خبر : القذافي لعباس: ما نقوله نحن قد لا يوافق عليه شباب فلسطين

الأحد 28 مارس 2010 12:53 ص / بتوقيت القدس +2GMT
القذافي لعباس: ما نقوله نحن قد لا يوافق عليه شباب فلسطين



سرت- أبلغ الزعيم الليبي معمر القذافي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن ما يقوله الزعماء وما تقوله القمم العربية للأطراف الدولية والمجتمع الدولي قد لا يشكل الكلمة الفصل والحاسمة فيما يتعلق بتحديد الشعب الفلسطيني لمصيره بنفسه.وخاطب القذافي الرئيس عباس بعد إنتهاء الأخير من إلقاء كلمته قائلا : أخي الرئيس أبو مازن لقد أديت دروك النضالي أما النتائج فليست ذنبك فالقضية قضية صراع وقوة ومهما قلنا لانستطيع ضمان ما يفعله ويقرره الشاب الفلسطيني في الضفة والمخيمات والشتات.وأوضح القذافي: لا نضمن ما يقرره الشباب ولا أحد فينا يستطيع التنبؤ فأبو عمار رحمه ألله قاد الشعب الفلسطيني لكن رأينا منظمات متعددة لاحقا والقتال سيستمر فينا وبدوننا، وملاحظتي أن المقاومة والشباب في فلسطين قد يكون لهم رأي آخر عن رأينا أو عن ما نقوله للأطراف الدولية.وكان الرئيس محمود عباس في خطابه بالقمة قد عبر عن مشاعر الإعتزاز لإنعقاد القمة على أرض الجماهيرية وقال: اليوم نلتقي مجددا تحت سقف الجامعة العربية ونحن ندرك أننا أمام إمتحان مصيري يستدعي نهضة الأمة التي نثق بأنها قادرة على تحديد مصيرها ورعاية مصالحها.وأضاف: أخاطبكم بإسم شعبنا الفلسطيتي لأبلغكم بأن إسترداد حقوقنا هو المرتكز الأساسي للعمل العربي المشترك بخاصة ونحن نواجه ظروفا بالغةالخطورة ستشكل منحنيا حاسما لتاريخنا وانكم تتابعون معنا كل التطورات الخطيرة حيث تتساعد الممارست الإستيطانية بوتيرة وتكثيف لم يحصل سابقا.وذكر عباس أن الهدم والتشريد أصبح ممارسة يومية تنفذ برنامج التطهير العرقي وحملة لتغيير هوية القدس وعزلها عن الضفة الغربية بهدف إستباق مفاوضات الوضع الدائم وتدمير عملية السلام برمتها بما في ذلك خطاب الضمانات الأمريكي وبقية قرارات الشرعية الدولية في إستخفاف بمشاعر المؤمنين وإرادة المجتمع الدولي.وتابع: قلنا بان القدس بوابة التاج ومفتاح السلام والعبث في مقدساتها توتير لنار الحرب في المنطقة برمتها وبالنسبة لنا مصممون على الدفاع عن عاصمتنا والمسجد الأقصى وكنيسة الأقصى وعلى دعم صمود أبناء شعبنا الشجعان.وتعهد بان لا يوافق على أي إتفاق بدون القدس الشريف فلا معنى لدولة فلسطين بدون أن تكون عاصمتها القدس الشريف.ورحب عباس بتوجهات الرئيس أوباما وبخاصة حل الدولتين وقال: لن نتخلى عن حقوقنا أو نسمح بتغييب صوتنا عن أي محفل ونطالب بإعادة إطلاق المفاوضات بعد الوقف الكامل للنشاطات الإستيطانية في القدس والضفة الغربية ونلمس تفهما من كل دول العالم.وأضاف: رفضنا ونرفض طرح الدولة ذات الحدود المؤقتة ونود ان نعمل على مجموعة مقترحات هي دعوة المجتمع الدولي لعدم الإعتراف بأي خطوات احادية ونحمل مؤسسات المجتمع الدولي مسئولية حماية ما يزيد عن 150 موقعا أثريا وتراثيا إسلاميا وفلسطينيا في القدس تحاول إسرائيل تهويدها والعمل على إرسال مراقبين دوليين بهذا الشأن.