غزة / ارتدى شبان من كلا الجنسين زياً تراثياً وحملوا فؤوساً ومعاول على أكتافهم في طريقهم إلى الأراضي المجرفة شمال بلدة بيت حانون، أمس، وانشغلوا بعزق الأرض وحرثها رغم تمركز جنود الاحتلال عند الجدار الحدودي الفاصل.وردد الشبان الأهازيج الفلكلورية والأناشيد الشعبية ورفعوا الأعلام وراحوا يغرسون الأشتال في الأراضي التي جرفتها قوات الاحتلال، في إطار الفعاليات التي تنظمها المبادرة المحلية لمواجهة العدوان الإسرائيلي في بيت حانون لإحياء يوم الأرض الذي يصادف اليوم.وشارك في التظاهرة التي شملت عملاً تطوعياً لمساندة المزارعين عشرات من الشبان المتطوعين ورموز العمل الوطني وشخصيات اعتبارية، ومن بين هؤلاء الشبان من غرس قدميه في الأرض تعبيراً عن التمسك بالأرض والمحافظة عليها من المصادرة والسيطرة الإسرائيلية.قالت الفتاتان أمل نصير وفايدة العزازمة في العشرينيات من العمر إن ذكرى يوم الأرض لن تكون الوحيدة للتعبير عن تمسكنا بأرضنا التي تحاول إسرائيل مصادرتها في بيت حانون، وأشارتا إلى أنهما ستواصلان مساعدة المزارعين ودفعهم لمواصلة عملهم في أراضيهم المجرفة.وأكدتا أنهما لبستا الثوب الفلسطيني أمام أبراج المراقبة الإسرائيلية القريبة تجسيداً للتمسك بالهوية والأرض في مواجهة محاولة الاحتلال طمس الهوية والتنكر للحقوق السياسية والوطنية الفلسطينية.وقامتا بخبز أرغفة "الطابون" وتوزيعها على المشاركين في التظاهرة تجسيداً لعادات وتراث الشعب الفلسطيني فوق أرضه.وقال خليل نصير مسؤول العلاقات العامة في المبادرة إن إحياء يوم الأرض رسالة لإسرائيل والمجتمع الدولي بتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وعدم الاستسلام لمحاولات إسرائيل سلب الأراضي بالتجريف والاجتياح.من جانبه، قال صابر الزعانين منسق فعاليات المبادرة في حديث لـ "الأيام" إن المشاركين فضلوا القيام بأعمال تطوعية مع المزارعين ومشاركتهم حرث الأرض وزراعتها تعبيراً عن وقوفهم إلى جانب المزارعين المتضررين من سياسة الاحتلال، مشيراً إلى أنهم ساهموا في غرس الأشتال وريها رغم المخاطر التي واجهوها بسبب التهديدات الإسرائيلية.وأضاف إن الآليات والدبابات التي تمركزت بجوار الحدود لم ترهب المتطوعين الذين انشغلوا في استصلاح الأراضي الزراعية مرددين هتافات وطنية وأهازيج فلكلورية.وقال الزعانين إن هذه التظاهرة جاءت تحدياً لقرار إسرائيل السيطرة على الأراضي الحدودية ومنع أصحابها والمزارعين من الوصول إليها، مشيراً إلى أن يوم الأرض يوم خالد يجب أن تتكاتف فيه الجهود من أجل إرجاع الأراضي المسلوبة.من جهته، وجه عضو الكنيست العربي رئيس الحزب الديمقراطي العربي طلب الصانع كلمة إلى المشاركين في التظاهرة عبر الهاتف، ثمن فيها جهودهم لإحياء يوم الأرض، مهيباً بالجماهير الفلسطينية دعم هذه الفعاليات والمشاركة فيها.واعتبر أن إحياء الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر بالاحتلال والدبابات ذكرى يوم الأرض يعني تحدياً كبيراً لإسرائيل وتعبيراً عن الصمود والمواجهة الفاعلة للاحتلال.