غزة / سما / دعا د. أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني القيادة المصرية لإبداء المرونة اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، مؤكدا أن العقبة الأساس التي تعترض سبيل إنجاز المصالحة في صورتها الأولية تكمن في إغلاق الورقة المصرية أمام ملاحظات حركة حماس المنطقية الثلاث، ورفض مصر التعاطي مع جهود كافة الوسطاء إزاء البحث عن مخرج مناسب يلبي مطالب جميع الأطراف دون غبن أو انتقاص. وأكد بحر في بيان صحفي وصل " سما " أن استمرار القيادة المصرية في موقفها الراهن من شأنه أن يضاعف من حدة الأزمة الفلسطينية الداخلية، ويفاقم من ألوان المعاناة التي يواجهها شعبنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة المحاصر، مشددا على ضرورة النزول على مقتضيات المصلحة الوطنية والقومية التي توجب العمل المشترك على بلورة كافة الصياغات والتفاهمات المطلوبة التي تقود نحو تطبيق حقيقي وتنفيذ أمين لبنود المصالحة بما يحقق التوافق الفلسطيني الداخلي الذي باتت الحاجة ماسة إليه أكثر من أي وقت مضى. وفي ذات السياق طالب بحر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بلعب دور فاعل ومؤثر من أجل التقريب بين حركتي فتح وحماس، وعدم نفض يده من مسار المصالحة الفلسطينية، مؤكدا أن العمل لإنجاز المصالحة يشكل واجبا قوميا وعروبيا من الدرجة الأولى، وخصوصا في ظل التداعيات الخطيرة التي يخلفها الانقسام السياسي والجغرافي الفلسطيني على واقع الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية. وأشار بحر إلى أن اكتفاء الجامعة العربية بمراقبة الأحداث والبقاء على رصيف المرحلة في ظل تفاقم الأزمة الفلسطينية الداخلية يصب في خدمة الأجندة والمخططات الصهيونية التي تحاول إدامة أمد الانقسام الفلسطيني، وتضع العوائق والكوابح في وجه مسيرة التوافق الفلسطيني، مؤكدا على أن ملف المصالحة يجب أن يلقى احتضانا حقيقيا تحت مظلة عربية جامعة، وأن يتم تفعيل واستخدام كافة الأدوات المطلوبة من أجل إنجاحه في أقرب وقت ممكن، وذلك بغية التفرغ لمواجهة المخططات الصهيونية العنصرية بحق الأرض والمقدسات. من جهة أخرى حذر بحر الرئيس عباس من مغبة قبول ورقة ميتشل الجديدة التي ترتكز إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة على أساس تفاهمات تستثني القدس والحدود وتنهي حق عودة اللاجئين، مؤكدا أن التفاهمات الصهيونية الأمريكية لا تلزم أحدا من شعبنا الفلسطيني، وأن الانحياز لحقوقنا وثوابتنا الوطنية يجب أن تدفع عباس وسلطته إلى الرفض الفوري لهذه المقترحات بدلا من حملها إلى لجنة المتابعة العربية بغية تمريرها وإلباسها لبوسا عربيا شرعيا زائفا. وحمل بحر الرئيس عباس المسئولية الكاملة عن المسار التفاوضي الذي يجري التحضير له ومنحه الشرعية العربية، والذي يطحن حقوق وثوابت شعبنا غير القابلة للمساومة والتصرف، مشددا على أن أي قرار عربي يصدر عن لجنة المتابعة العربية بهذا الخصوص هو قرار فاقد الشرعية والمصداقية، ولا يمثل شعبنا أو يعبر عن تطلعاته وحقوقه المشروعة. وقال بحر إن مجرد إعلان الرئيس عباس عن حمل ورقة التفاهمات الصهيونية الأمريكية لاستئناف المسار التفاوضي إلى لجنة المتابعة العربية يشكل قبولا ضمنيا لها، موضحا أن ذلك يعبر عن خطورة النهج والسياسة الراهنة التي ينتهجها عباس وسلطته، والقائمة على الرضوخ التام للإملاءات والضغوط المفروضة، صهيونيا وأمريكيا. ودعا بحر الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة إلى الاستعداد التام واليقظة الكاملة لما تحمله المرحلة المقبلة من تحديات، محذرا من أن استئناف المفاوضات يشكل غطاء خطيرا لاستهداف حقوقنا المشروعة وضرب مكونات قضيتنا الوطنية والعمل على مزيد من التغول والاستهداف لأبناء شعبنا الفلسطيني وقواه الحية. من جانبه اكد مفوض العلاقات الدولية في حركة "فتح" الدكتور نبيل شعث ان المصالحة بين "فتح" وحركة "حماس" واجبة لأن استعادة حقوق الشعب الفلسطيني غير ممكنة من دون استعادة الوحدة الوطنية. و القى شعت فى تصريح له اليوم باللوم في تأخير المصالحة على قيادة "حماس" في دمشق لخضوعها لضغوط اجندات اقليمية مقابل تلقيها الدعم السياسي والمالي. وقال شعث ان التوصل الى سلام مع اسرائيل في عهد رئيس وزرائها الحالي بنيامين نتنياهو غير ممكن بل هو ضرب من المستحيل، مشيراً الى انه بينما يعتبر المناخ الدولي حالياً الافضل منذ مدة في تفهم الحقوق الفلسطينية، فان الفلسطينيين في اسوأ وضع لاستغلال هذه الفرصة وذلك بسبب انقسامهم وبسبب ضعف العالم العربي. ووضع شعث، وهو عضو مخضرم في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، ممثلي الجالية الفلسطينية في بريطانيا في لقاء معهم في لندن مساء الاثنين في صورة التطورات الاخيرة المتصلة بالقضية الفلسطينية، مشيراً الى ان الشعب الفلسطيني يواجه هجمة فريدة متمثلة في استعمار "استيطاني اجلائي" يسيطر على اراضي الفلسطينيين بالقوة ويعمل على اجلائهم من وطنهم. وعزا شعث استقلال دول صغيرة لم يكن المرء يسمع بها من قبل، مثل تونغا، بينما ما زالت فلسطين آخر مستعمرة لم تتحرر من الاحتلال ولم تستقل، الى كون شعبها المكافح منذ مائة سنة ما زال يواجه عدواً شرساً قوياً عسكرياً تغفر له الدول الغربية جرائمه وتتغاضى عنها لأن ابناء ديانته اضهدوا وقتلوا في الغرب ولأن اسرائيل ومؤيديها في اوروبا واميركا شجعوا عقدة الذنب لدى المسيحيين ولا يسمحون لأحد بنسيان ما حل بهم في عهد النازية الالمانية وما قبلها.