ومن جانبه، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى تحالف عربي تركي إسلامي يرد على محاولات المساس بمقدسات الأمة الإسلامية ويبني مستقبلا مزهر ا للمسلمين منددا ضمنيا في خطاب سياسي قوي ألقاه على مسامع الزعماء العرب في إفتتاح القمة العربية بالتمسك بخارطة الطريق داعيا لرؤية نهاية لطريق السلام تليق بكرامة الإنسان.وبدأ أردوغان خطابه القصير والمؤثر بالتعبير عن شعوره بالإعتزاز لمشاركته في القمة العربية، واصفا الزعيم الليبي معمر القذافي بصفة الأخ والصديق المحترم.وقال أردوغان: لايختلف مصير إسطنبول عن مصير القاهرة وسرت ومن دون شك القدس، وعقيدتنا لا تجعلنا أصدقاء فقط، بل أخوة وأشقاء فقد دونا معا التاريخ الغني لهذه المنطقة ويجب أن لا يشك أحد اننا سندون معا المستقبل المشرق.وشدد على أن العرب والإتراك يتواجدون معا في جغرافيا شهدت دماء ودموع وإحتلالات لكن هذا الوضع لن يدفعنا لليأس، وقال: التحالف هو رد على كل داء وبإذن ألله نبني المستقبل فوق السلام والرفاه والأمن والإستقرار.ودعم أردوغان بشدة إقتراح عمرو موسة لتأسيس رابطة الجوار العربي وقال: نحن مستعدون لذلك في تركيا فليس واقعيا تناول أي حدث بشكل منفصل في المنطقة.وأضاف: نحن نريد في هذه المرحلة رؤية نهاية الطريق وليس خارطة الطريق فالقدس هي قرة عين جميع العالم الإسلامي وهي القبلة الأولى ولا يمكن قبول إعتداءات إسرائيل على المقدسات إطلاقا ووزير الداخلية الإسرائيلي يقول ويعلن القدس عاصمة لإسرائيل.. في الحقيقة هذا جنون ونشاط المستوطنات في القدس الشرقية ليس أمر ا مقبولا أو له مبرر ولا يتلائم مع القانون الدولي ولا ضمير الإنسانية.وشدد أردوغان على أن إسرائيل في نشاطها الإستيطاني تنتزع الأحاسيس الإسلامية والتاريخ ولا تخالف الشرعية الدولية فقط فالقدس أصبحت عبر القرون مدنية إنسانية ورمزا للتعايش وحذر من ان إحتراق القدس يعني إحتراق فلسطين وبالتنالي الشرق الأوسط برمته ولا يمكن تسوية المشكلة في ظل الإعتداءات الإسرائيلية.وتابع: يجب أن يعلو صوت الإنسانية للتدخل في تراجيديا ما يجري في قطاع غزة ويجب تحويل هذا الوضع إلى وضع طبيعي.. تلك مسئولية مشتركة للإنسانية وليس فقط للفلسطينيين وعليه لابد من الوحدة الوطنية الفلسطينية ونحن في تركيا نساند التضامن والمصالحة.وختم رئيس وزراء تركيا كلمته قائلا: اليوم ليس يوم العزاء وسكب الدموع.. اليوم تحالف وتحرك معا لتأسيس السلام بشكل عادل، وفي تركيا نرى أن تسوية القضية الفلسطينية مفتاح الأمن والسلام في المنطقة فنحن شعوب أسسنا معا حضارات وثقافات السلام ونحن أنصار دين إسمه السلام.وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول العربية بإختبار النوايا العلنية التي يدعيها رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتياهو بخصوص إستعداده للتفاوض على كل الملفات، مؤكدا بانه لا بديل حقيقي عن المفاوضات لحل النزاع والتسوية في الشرق الأوسط.