خبر : فياض:جوهر برنامج عمل الحكومة يرتكز على استكمال بناء مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية

الإثنين 26 أبريل 2010 01:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
فياض:جوهر برنامج عمل الحكومة يرتكز على استكمال بناء مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية



رام الله / سما / قال رئيس الوزراء د. سلام فياض ’: انه ورغم ما تتعرض له مدينة القدس من حملة استيطانية غير مسبوقة بهدف تغيير معالمها، وفرض الأمر الواقع عليها، فنحن على ثقة بأن القدس وبالتفاف شعبنا وكل قوى الخير والعدل والسلام، ستنال حريتها عاصمة لفلسطين ، وستستعيد مكانتها في صنع وحماية الحضارة الإنسانية وقيم التعايش بين البشر’. ولفت د. فياض في كلمته امام مؤتمر القدس حاضر ومستقبل الذي نظمته دائرة شؤون القدس – منظمة التحرير الفلسطينية وجامعة القدس، إلى أهمية المؤتمر الفائقة في هذا الوقت الذي تتعرض فيه المدينة لهجمة استيطانية غير مسبوقة، وما يقتضيه ذلك من حاجة لتنفيذ مهمات وتوجهات تعزز صمود شعبنا، وتحقق المزيد من الإجماع الدولي في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها المدينة ومكانتها لدى أبناء شعبنا وللبشرية جمعاء. وقال: ’إن انعقاد هذا المؤتمر حول حاضر ومستقبل القدس، يشكل رسالة للعالم برمته، حول المخاطر المحدقة، ليس فقط بمستقبل المدينة جراء ما تتعرض له من سياسة فرض الأمر الواقع، بل وبالمخاطر المحدقة بالعملية السياسية جراء هذه السياسة التي تتناقض مع القانون الدولي ومرجعية عملية السلام ". وأضاف: ’لقد أكدت منظمة التحرير الفلسطينية، دوماً، التزامها الكامل بالسلام الذي يضمن لشعبنا حقوقه كما حددتها قرارات الشرعية الدولية، وعلى أن انجاز هذه الحقوق، خصوصاً فيما يتعلق بالقدس المحتلة، هو مفتاح الحل والسلام والأمن والاستقرار في المنطقة. وللأسف، ورغم هذا الالتزام الواضح بالسلام، تواصل حكومة إسرائيل تنكرها للالتزامات المترتبة عليها بموجب قرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي، وحتى للاتفاقات الموقعة، وللتعهدات والرسائل المتبادلة، بما فيها الرسائل المتعلقة بالقدس، والتي نصت على احترام المؤسسات الفلسطينية وعدم المساس بها، وكذلك عدم القيام بأي عمل يؤثر على قضايا الوضع الدائم، ومن ضمنها القدس ". وأكد رئيس الوزراء على واجبنا ومسؤوليتنا الوطنية، ونحن نقاوم هذه السياسة، بأن نوحد جهودنا، ونعمل معاً من أجل بناء الحقائق الايجابية على الأرض، الأمر الذي يتطلب التغلب على عناصر الإحباط التي سببتها سنوات الاحتلال، وما أفرزته من انهزامية وعنترية على حد سواء. وقال ’: ان الصمود الفلسطيني في القدس، وفي كل خربة وقرية ومخيم ومدينة من بلادنا يتجدد يومياً عندما يشق طفل فلسطيني طريقه للمدرسة، وفي كل يوم يحمي الفلسطيني أرضه ويفلحها، وتتعزز إمكانية عائلة فلسطينية في القدس والأرياف في البقاء على أرضها ". وتابع د. فياض: ’إن توجهات عملنا في القدس الشرقية تستهدف التصدي لسياسة الاحتلال وممارساته، وتعزيز صمود المدينة وأهلها، وذلك من خلال النهوض بدور المؤسسات الفلسطينية فيها، وتمكينها من القيام بمسؤولياتها في مختلف المجالات. ويشهد هذا العمل تطوراً ملموساً في مدى الاستجابة العملية للعديد من المبادرات في مجالات التعليم والصحة والمرأة والشباب والرياضة والثقافة والحقوق القانونية، والتصدي لسياسة هدم المنازل ومصادرة حق المواطنة وغيرها وبما يستهدف أساساً، وكما ذكرت الاستجابة لاحتياجات المواطنين المختلفة، وتعزيز قدرتهم على البقاء، ومواجهة ممارسات الاحتلال. ودعا في هذا السياق، كافة المؤسسات الفلسطينية العاملة داخل القدس الشرقية لبلورة المزيد من هذه المبادرات القابلة للتنفيذ السريع والكفيلة بتلبية المزيد من احتياجات المواطنين، وفي متخلف المجالات. وتوجه رئيس الوزراء بالشكر إلى الأشقاء في الدول العربية والإسلامية وكل دول وشعوب العالم على دعمهم ومساندتهم لشعبنا وسلطته الوطنية، وتمكينها من تحمل مسؤولياتها في المدينة. وحيا قرار القمة العربية الأخيرة بتخصيص الدعم المالي لتعزيز صمود القدس. وتامل أن يتم إيصال هذه الأموال في أسرع وقت ممكن حتى نقوم بتنفيذ العديد من التوجهات والمشاريع والمبادرات التي قمنا بإعدادها، للمساهمة في توسيع مجالات عملنا، والنهوض بواقع المدينة ومؤسساتها التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعلى صعيد المرأة والشباب والرياضة، ومشاريع الإسكان وغيرها، وبما يساهم في التصدي الفاعل لمحاولات مصادرة عروبة المدينة، وحماية مقدساتها الإسلامية والمسيحية، والدفاع عن مكانتها الإنسانية. وجدد د.فياض إصرار السلطة الوطنية الفلسطينية على التغلب على العراقيل والمعيقات الإسرائيلية ، قائلا: ’ان القدس الشرقية لن تكون إلاّ عاصمة أبدية لدولتنا المستقلة، واكرر ما قاله الرئيس الراحل والزعيم الخالد أبو عمار ’ليس فينا، وليس منا، وليس بيننا من يفرط بذرةٍ من ترابك يا قدس’. وأضاف: ’إن جوهر برنامج عمل الحكومة، يرتكز أساساً على استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، تمهيداً لإقامة الدولة، وبما يوفر في الوقت نفسه مقومات الصمود لشعبنا ويعزز قدرته على حماية أرضه. وهذا المسار يتكامل عضوياً مع مسار المقاومة الشعبية السلمية لاستنهاض عناصر القوة الذاتية، وإسناد مسار النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية مع كافة الأطراف الدولية وفي كافة المحافل، وهي في مجملها حلقات مترابطة وركائز أساسية لانجاز مشروعنا الوطني’. وشدد رئيس الوزراء في معرض كلمته، على انه آن الأوان أن يدرك المجتمع الإسرائيلي عواقب سياسة الاستيطان على مستقبل حل الدولتين وعليه أن يدرك أن الاستمرار في هذه السياسة لن يجلب للشعب الإسرائيلي حالة الأمن والاستقرار التي يتطلع إليها. وأكد د. فياض في ختام كلمته ’انه لا يمكن القبول بحلول وسط مع الاستيطان. كما ولا بد من الغاء نظام التحكم والسيطرة، وقرارات الترحيل، ولا بد من رفع الحصار عن شعبنا، وخاصة في قطاع غزة، ووقف الاجتياحات ومحاولات تقويض جهود السلطة الوطنية لتوفير الأمن لشعبنا، ونحن مصممون على تعزيز قدرة شعبنا على الصمود، وتمكينه من نيل حريته وكرامته وحقه في تقرير مصيره، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967’.