لم يدعُ أحد بنيامين نتنياهو الى قمة زعماء العالم العربي، ولكن يتبين أنه حتى دون أن يفعل شيئا كان لرئيس الوزراء تأثير كبير على ما يجري في لقاء القمة في ليبيا. الجدال العاصف في موضوع "ما العمل بالنسبة لنتنياهو؟" الذي اندلع أمس بين زعيمي سوريا وليبيا وبين أبو مازن أدى الى النهاية الخاطفة للقمة العربية في ليبيا. في أعقاب الخلافات رفض الزعماء العرب القاء خطابات نهائية، والامين العام للجامعة العربية فقط قرأ بيانا رسميا طرح فيه اقتراح لعقد قادة العالم العربي مرة اخرى في ايلول القادم، بالتوازي مع مداولات الجمعية العمومية السنوية للامم المتحدة في نيويورك. الرئيس السوري بشار الاسد وحاكم ليبيا معمر القذافي تناوشا في حدث مع رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن وضغطا عليه لرفض الحوار غير المباشر او المباشر مع رئيس الوزراء نتنياهو. بل ان الاسد ابتعد كثيرا وطلب من ابو مازن العودة الى المواجهة العنيفة مع اسرائيل. "ماذا يخرج لكم من كل الاحاديث مع نتنياهو والاسرائيليين؟" قال الاسد لاعضاء الوفد الفلسطيني. "عودوا الى المواجهة العنيفة إذ هذا هو الحل. الثمن الذي ستدفعونه عليه ليس أعلى من ذاك الذي انتم مطالبون به في الحوار المباشر او غير المباشر. فهذه على أي حال لن تؤدي بكم الى أي مكان". ابو مازن، الذي علاقاته مع حاكمي ليبيا وسوريا باردة، أصر على الايضاح: "نحن نعارض المواجهة العنيفة، ونحن نتمسك بالحلول بالطرق السلمية". محللون في العالم العربي ممن رافقوا الحدث سخروا منه وادعوا بان "مرة اخرى انجرف المشاركون في القمة نحو نثر الاوهام واطلاق الشعارات دون غطاء". 29 مارس 2010