وخاطب بان كي مون الزعماء العرب المجتنمعين في مدينة سرت الليبية قائلا: أعرف أن ثقتكم بنتياهو منخفضة لكنه قال لي شخصيا انه مستعد للتفاوض على كل شيء وأرى انه لابد من إختبار هذه المزاعم ولا يوجد بدائل حقيقية عن المفاوضات.وعبر مون عن قلقة من الوضع المتردي جدا في قطاع غزة وقال انه قلق بعد التوتر الحدودي الأخير، مشيرا إلى أن الوضع الحالي ينبغي أن لا يدوم وهو وضع خاطيء، معبرا أيضا عن قلقه من التصعيد الكلامي الخطير على الحدود بين إسرائيل ولبنان.وإستعرض مون تفاصيل الخطوات الإستيطانية في مدينة القدس وقال: ندرك أهمية القدس ونعتبر النشاط الإستيطاني غير قانوني لكن لابد في النهاية من المفاوضات.وبدأ الزعيم الليبي الإفتتاح الرسمي للقمة العربية بكلمة مقتضبة ومختصرة تخللها كما هو متوقع بعض المفارقات والعبارات النقدية وأثار خلالها التصفيق عدة مرات منتقدا تردي الوضع العربي وصعوبة إقناع الجماهير العربية بأداء الدول والحكومات.وفي بداية كلمته رحب القذافي برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وبيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي وممثلي الإتحاد الإفريقي والأمين العام للأمم المتحدة كما أثار ضحك الزعماء العرب الضيوف عندما رحب بالدكتور علي التريكي بصفته ضيفا على القمة بإسم الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه المرة.وخاطب القذافي في كلمته المقتضبة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني قائلا: لا نستطيع محاسبة أخي الشيخ حمد وليس من حقنا أن نحاسبه ماذا فعل لإننا لم نعطيه صلاحية أصلا حتى نحاسبة وقال ضاحكا:انا سأكون مثله العام المقبل لا بل هو قد يكون أفضل مني لأسباب كثيرة.وشملت كلمات الإفتتاح عبارات سياسية متوقعة فقد أشاد برئيس الوزراء الإيطالي بيرلسكوني لإنه يدين الأن الإستعمار الإيطالي لليبيا كما تحدث بلمحة تاريخية عن مدينة سرت الذي قال انها شهدت معركة فاصلة مع الإستعمار الإيطالي أصيب فيها والده وكان جده قد إستشهد فيها.وأوضح القذافي أن المجموعة العربية لم تعد بعد الآن ملزمة بالإجماع وقال: هناك فرق بين التقدم والمراوحة .. من يريد أن يراوح هو حر ومن يريد التقدم هو أيضا حر.وبدأت فعاليات الإفتتاح الرسمي بكلمة التسليم الرسمية لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي هنأ الشعب الليبي والعقيد معمر القذافي على عقد القمة، مشيرا لشواهد وأدلة على أزمة عربية مستعصية لا أحد يعرف كيفية تجاهلها أو الإلتفات حولها وقال إن العرب أمام خيارين وهما ترك العمل العربي المشترك إلى الصدفة أو التنبيه لضر ورة المراجعة وإعادة النظر.وقال أمير قطر: لا نقبل ولانرضى بتقديم تقرير عن إنجازات الرئاسة القطرية لإن هذه الإنجازات لم تتحقق وأضاف: بمسئولية لن يكون الجهد منتجا في ظل الأوضاع الحالية وهناك أزمة تقتضي التبصر والمواجهة.وكان إنعقاد القمة العربية قد تأخر السبت لأكثر من ساعة ونصف عن الموعد المقرر لها بسبب تأخر وصول بعض الزعماء العرب وتأخر وصول الزعيم الليبي معمر القذافي إلى قاعة المؤتمر الرئيسية حيث كان الرئيس التونسي أخر الواصلين