خبر : أنظار سكان عزبة عبد ربه والمناطق الحدودية تتجه إلى السماء والحدود

الإثنين 29 مارس 2010 09:53 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أنظار سكان عزبة عبد ربه والمناطق الحدودية تتجه إلى السماء والحدود



غزة / لم يغب مشهد محاصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات بمقره في رام الله خلال عملية السور الواقي عن ذهن المواطن مازن عبد ربه، الذي يسكن في عزبة عبد ربه شرق بلدة جباليا.وكغيره من سكان تلك المنطقة التي لم تتعاف من آثار العدوان والحرب الإسرائيلية السابقة لا يزال الخوف يسيطر على مازن من إمكانية قيام إسرائيل بشن عملية عسكرية أو عمليات قصف قد تطال ما تبقى من منازل في حيهم.ويتوقع عبد ربه الذي يعمل فنيا في التحاليل الطبية أن تنفذ قوات الاحتلال ردها الانتقامي خلال هذه الأيام، مستذكرا ما قامت به إسرائيل عشية انعقاد قمة بيروت في العام 2002 حين احتلت الضفة الغربية، ولا يستبعد أن يتكرر السيناريو بعد القمة الحالية، معتبرا أن تصريحات قادة الاحتلال تنذر بوقوع عدوان أو عمليات محدودة.ويخشى عبد ربه أن يفقد منزله الذي لم يتضرر كثيرا خلال الحرب الأخيرة، مشيرا إلى أنه بدأ بإعداد خطة للتعامل مع أي طارئ قد يحدث.أما جاره محسن فرج الذي فقد شقيقه خلال الحرب الأخيرة فيلازمه قلق بالغ على منزله الذي أنهى ترميمه قبل عدة أيام.ويتابع فرج في الأربعينيات من عمره تصريحات قادة جيش الاحتلال بشكل كبير، مضيفا أنه يستشف من التصريحات الأخيرة وجود نية حقيقية لدى قوات الاحتلال لارتكاب جرائم جديدة.ولم يكتف فرج بمتابعة التصريحات بل يقوم شخصيا بمراقبة تحركات قوات الاحتلال وآلياتها داخل مرابطها المقابلة لمنزله الذي لا يبعد سوى مئات الأمتار عن الحدود.ويشكك فرج في قدرة القمة العربية على لجم أو منع قيام عدوان إسرائيلي بل على العكس يتوقع أن تقدم إسرائيل على عرض قوتها وإظهار عدم اكتراثها بالعرب وزعمائهم.ولا يوجد أي حاجز طبيعي أو صناعي بين منزل فرج ودبابات الاحتلال التي تجوب الحدود شمالا وجنوبا بشكل مكثف مؤخرا.وبحسب تامر صالح الذي يسكن بين حي السلام وعزبة عبد ربه في منزل متضرر فإن حركة المزارعين في المنطقة الذين يمرون من أمام منزله في ذهابهم وإيابهم تكاد تتلاشى، واصفا الوضع الأمني في المنطقة بأنه مقلق جدا.وأشار صالح إلى أن العزبة تتحول في ساعات ما بعد صلاة العشاء إلى منطقة أشباح تخلو من السيارات والمارة تحسبا من تسلل وحدات خاصة إسرائيلية إليها، فيما يرابط عشرات من المقاومين على أطرافها الشرقية والشمالية للتصدي لأي عدوان.وأضاف أن الكثير من سيارات الأجرة ترفض الدخول إلى المنطقة في ساعات الليل، مبينا أنه اضطر قبل يومين إلى قطع المسافة من وسط البلد إلى منزله في الطرف الشرقي للعزبة مشيا على الأقدام بعد أن رفض السائقون المرور بمحاذاة الحدود.وقال صالح إن المزارعين في المنطقة المقابلة لمنطقة سكناه يغادرون أراضيهم مبكرا قبل غروب الشمس تحسبا لأي طارئ.ورغم جلسات الدعم النفسي التي نفذها العديد من المؤسسات الأهلية والدولية لأطفال المنطقة إلا أن المخاوف من تجدد العدوان تسيطر على الأطفال الذين يلازمون منازلهم ويحتضنون ذويهم، كما يؤكد رأفت دردونة الذي يسكن حي السلام الذي يجاور عزبة عبد ربه من الجهة الجنوبية.وأشار دردونة إلى أن أبنائه الصغار أصبحوا منذ أن تداول المواطنون إمكانية قيام إسرائيل بتنفيذ عملية عسكرية ينامون في غرفة نومه.وبدا دردونة قلقا جدا على أبنائه الذين يتذكرون أيام الحرب بشكل كبير هذه الأيام ويتحدثون عنها مطولا، مشيرا إلى أن الكثير من جلسات الدعم النفسي التي تلقوها خلال العام الماضي لم تفلح في اقتلاع الخوف من نفوسهم.وتوحي نظرات ابنه البكر راتب (8 أعوام) بمخاوف كبيرة تسيطر عليه، حيث قال الطفل بتلعثم إنه لن يفارق والده حتى في نومه.وتزداد مخاوف راتب كلما نشطت الدبابات التي تسمع أصواتها بشكل واضح من المنطقة.ويأمل دردونة ألا يتكرر سيناريو الحرب التي شردته من منزله لأكثر من ثلاثة أسابيع ذاق خلالها شتى أنواع العذاب.من جانبه، يتوقع الصحافي رائد أبو ربيع أن تنفذ إسرائيل عمليات اغتيال أو ضربات محدودة ضد المقاومين أو أهداف أخرى، مؤكدا أن إسرائيل لا تكترث كثيرا بنتائج القمم العربية.وقال أبو ربيع لـ "الأيام" إنه ورغم عدم ملاءمة الظروف لعمليات عسكرية إلا أن إسرائيل تريد إثبات قوة الردع لديها، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال لن تفوت العملية دون رد لإعادة الاعتبار لجيشها الذي تلقى ضربة موجعة خلال عملية خان يونس.