غزة يصادف الحادي والعشرين من مارس من كل عام اليوم العالمي لمتلازمة داون وبهذه المناسبة يسعدنا أن تكون معنا السيدة/ عدالة أبو ستة - أبو مدين مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الحق في الحياة غزة – فلسطين في هذا الحوار خاص: · بعد مرور 18 عاماً على تأسيس جمعية الحق في الحياة هل تعتقدين أن الجمعية قد حققت رسالتها التي تم تأسيسها من اجلها وما هي تطلعاتكم ورؤيتكم المستقبلية لعمل الجمعية، وطبيعة الخدمات التي ستقدمها في الفترة المقبلة. أكدت السيدة/ عدالة أبو ستة - أبو مدين أن الهدف الرئيسي الذي أنشأت من خلاله الجمعية قد تم انجازه بالفعل ، ويمكن قياسه مادياً على أرض الواقع حيث استطاعت جمعية الحق في الحياة بفضل الله أولا ، ثم بفضل المخلصين من أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والشركاء من المؤسسات الدولية في دمج عدد كبير في المجتمع المحلي سواء مهنياً أو أكاديميا وتوفير عدد من فرص العمل بالتعاون مع مؤسسات وشركات محلية مرموقة. وأضافت أبو ستة - أبو مدين بأن فلسفة الدمج التي اعتمدتها الجمعية منذ تأسيسها وسعت من أجلها قد تحققت على ارض الواقع، إلى جانب ذلك نري أن أعداد المستفيدين من خدمات وبرامج الجمعية تتناسب طردياً مع العمر الزمني لها ، وهذا دليل واضح على نجاح الجمعية في تحقيق الأهداف الموضوعة لبرامجها وخططها التاهيلية. أما بخصوص الرؤية المستقبلية فأشارت أبو ستة - أبو مدين أنها تطمح إلى تطوير وجودة الخدمات المقدمة للمستفيدين وذلك بالاعتماد على التقنيات والنظريات التاهيلية الحديثة ، ولذلك فان الجمعية في استهداف شرائح مهمشة من ذوي الاحتياجات الخاصة قد أهلتها في المرحلة السابقة إلى تطبيق تجربتها على الأطفال المصابين بالتوحد ، ونتطلع بناءاً على ذلك إلى تطوير هذا البرنامج وفتح برامج أخري موازية تخدم شرائح جديدة من المجتمع الفلسطيني. · في رأيكم ما هي أهم المعوقات والعقبات الأساسية التي تؤثر بشكل ملحوظ على مستوي العمل في جمعية الحق في الحياة وتعيق تقديم رسالتها. وأثنت أبو ستة - أبو مدين على دور صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال ومؤسسة الوليد بن طلال الخيرية ، الذي له اليد الطولي في إرساء قواعد العمل الإنساني في جمعية الحق في الحياة في مختلف مراحل العمل بها، و المؤسسات المانحة التي قامت بدعم المشاريع الإنسانية والتنموية الخاصة بالجمعية وعلى رأسهم مؤسسة التعاون الدولي الأسباني ، ومؤسسة الكونيمند الأسبانية ، وصندوق الأوبك للتنمية الدولية ، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ، ومؤسسة التعاون ، وغيرها من المؤسسات المانحة التي عملت مع الجمعية ، هذه المؤسسات والشخصيات الاعتبارية كانت لها الفضل في تذليل أغلب العقبات واستمرار عمل الجمعية. وقالت :"أنني قد قمت بتقديم إجابتي بما سبق لأدلل على أن الدعم المادي هو الشريان الرئيسي لجمعية الحق في الحياة ، وهو في ذات الوقت الذي يمثل العقبة الكبرى عن تراجعه أمام تقديم الخدمات الإنسانية والتأهيلية ويؤثر سلباً على المستفيدين بل وربما بعرض حياتهم للخطر". وأوضحت أبو ستة - أبو مدين بأن المعوقات الاخري كالحصار المفروض على قطاع غزة ، وشح المواد الأساسية يمكن ترجمته في النهاية لعوائق مادية ، لذلك فإن تركيز جمعية الحق في الحياة في خطتها الإستراتيجية قد انصب على توضيح أهمية توفير تمويل مركزي ، ووضع آليات مقترحة للحصول على هذا التمويل. · ما الذي تتوقعونه من المجتمع المحلي والأسرة الدولية على صعيد دعم ومساندة مسيرة عمل جمعية الحق في الحياة خاصةً في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني وخاصة أهالي قطاع غزة. وأشارت رئيسة الجمعية أن المجتمع المحلي بمختلف أطيافه وتوزيعاته الديموغرافيه والطبقية والحزبية ، ومؤسساته وشركاته الوطنية، و الأسرة الدولية والعربية ممثلة في المؤسسات الصديقة المانحة ، قد ساهموا بشكل كبير في دعم مسيرة العمل الإنساني في جمعية الحق في الحياة على مدار السنوات السابقة وقدمت لها مختلف أنواع الدعم المادي والمعنوي والفني واللوجستي. وقالت أبو ستة - أبو مدين:" إلا أنني أتطلع وأتوقع من هذه المجموعات سواء المحلية أو الدولية ، إلى لعب دور أكبر في المستقبل من خلال المشاركة في تشكيل لوبيات ومجموعات ضاغطة من أجل مناصرة القضايا المتعلقة بالإعاقة بشكل عام ، وبالتالي إخضاع السياسات العامة لخدمة مصالح المعاقين". · ما هي الكلمة التي تحبين أن تتوجهي بها للأمهات الفلسطينيات بشكل عام في عيد الأم ، وللأمهات ذوي متلازمة داون في اليوم العالمي لذوي متلازمة داون. وجهت السيدة/ عدالة أبو مدين- أبو ستة كلمة للأمهات الفلسطينيات حيث قدمت تحية خاصة للأم الفلسطينية التي عانت وما زالت تعاني وبالرغم من تلك المعاناة فإنها ضربت للجميع مثالاً صادقاً يحتذي به في الصمود والتحدي على مختلف الأصعدة ، وأما تلك التي ابتلاها الله سبحانه وتعالي بابن أو ابنه معاقة فصبرت وشكرت وعانت من اجل تحقيق حياة أفضل لهذا الابن .... فلتعلم أنها ليست وحيدة في معاناتها ولا في مصابها وأن هناك أناس يعملون ليل نهار دون كلل أو ملل من اجل تقديم المساعدة لها ولابنها وتحويله إلى طاقة إنتاجية يعود بالفائدة على أسرته ومجتمعه.