيين. وها هو باراك، المسؤول عن الاخطاء الاستراتيجية بعيدة الاثر هذه، هو الان الرئيس الذي يدفع في الحكومة نحو محادثات التقارب.حمل إرث فك الارتباط ورثه نتنياهو ايضا. هذا، الذي جاء زعما لان يعيد لاسرائيل قدرة المناورة، اعتبره الفلسطينيون ومؤيدوهم كاستمرار لهبوط قوة اسرائيل ومناعتها. إذ لم يكن هنا فرار فقط بل وايضا ضعف في العقل، تواصل نحو ثلاث سنوات حتى "رصاص مصبوب" (على نحو يشبه حملة "السور الواقي"، التي هي أيضا خرجت الى حيز التنفيذ فقط بعد نحو سنة ونصف من الارهاب وبعد استبدال باراك بارئيل شارون).الوضع السياسي الدون هو بالتالي ثمرة اخطاء استراتيجية وضعف عسكري: الفلسطينيون مقتنعون بان تداخل لمناورات سياسية (مثل مناورات التملص منذ صعود براك اوباما الى الحكم)، صرخات النجدة من الاردن ومصر وتهديدات بالحرب من الشرق ومن الشمال وضغط دولي بقيادة ادارة اوباما، سيخضع اسرائيل.في هذا الوضع النفسي – السياسي، حيث يكون العبء أثقل من أن يحمل ومشكوك ان تكون لرئيس الوزراء ما يكفي من القوى للصمود امام الضغط الفلسطيني، الامريكي والاوروبي – من الواجب خلق جبهة داخلية من الاحزاب، تعزز نتنياهو وتسمح له بالوقوف امام الضغوط الهائلة. هكذا فقط سيكون ممكنا منع هزيمة سياسية لاسرائيل في محادثات التقارب (التي لها فيها تقاربا او حقيقة، وكلها فخ لاسرائيل).للتعزيز هناك حاجة لضم كل العناصر الصهيونية في الدولة وفي الشتات. وبالتأكيد ايضا شركاء نتنياهو في الائتلاف، ممن لا يفوت بعضهم الفرصة لتوجيه الضربات له علنا ومعه لاضعاف ايضا الدولة التي يتولون فيها المناصب كوزراء وكنواب. بالذات من يؤمن حقا بان الانسحابات  وعلى رأسها الانسحابات في القدس، جيدة لمستقبل اسرائيل، وبالذات من هو مقتنع حقا بان الفلسطينيين يريدون السلام ويقبلون صيغة الدولتين للشعبين، ينبغي له في هذه الايام ان يعزز رئيس وزرائه. فقد سبق لنا أن عرفنا بان رئيس وزراء ضعيف وحكومة اسرائيلية ضعيفة يعززان قلب الفلسطينيين، يدفعانهم الى التراجع عن الاتفاقات التي سبق ان تحققت وطرح مطالب حتى حكومة تحت ضغط أمريكي وحشي لا يمكنها أن تستجيب لها. والسلام، الذي يتمنونه جدا، سيبتعد فقط.