سرت / كشف تقرير وفد فلسطين المقدم للقمة العربية في مدينة سرت الليبية، طبيعة الخطط الإسرائيلية لمضاعفة المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، مبرزا طبيعة الخطوات العملية التي تنفذها سلطات الاحتلال على الأرض لقضم الأراضي ونهب خيراتها.وقال التقرير المعد من وزارة الخارجية: كشفت إسرائيل يوم 12 مارس/آذار 2010 عن مخططات رسمية لمضاعفة البناء الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية، فقد أعدت وزارة الإسكان خطة لبناء 73 ألف وحدة سكنية جديدة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، متضمنة توسيع نحو 15 مستوطنة كبيرة، بينها ’أفرات’ و’أرئيل’ و’بيتار عيليت’، عبر بناء 17 ألف وحدة سكنية في محيطها.وبين أن هذا المخطط يتضمن أيضا إضافة إلى بناء نحو 5000 وحدة سكنية في القدس الشرقية المحتلة، معظمها في المنطقة المسماة «1E»، الواقعة بين القدس المحتلة ومستوطنة ’معاليه أدوميم’، وهي المنطقة التي كانت الولايات المتحدة قد اعترضت على أي بناء استيطاني فيها.وأضاف: نحو 15 ألف وحدة سكنية من إجمالي العدد الذي تشمله الخطة حصلت على التراخيص اللازمة، فيما لا تزال الوحدات الـ 58 ألف الباقية في مراحل مختلفة من التخطيط، ولم تحصل بعد على التراخيص النهائية، وأشار تقرير إلى أن تسعة آلاف وحدة سكنية قد بُنيت حتى الآن، وأن عدد الوحدات المقرر تشييدها في المنطقة الواقعة وراء الجدار الفاصل يصل إلى 19 ألفا.وأكد أنه في حال تنفيذ المخططات المذكورة سيتضاعف عدد المستوطنين في الضفة الغربية، وسيتعدى عددهم فيها 280 ألفاً يعيشون في 121 مستوطنة، فيما يعيش في القدس الشرقية نحو 200 ألف.وقال: هذا المخطط الواسع يشكل حوالي 20% من مخططات البناء في وزارة الإسكان، ويعني ذلك مضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية وارتفاع عددهم بحوالي 300 ألف مستوطن.وتابع: ارتفع البناء الاستيطاني عام 2008 البناء الاستيطاني بنسبة (60%) مقابل العام الذي سبقه، وبلغ عدد المباني التي شيدت في المستوطنات العام الماضي 2009 (1257) مبنى، بينها (748) مبنى ثابتاً، و(509) مباني متنقلة( كرفان).وذكر التقرير أن مشاريع البناء الكبيرة تركزت في مستوطنة موديعين عيليت (35) مبنىً جديداً، مستوطنة بيت أربيه (27) مبنى، معليه شومرون (19) مبنى جديد، بيتار عيليت (18)، الفي منشيه (16)، معليه أدو ميم (13)، أفرات (15)، وأقيمت المباني المتنقلة الكبيرة في مستوطنة عوفرا (21)، كريات أرباع (19) وشيلا (12).وأكد أن إسرائيل خصصت مبلغ مليار ونصف المليار دولار لتهويد مدينة القدس وتعميق الاستيطان فيها لاستباق المرحلة النهائية في قضية القدس التي تعتبرها جوهر المشروع الإسرائيلي.وأوضح أنه قد تم بالفعل الإعلان عن مصادقة بلدية القدس الاحتلالية على إقامة 400 وحدة استيطانية في منطقة قلنديا على أراضي (مطار القدس– قلنديا) بمصادرة مساحات واسعة من أراضي قرى ( الجديرة ورفات وقلنديا ) إذ أن هذا المشروع سيفصل قرية رفات عن قلنديا ويحاذي الشارع الاستيطاني 443 بشكل كامل الذي يربط القدس بتل أبيب.وكشف التقرير عن تأثير النشاط الاستعماري على النشاط الفندقي، وقال: بعد الاحتلال ’الإسرائيلي’ للأرض الفلسطينية بما في ذلك القدس، تذبذبت أعداد الفنادق تبعاً للمتغيرات السياسية والأمنية والاقتصادية نتيجة للاحتلال ’الإسرائيلي’ للمدينة المقدسة، فقد بلغ عدد الفنادق في القدس الشرقية، حسب الدرجة السياحية، 34 فندقاً مقابل 23 فندقاً في القدس الغربية وفقاً لجمعية الدراسات العربية.وقال: لقد انخفض عدد الفنادق العربية إلى 34 فندقاً في العام 1972، مقابل 40 فندقاً في العام 1964، ومردّ ذلك التغيرات السياسية والأمنية الناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي للقدس، وما رافق ذلك من أنشطة استيطانية.