غزة / سما / طالب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان عبد الله شلَّح قادة الدول العربية المجتمعين في مدينة سرت الليبية، إلى سحب المبادرة العربية إذا ما أرادوا البقاء في عروشهم. واضاف في كلمة وجهها عبر الهاتف خلال التظاهرة الكبري التي نظمتها الجهاد الاسلامي بمدينة غزة" أما إن ربطتم مصيركم بهذا الكيان ووفرتم الغطاء لجرائمه بهذا الصمت العار .. فاعلموا أنه إلى زوال .. سيجرفه طوفان الحق حين يفور تنور الشعوب بالثورة والغضب". ولفت شلح نظر الزعماء العرب إلى أن تهويد مدينة القدس سيفتح طريق اليهود إلى مكة والمدينة، قائلاً:" سيعتبرون آثار خيبر وبني النظير وكل المستوطنات اليهودية القديمة في جزيرة العرب جزءاً من التراث اليهودي". وقال"صرخة القدس من غزة إلى القمة"- زعماء العرب المجتمعين في قمة سرت قائلاً:" غزة الأبطال تقول لكم اسحبوا مبادرة الاستسلام .. مبادرة السلام الكاذب لا من أجل القدس ولا من أجل فلسطين بل من أجلكم إن أردتم البقاء في عروشكم". وتابع " أيها العرب .. يا أهل القمة العربية، شعب فلسطين يصرخ فيكم ويقول لا نريد منكم شيئاً كل ما يقوله لكم كونوا عرباً .. عودوا عرباً بحق فإن عدتم ستعود فلسطين وستمحى إسرائيل من الخريطة". وحثَّ شلَّح حكام وزعماء العرب أن يطردوا سفراء إسرائيل من بلدانهم رداً على تهويدها للمقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلاً:" يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو .. إن كنتم مازلتم عرباً .. إن كنتم مازلتم على ملة الإسلام فقبلة الإسلام الأولى تقرؤكم السلام .. وتقول لكم إن مسرى نبيكم محمد (صلى الله عليه وسلم) تفترسه معاول هدم أصدقائكم وحلفائكم الجدد من قتلة الأنبياء الذين ترفرف أعلامهم في عواصمكم .. إن كنتم مازلتم عرباً فلنتزلوا أعلام بني صهيون من عواصمكم واطردوا سفراء الشر والطاعون الأكبر إسرائيل". واستطرد " لا نريد منكم أن تجيشوا الجيوش وتعلنوا الحرب غداً من أجل القدس .. كل ما نريده منكم أن تقفوا على الحياد، ولا تدعموا هذا الكيان اللعين، وتعينوه على البقاء على أنقاضنا وفي أرضنا وفوق عظام جدودنا .. لا تستجدوا باسمنا سلاماً كاذباً لبيع القدس ولا تقدموا باسمنا عروضاً للتنازل عن ذرة من تراب فلسطين .. فنحن أصحاب الحق لم نخولكم بذلك .. لا تخترعوا الحيل والألاعيب السياسية لإنقاذ إسرائيل .. وإخراجها من ورطتها وتبرئتها من جرائمها بالدعوة المشبوهة إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة".واعتبر الأمين العام للجهاد الإسلامي أن العودة للمفاوضات مع إسرائيل والشراكة معها في أي عملية سياسية، هي شراكةٌ في جرائمها ضد القدس وفلسطين والأمة". ووجَّه شلَّح تحيةً لجماهير شعبنا الفلسطيني ومجاهديه الذين خرجوا لإطلاق صرخة القدس إلى العرب والعالم كله من قلب غزة هاشم، قائلاً:" بورك زحفكم .. بورك المجاهدون الأبطال الذين سطروا بالأمس شرق خان يونس رسالة القدس وفلسطين بالدم والنار .. بوركت سرايا القدس وكتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى وألوية الناصر صلاح الدين، وكل الأجنحة العسكرية التي التحمت في الميدان في وجه العدو الصهيوني الغاشم". وفي برقيةً عاجلةً لكل المراهنين على خيار التسوية مع العدو الاسرائيلي، قال فيها :" لقد بات واضحاً أن مشروع التسوية، هو مشروع لتصفية قضية فلسطين، وهو يبلغ ذروته الآن بالعدوان على القدس والمسجد الأقصى، والذي يهدف إلى تهويد الحجر وترحيل البشر من المدينة المقدسة"، موضحاً أن "أخطر ما في هذا العدوان بكل أدواته أنه يتم تحت ستار مشروع سلطة "أوسلو" التي تعفي العدو من أي التزام يفرضه القانون الدولي على أي سلطة احتلال". ودعا أمين عام الجهاد الإسلامي "إخواننا المشاركين في السلطة من كل الفصائل إلى إنهاء مشروع سلطة "أوسلو"، وإطلاق العنان للانتفاضة والمقاومة في الضفة لمواجهة غول الاستيطان والعدوان الصهيوني على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا"، مطالباً في ذات الوقت بأن "يتحوَّل قطاع غزة إلى قاعدة محررة بحق للمقاومة، تُشكل عمقاً وإسناداً حقيقياً لأهلنا في القدس والضفة وكل فلسطين".وتابع " يا جماهير وقوى شعبنا المحاصر المجاهد ... أرضنا كلها مهددة بالضياع .. شعبنا كله مستهدف ودمه مستباح، يجب أن نتوحد جميعاً تحت راية المقاومة للدفاع عن حقنا في الوجود والحياة على هذه الأرض، يجب أن يصحوا الجميع من كوابيس السلام الكاذب الذي وفَّر غطاءً لمضاعفة الاستيطان، وفتحت الباب لتهويد القدس وترحيل أهلها".واكد" صورة الفلسطيني التي يحترمها العالم هي صورة المجاهدين الأبطال الذين سطروا ملحمة الأمس، واللغة الوحيدة التي يفهمها العدو المجرم هي لغة الدم والنار والمقاومة .. هذا هو الطريق، وهذا هو الخيار". وكان الاف الفلسطينيين في مهرجان نظمته حركة الجهاد الاسلامي في غزة بعنوان "صرخة القدس من غزة الى القمة" ودعوا القادة العرب في القمة التي بدات السبت في مدينة سرت بليبيا الى سحب المبادرة العربية وحماية القدس. ورفع مئات املثمون من انصار الجهاد الاسلامي خمسمائة "تابوت" موشحة بالسواد وكتب على كل واحد منها اسم "شهيد" ممن توفوا بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وكان مسلحون يدوسون باقدامهم على علمين كبيرين لاسرائيل وامريكا.وحضر المهرجان عدد من قادة الفصائل الوطنية والاسلامية بينهم من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.وقال محمد الهندي القيادي في الجهاد الاسلامي "رسالة مهرجان صرخة القدس للقادة العرب: اسحبوا المبادرة العربية واوقفوا المفاوضات المباشرة وغير المباشرة واعطوا جهدا للاقصى المهدد بالهدم والمصالحة". من ناحيته شدد اسماعيل رضوان القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في كلمته, على ضرورة رفع الحصار واعادة فتح معابر قطاع غزة.وطالبت حركة حماس في مذكرة وجهتها الى القمة العربية القادة العرب لاتخاذ مواقف "لحماية" القدس ورفع الحصار عن قطاع غزة.وقالت حماس في المذكرة التي تلقت فرانس برس نسخة منها ان "القدس في خطر متزايد والاقصى يستصرخكم (...) اننا ندعو قمتكم الموقرة لاتخاذ مواقف حاسمة وبرنامجا عمليا حقيقيا وجادا لحماية القدس والاقصى من مخاطر الممارسات العدوانية الاسرائيلية".
