رام الله / سما / أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومفوض الثقافة والإعلام فيها محمد دحلان بأن قيادة فتح قررت عدم العودة للمفاوضات ما لم يتوقف الاستيطان في القدس وفي جميع الأراضي الفلسطينية. وقال دحلان :" إن تصلب الإدارة الأمريكية تجاه حكومة نتنياهو جاء بعد أن رد جميع العرب من خلال لجنة المتابعة العربية على ميتشل الرد ذاته المعبر عن الموقف الفلسطيني بكامل عناصره". وأضاف:" إن خطواتنا تتم بتنسيق كامل مع لجنة المتابعة العربية"، مشدداً على عدم قبول أقل من 100% من أراضي وحدود الرابع من حزيران في العام 1967". وشدد دحلان في برنامج "حكي عالمكشوف" الذي بثه تلفزيون فلسطين مساء الجمعة، على أن حركة فتح لم ولن تتراجع عن أي من أهداف الشعب الفلسطيني الوطنية وأن الحراك الذي تشهده فتح بعد المؤتمر السادس يأتي التزاماً بمقررات المؤتمر. ورداً على سؤال حول المتغيرات في حركة فتح قال:" استطعنا تحقيق الثبات على مبادئنا ومواقفنا وثوابتنا الوطنية, كما استطعنا ترتيب اللغتين الإعلامية والسياسية"، مشيراً إلى اختفاء ظاهرة المواقف المتعارضة التي كانت سائدة سابقا. وأوضح أن فتح تعمل على إعادة بناء التنظيم وتكوين الكادر والمؤسسات، مبيناً المهام المركزية التي تعمل قيادة الحركة على تحقيقها وأهمها تعزيز الصمود الشعبي الفلسطيني وتمترس الحركة وراء الحد ألأقصى من المواقف الوطنية، والدخول إلى الانتخابات ومنها البلدية. وحول قرارات قيادة فتح بتصعيد المقاومة الشعبية، قال دحلان :" واجبنا كقيادة حماية الشعب لا الاحتماء به, والقيادة تختار الوقت والأسلوب المناسبين, التزاماً بمقررات المؤتمر السادس الذي أقر كل أشكال النضال التي يسمح بها القانون الدولي". وأشار إلىً أن اعتقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي يثبت أن قيادة فتح في المقدمة, وأنها مصممة على فرض شروطها على الاحتلال, مضيفا:" فقياداتنا ليست كالذين يوقعون على تعهدات بالخروج من فلسطين لضمان الخروج من المعتقلات". وحول موقف فتح من حكومة سلام فياض، أكد دحلان أن حكومة فياض متشكلة من شخصيات مستقلة وأكاديمية، و" نحن معجبون بأدائها وان كان لنا ملاحظات على بعض وزرائها.. ونحن نفتخر بمساهمتنا في بناء مؤسسات الوطن ولا نفكر بالسيطرة على مقدرات الوطن". وفي شأن العملية السلمية، تحدث دحلان عن تحولات هامة في الموقف الأمريكي بعد أن فاجأ نتنياهو الجميع بما فعله في القدس اثناء زيارة بايدن وبعد قرارات لجنة المتابعة العربية. وأضاف:"يجب عدم التقليل من قيمة التحول الأمريكي كما لا يجب تضخيمه"، معبراً عن قناعته بأن الإدارة الأمريكية ستكون مخطئة إذا اعتقدت "أننا سنتراجع عن مواقفنا التي أعلناها وبلغناها للمبعوث الأمريكي". ورأى دحلان أن التحول الأمريكي بدأ عندما ساهم العسكريون الأمريكيون برسم السياسة الجديدة في المنطقة. مضيفا:" المصالح الأمريكية في المنطقة في خطر، خاصة وان للولايات المتحدة مئات آلاف الجنود في العراق". وحول مطالبة البعض بإلغاء المبادرة العربية قال دحلان:" يجب ألا نعطي مبررات لنتنياهو، ودعونا نضغط على إسرائيل, فنحن ما زلنا نراكم إيجابيات, ومستمرون بتعزيز العلاقة مع المجتمع الدولي ولا داعي لإجراءات ليس لها جدوى، فنتنياهو أصلا لا يعترف بالمبادرة العربية". وعن موقف فتح من المصالحة الفلسطينية توجه دحلان لحماس بالقول :" كفى...اصنعوا المصالحة لنصنع مجداً للوطن، والأوان لم يفت فما زلنا في الصراع مع نتنياهو، ومازالت الفرصة أمام حماس لنقف في حالة موحدة". وأضاف " أتوجه إلى قيادات حماس باسم كل مواطن فلسطيني بأن يتركوا الماضي ويتجهوا للمستقبل فمصلحة الشعب الفلسطيني أهم بكثير من مصلحة أفراد من حماس". وكشف دحلان أن لقاءات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث كانت لطمأنة حماس فقال:" حماس كانت تضلل الفلسطينيين والعرب في رواياتها, فقالوا طمنونا, فقلنا لنطمئنهم, فأوفدنا شعث وذهب عزام الأحمد إلى دمشق وقابل أبو مرزوق". وبين دحلان "أن استخدام العنف غير وارد في وعينا ". مضيفا أن ما يجري داخل حماس يعبر عن أزمة, "فهم يعرفون أنهم في ظلام وليس لهم مستقبل". وقال :" إن أحدا لا يستطيع أن يلوم فتح ولا يجوز المساواة بينها وبين وحماس... فنحن غضضنا الطرف عن 600 شهيد من كوادر فتح قتلتهم حماس في بيوتهم، ورغم ذلك قلنا لنذهب إلى المستقبل"، لكنه أضاف " أبناء فتح في غزة هم الذين دفعوا الضريبة". وفي الشأن ذاته، قال دحلان إن فتح تسلمت ملاحظات حماس على المصالحة، و" هي بحجم مجلد" لكن الملاحظة الوحيدة أنها لا تريد التوقيع على ورقة المصالحة، على حد قوله. وأضاف " إن حماس هي التي تراجعت"، مشددا على أنه:"لا يجوز لحماس أن تعطي نتنياهو هدية". وعبر دحلان عن حزنه من "وضع حركة حماس" مفسرا ذلك بالقول:"الحكم تجربة مرة، فحماس اليوم ليست كما كانت في المعارضة ". وفيما يتعلق بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة قال دحلان :" أنا شخصياً مع موقف حماس لوقف الصواريخ فهي توصلت لنتيجة هي ذاتها التي توصلنا إليها قبل عشر سنوات. وأنا أدعم قرار حماس بوقف الصواريخ لأنها غير مجدية". وأضاف " إن الشعب الفلسطيني ليس حقل تجارب ". وفي قضية تفريغات العام 2005، اعتبر دحلان أن قطع رواتبهم كان خطأ، مبينا أن هؤلاء من خيرة المناضلين في فتح وغيرها من الفصائل. وأكد أن رئيس الحكومة سلام فياض التزم بصرف رواتب الكشف المسلم إليه، وأنه تبلغ منه بأن المشكلة ستنتهي هذا الشهر" معبرا عن أمله بأن يستلموا رواتبهم، ومؤكدا أن اللجنة المختصة ستتابع الأمر مع الحكومة.