وأضاف: يلاحظ أنّه بالرغم من أنّ أعداد الفنادق في القدس الشرقية كان أكثر من مثيلاتها في القدس الغربية، كما يوضح الجدول السابق، إلا أنّ الغرف الفندقية في القدس الغربية زادت على مثيلاتها في القدس الشرقية، وذلك بسبب صغر حجم الفنادق الفلسطينية في القدس الشرقية، وعدم وجود سلطة وطنية تهتم بتنميتها وتطويرها، وزيادة حجم الاستثمارات بها.وأوضح أن عدد الفنادق ارتفع إلى 38 في العام 1981 مقابل 30 فندقاً في القدس الغربية، بينما بلغ عدد الغرف الفندقية خلال العام نفسه 2106 غرفة فندقية في القدس الشرقية مقابل4701 غرفة فندقية في القدس الغربية.وقال التقرير: تواصل انخفاض عدد الفنادق في القدس مع زيادة التوتر في الأوضاع السياسية، لاسيما مع اندلاع انتفاضة 1987، وانتفاضة الأقصى، وما رافق ذلك من تسارع في وتيرة الأنشطة الاستيطانية، ومصادرة الأرض في القدس ومحيطها، والعمل على تهويد القدس وعزلها عن محيطها العربي، حتى بلغ عدد الفنادق العاملة في جميع الأرض الفلسطينية في نهاية الربع الثاني من العام الجاري 78 فندقاً بسعة 3608 غرفة فندقية متاحة، بينما بلغ عدد الفنادق في القدس 20 فندقاً بواقع 900 غرفة متاحة، مقابل 23 فندق في القدس في نهاية العام 2004 يتوفّر فيها 985 غرفة متاحة، و20 فندقاً في العام 2003 بواقع907 غرفة فندقية متاحة.وكشفت التقرير أن الاعتداءات على المقدسات لا تقتصر على الإسلامية بل تطال المسيحية أيضا، موضحا أن سلطات الاحتلال عمدت منذ احتلالها للقدس في العام 1967 إلى محاولة تدمير وتشويه هذه الرموز الدينية، وذلك من خلال أعمال الحرق والحفر والتدمير والهدم التي تهدف إلى طمس معالم مدينة القدس الثقافية والتاريخية والدينية تمهيداً لتهويدها.وأوضح أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي نفذت منذ احتلالها للقدس الشريف جملةً من الاعتداءات على الأماكن المقدسة، حيث شجعت الصلاة والمظاهرات والعربدات لليهود داخل الحرم الشريف، إضافة إلى وضع اليد على أحد أبواب الحرم، مذكرا بإحراق المسجد الأقصى في 21/8/1969.وأشار إلى أن إسرائيل أصدرت قرارا يتيح للمستوطنين حق المشاركة والصلاة في الحرم القدسي، بتزامن مع دعوات تطالب اليهود بهدم المسجدين الأقصى والصخرة المشرفة لإنشاء الهيكل اليهودي المزعوم.وبشأن الاعتداءات على الأماكن المسيحية المقدسة، أكد التقرير بأن هدم كنيسة دير الروم الأرثوذكس على جبل الطور بتاريخ 23/7/1992، بحجة عدم إكمال الترخيص، كما رفض البلدية أي ترخيص لبناء الكنيسة في داخل البلدة القديمة وشعفاط وبيت حنينا ومار إلياس.وأشار إلى تعمد الاحتلال تدنيس وتشويه معالم كنيسة القديس جيورجيوس في بركة السلطان بالقدس، وتحويلها إلى نادٍ ليليّ، ونقل جرس الكنيسة إلى ما يسمّى (حديقة الحرية) القائمة على أراضي وقف دير الروم المستولى عليها.وذّكر التقرير بجريمة قتْل رئيس دير السامرية عام 1979م على أيدي الاحتلال، والاستيلاء على مساحة من الأرض الملاصقة للدير، والاستيلاء على دير مار يوحنا بالقدس بالقوة، ولا تزال الدعاوى قائمة بين البطريركية ووزارة الإسكان التي شجّعت وموّلت العملية.وأوضح أن سلطات الاحتلال استولت على الأراضي الوقفية في حي الطالبية ودير أبي طور وأبي غوش وغيرها ودير الصليب (600 دونم)، وهي الأرض التي بنيت عليها الكنيسة والمتحف.وبين أن الاحتلال استولى على أوقاف وممتلكات الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في وسط القدس، والتي تشغّلها الآن عدة وزارات ودوائر حكومية كتسجيل الأرض والمالية والزراعة والمستشفى، كما حول مأوى الحجاج إلى سجن المسكوبية، ودير النساء إلى مركز للشرطة، ومأوى الرهبان إلى مستشفى.وقال التقرير: كما دمر الاحتلال بنايات دير شعار على طريق بيت لحم-الخليل والكنيسة الموجودة فيها، والتي كانت تتّسع لألف شخص من الحجّاج، وتحويلها إلى نقطةٍ للجنود الإسرائيليين.