خبر : بسبب إجراءات الاحتلال: 'أوتشا' تحذر من وضع كارثي ببيت لحم مع نهاية 2011

الإثنين 19 أبريل 2010 03:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
بسبب إجراءات الاحتلال: 'أوتشا' تحذر من وضع كارثي ببيت لحم مع نهاية 2011



بيت لحم / سما / حذر ممثلو مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في منطقة جنوب الضفة الغربية، والمعروف باسم ’اوتشا’، مما ستؤول إليه الأوضاع في محافظة بيت لحم، جراء الممارسات الإسرائيلية المتواصلة في السيطرة على الأراضي وإقامة الطرق الالتفافية والتوسع الاستيطاني، بشكل يؤثر تأثيرا كبيرا على الواقع الإنساني للمواطنين الفلسطينيين. وأوضح ممثلو ’اوتشا’ خلال لقائهم محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل في مقر المحافظة، اليوم، أن السلطة الوطنية لن تتمكن من السيطرة سوى على ما نسبته 13% من مجموع أراضي بيت لحم مع نهاية العام 2011، نتيجة المشاريع التوسعية الاستيطانية والطرق الالتفافية التي ستغير في نهاية المطاف حياة آلاف المواطنين الفلسطينيين، وذلك بهدف التسهيل على المستوطنين الإسرائيليين في مناطق بيت لحم خصوصا في ريفها الغربي. وأضافوا، أنهم يتواصلون مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ويطلعون على مخططات الطرفين بهدف متابعة القضايا الإنسانية، مشيرين إلى أن المخططات الإسرائيلية تنذر بوضع كارثي وخطير على بيت لحم وسكانها في كافة المناطق، سواء  كانت المصنفة A  و B أو  C.  وحذرت ’اوتشا’ من نية إسرائيل الإعلان عن ضم منطقة الريف الغربي، لما يعرف بالمشروع الاستيطاني- القدس الكبرى خلال السنتين القادمتين، حيث أن المخططات الإسرائيلية تشير وبشكل غير قابل للتشكيك أنها تخطط لضم قرى الريف الغربي، موضحين أن الوضع الديمغرافي في غرب بيت لحم انعكس على نسبة السكان، حيث يوجد في تلك المنطقة 60 ألف مستوطن مقابل 22 ألف فلسطيني، ما أثر على وضع السكان الفلسطينيين بشكل إنساني، إضافة إلى قيام إسرائيل بإجراءات للتسهيل على المستوطنين مقابل إجراءات تضييق على الفلسطينيين . وأوضح وفد مكتب منسق الشؤون الإنسانية، أن الإجراءات التي تنفذها إسرائيل في موضوع الطرق سواء في المنطقة المعروفة دوار الخضر وحوسان وشارع طاليطا قومي غرب بيت لحم، أو الإجراءات الإسرائيلية في منطقة العروب وبيت أمر شمال الخليل والشوارع التي تم افتتاحها هناك، إضافة إلى مخططات ربط بيت لحم والخليل عبر الطريق المعروف بطريق سعير، سيؤثر على آلاف المواطنين في المحافظتين . وأضاف الوفد، أن بيت لحم تتعرض إلى حملة إجراءات مكثفة تؤثر على الواقع الإنساني، حيث تعتبر المحافظة من أكثر المحافظات تضررا جراء انحصار أراضيها بفعل الممارسات الإسرائيلية، حيث تم مصادرة أراضيها شمالا وإغلاقها عبر الحاجز المعروف بحاجز 300 بشكل نهائي أمام المواطنين، وتحديدا أصحاب الأراضي الواقعة في الشمال، إضافة إلى الواقع الذي جرى الحديث عنه في غرب المحافظة. وقال الوفد: إنهم رفعوا تقاريرهم إلى الجهات الدولية والجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، موضحين أثر هذه الإجراءات على الواقع الإنساني، حيث ستعقد هذه الإجراءات حياة المواطنين الفلسطينيين بشكل كبير. وفي إطار السعي لمساعدة المواطنين، أوضح ممثلو مكتب منسق الشؤون الإنسانية في بيت لحم والخليل، أنهم على استعداد للتواصل مع السلطة الوطنية الفلسطينية من أجل القيام بمشاريع إنسانية في مختلف المناطق الريفية البالغ عددها 26 تجمعا، من أجل إضافتها إلى الموازنة المقررة للمساعدات الإنسانية البالغ قيمتها 17 مليون دولار، خصوصا في المناطق المصنفة منطقة C  وفق اتفاق أوسلو. كما أشاروا إلى سعيهم لتنظيم جولات ميدانية لمسؤولين أمميين بالتعاون مع كافة الأطراف، للاطلاع على الواقع على الأرض، معبرين عن أملهم في تسهيل الجانبين تنظيم وإجراء هذه الجولات الميدانية، التي ستركز على الجوانب الإنسانية  في منطقتي الخليل وبيت لحم. من جهته، شكر المحافظ حمايل ممثلي مكتب منسق الشؤون الإنسانية على جهودهم وسعيهم لمساعدة أبناء الشعب الفلسطيني، خصوصا أولئك المتضررين من الممارسات الإسرائيلية،  مرحبا بوفد ’اوتشا’ في محافظة بيت لحم . ودعا المحافظ، إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية سواء من جانب الرباعية الدولية أو الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة، لوقف الممارسات الإسرائيلية التي تمس إنسانية المواطن الفلسطيني وحياته اليومية، هذا إلى جانب ممارساتها القمعية التي تمس كل جوانب الحياة الأخرى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، إضافة إلى القضايا الإنسانية . وأشار المحافظ، إلى استعداد السلطة الوطنية للتعاون الدائم والحثيث مع المؤسسات الدولية، مشددا على أهمية تعاون كافة المسؤولين الفلسطينيين في السلطة مع مكتب منسق الشؤون الإنسانية، لما يحمله عمل هذا المكتب من قضايا إنسانية للمواطن الفلسطيني، داعيا كافة المسؤولين الفلسطينيين لاستخلاص العبر من التجربة الفلسطينية المريرة على أرض الواقع مع الجانب الإسرائيلي، الذي يحترف كل أشكال التزوير والمراوغة والخداع. وعبر المحافظ حمايل عن أمله في نشر مكتب منسق الشؤون الإنسانية كافة تفاصيل تقريره المتعلقة ببيت لحم، مشيرا إلى خطورة الوضع الذي وصلت إليه الأمور جراء السياسات الإسرائيلية، التي لم تتوقف يوما واحدا، بل على العكس ازدادت، شاكرا ممثلي ’اوتشا’ على جهدهم الإنساني الكبير من أجل مساعدة المواطن الفلسطيني . وأعرب المحافظ عن استعداد السلطة للتواصل معهم، وتنظيم لقاءات لهم مع الرئاسة الفلسطينية ورئاسة الوزراء لتوضيح صورة الأوضاع، وما وصلت إليه جراء السياسات الإسرائيلية.