خبر : الجدار الفولاذي يتقدم والمهمة اصبحت صعبة ..في غزة.. الضوء في آخر النفق قد يكون سيارة جديدة

الجمعة 16 أبريل 2010 02:07 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الجدار الفولاذي يتقدم والمهمة اصبحت صعبة ..في غزة.. الضوء في آخر النفق قد يكون سيارة جديدة



رفح (قطاع غزة) من نضال المغربي:تريد اسرائيل إغلاق أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة لكن المهربين باتوا شديدي البراعة بحيث يمكنهم الآن تهريب سيارة من خلالها بالفعل.في وقت من الأوقات كان يجب أن تمر السيارة عبر الأنفاق قطعة قطعة لكن حمدي ابو كرش حصل مؤخرا على سيارة هيونداي إلنترا 2010 سلمت له سليمة قطعة واحدة.وقال ابو كرش (60 عاما) الذي هربت سيارته الجديدة من سيناء عن طريق نفق واسع متغلبة على الحصار الذي تفرضه اسرائيل منذ ثلاثة أعوام ’إنه شعور فريد.’لا شيء يضاهي قيادة سيارة جديدة’.ويبلغ سعر السيارة التي اشتراها ابو كرش في مصر نحو 20 الف دولار. لكنه اضطر أن يدفع مقابلها 31 الف دولار لتاجر في غزة فضلا عن تسعة آلاف دولار إضافية للتسجيل والرسوم الأخرى المفروضة في القطاع الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) منذ عام 2007 . وقال التاجر اياد العرعير ’من لديهم المال ويريدون قيادة سيارة جديدة هم وحدهم الذين يستطيعون تحمل تكلفة سيارة مهربة من مصر’.ويحاول مهربو الانفاق تغطية الطلب على كل البضائع التي تحظرها اسرائيل وكانوا في البداية يهربون السيارة قطعة قطعة ثم يجري تجميعها في غزة. لكن الان هناك أنفاقا كبيرة بما يكفي لقيادة سيارة داخلها.وينطوي تهريب السيارات على مجازفة. ويضطر المشترون الى الدفع مقدما تحسبا لوقوع أي أخطاء. وفي الشهر الماضي صادرت قوات الأمن المصرية شحنة من 41 سيارة مما ألحق خسائر كبيرة بالتجار والزبائن على حد سواء.لكن حتى تكلفة السيارات المستعملة في غزة تفوق متوسط الأسعار بكثير بسبب الحصار كما أن قطع الغيار باهظة الثمن.ونجح المهربون الفلسطينيون في تهريب كل شيء من الغذاء الى الوقود الى الماشية عبر مئات الأنفاق في الجانب المصري من الحدود وجلبت حماس أسلحة لمواصلة مقاومتها المسلحة لإسرائيل. لكن في الآونة الأخيرة خفتت أصوات مولدات الكهرباء وبدأ التراب الذي يثيره آلاف من العمال الذين ينقلون البضائع من الأنفاق الى القطاع المحاصر يخمد.ويقول مهربون إن معظم أعمالهم معطلة بسبب جدار فولاذي تقيمه مصر تحت الأرض لوقف التهريب فضلا عن تصعيد حملتها الأمنية ضد المصريين الذين يساعدون الفلسطينيين في تهريب السلع. وقال ابو حمزة قبل أن يغلق نفقه بلوح خشبي ’لم أستطع إدخال أي شيء عبره لأسبوعين وبالتالي سأغلقه’.وأضاف ’لا يمكن تمرير ولا حتى قشة ولا خيط’. وقال ابو حمزة إنه سرح 15 عاملا كانوا يعملون في ورديتين بسبب الحملة المصرية. ويؤكد رجال أمن من حماس أن التجارة تقلصت بشدة. والعمال الآن بالمئات وليس بالآلاف.وفي الآونة الأخيرة بدأت اسرائيل تخفيف حصارها على قطاع غزة لتسمح بدخول بعض السلع التي كانت تحظرها مثل الملابس والأحذية وفي الأسبوع الحالي سمحت بدخول الخشب والألومنيوم. وسيؤثر هذا على مكاسب التجار الذين يحتفظون بمخزونات من هذه المواد المهربة من مصر لبيعها بأسعار باهظة.وقال ابو حمزة ’التجار يدفعون رسوما على الأشياء التي يدخلونها عبر الأنفاق وبالتالي حين تسمح اسرائيل بدخول نفس السلع ستصبح أسعارها أرخص.’واذا رفعت الحظر عن واردات السلع فلن تكون هناك حاجة لهذه الأنفاق’.