القدس المحتلة / سما / عبّرت كنائس الأراضي المُقدّسة عن رفضها لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي بالقدس العربية المحتلة في مؤتمر صحفي نظمه التجمع الوطني المسيحي في فندق الإمبسادور في القدس المحتلة، اليوم، و شارك في المؤتمر المطران اريس شرفريان من بطريركية الأرمن، و الأب عيسى مصلح من بطريركية الروم الأرثوذكس، و د.بيتر مدروس من بطريركية اللاتين، والقس زاهي ناصر من الكنيسة الأسقفية العربية، و ديمتري دلياني رئيس التجمع الوطني المسيحي. و افتتح المؤتمر ديمتري دلياني رئيس التجمع بكلمة أكد فيها على ضرورة دعم موقف الكنائس القائم على أسس رفض القيود المفروضة على أبناء شعبنا الفلسطيني بمسلميه و مسيحييه والتي تمنعه من ممارسة حريته الدينية و كذلك الممارسات غير الشرعية التي تنتهك حقوقه الوطنية و الثقافية و المساس بهوية مدينة القدس العربية. وأضاف دلياني أن التجمع الوطني المسيحي سيسيّر حافلات إلى مدينة القدس في يوم سبت النور ليمنع الاحتلال من الطغي على الاحتفالات الدينية في هذا العيد. و قال دلياني " سوف نتواجد في القدس يوم سبت النور ولن يثنينا قمع الاحتلال من القيام بواجبنا الديني و الثقافي والوطني في هذا اليوم المبارك". واتهم دلياني حكومة الاحتلال بالعنصرية ضد كل من هو غير يهودي لافتاً إلى المقارنة بتصرفات الاحتلال و ممارساته في الأعياد المسيحية والإسلامية من جهة و الأعياد اليهودية من جهة أخرى. و تحدث المطران اريس شيرفاريان قائلاً " أن الإسرائيليون يتذرعون بالأمن ليمنعوا وصول أبناء الكنائس والحجاج إلى كنيسة القيامة خلال فترة الأعياد، و إننا نرفض المضايقات التي تنتج عن الحواجز التي تنصبها الشرطة الإسرائيلية". وألقى الأب د. بيتر مدروس كلمة استعرض فيها الإعاقات التي تفرضها دولة الكيان العبري بحد تعبيره، حيث أكد أن التاريخ يشهد بأننا لم نلقى مضايقات في أعيادنا منذ أزل التاريخ، لكن الكيان العبري لا يرتدع و يمعن في فرض مضايقات لا أساس شرعي لها. و أضاف أن الذي يزرع الظلم يحصد الكراهية، و هذا الذي يزرعه الاحتلال ولديه خوف مرضي، أي البارانويا، ودفعه لارتكاب مخالفات بحق الآخرين. و ذكّر الأب مدروس بالإمبراطور الاسباني هندريانوس الذي منع اليهود من الوصول إلى القدس مؤكداً أن اليهود يفعلون الشيء ذاته بنا الآن. و رفض الأب مدروس قيام البعض بالحصول على تصاريح كوننا لا نحتاج إلى موافقة الكيان العبري للوصول الى مقدساتنا. و ختم بالقول أن الشعب الفلسطيني هو صورة عن سيدنا المسيح المصلوب و الذي سوف يقهر معاناته في نهاية الأمر. أما القس زاهي ناصر فقد لفت إلى التناقض بين ادعاء دولة الاحتلال بالديمقراطية و بين ما يجري على الأرض من حرمان للحريات و الحقوق المكفولة دولياً. وأكد أن جدار الضم و التوسع يذكرنا بجدار برلين و تسأل هل من يزيل هذا الجدار الذي يفصل بين الأخ و أخوه. و أضاف القس ناصر أننا و نحن نقترب من ذكرى أسبوع الالآم نتذكر عذابات المسيح و نصلي من أجل أن تُمحى عذاباتنا. وألقى الأب عيسى مصلح كلمة بطريركية الروم الأرثوذكس حيث قال: "حاولت البطريركية بحسب البروتوكولات المعمول بها منذ سنوات أن تتوصل إلى حلول مع الشرطة الإسرائيلية بحيث لا يتم تقييد حرية تحرك المصلين وصولهم، وللأسف لم نتمكن من تحقيق ما كنا نصبوا إليه، لكن استطعنا أن نفرض من الشروط و الترتيبات ما يُمكّن أكبر عدد من أبناء رعايانا بالوصول إلى كنيسة القيامة. وقد قمنا بنشر هذه الترتيبات في الصحف المحلية اليوم". وأضاف الأب مصلح أنه بالرغم من هذا فإن بطريركية الروم الأرثوذكس تُعلن عن عدم رضاها عن منع ولو طفل صغير واحد من الوصول إلى كنيسة القيامة و تؤكد حرصها على الدفاع عن حقوق الجميع في الوصول إلى أماكن عبادتهم بحرية خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المدينة المقدسة و محاولات السلطات فيها نزع مكونات هويتها الدينية وتغليب بعضها على الآخر. وحذّر من أن هناك من يسعى إلى بث الفرقة بيننا خدمةً للاحتلال و بمساعدته و توجيهاته و أننا سنكون حريصين كل الحرص على أن نظل متكاتفين محافظين على حقوقنا. و تحدث السيد باسم سعيد رئيس لجنة حارة النصارى عن المعيقات الإسرائيلية والترتيبات التي تم التوصل إليها مقدماً الشكر لغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث لحرصه على حقوق المسيحيين. وأكد أن الشعائر التقليدية و خاصة "الزفّة" ستنطلق خلف البطريرك ككل عام ولن تؤثر الإغلاقات الإسرائيلية عليها.