اللقاء الذي أجراه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الامريكي براك اوباما في البيت الابيض ليلة الاربعاء وصف بالفشل. وفي لقاء قصير لاحق أجرياه ايضا لم يتمكنا من جسر الخلافات الحادة في موضوع مستقبل المسيرة السياسية والبناء في شرقي القدس. وأمس وصل المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط، جورج ميتشل الى فندق رئيس الوزراء، في محاولة لتسوية الخلافات. وقبيل الصباح كان من المتوقع لنتنياهو أن يقلع عائدا الى اسرائيل بعد ان أجل رحلته كي يسمح بمزيد من الوقت لايجاد اتفاق مع الولايات المتحدة.القسم المركزي في لقاءات اوباما ونتنياهو عني بالبناء في شرقي القدس. وطلب اوباما من نتنياهو ايضاحات في الموضوع وتأكيد التزامه بالرقابة على البناء في شرقي المدينة كما طلب الى نتنياهو ايضاح وعوده بالنسبة للبادرات الطيبة تجاه السلطة الفلسطينية وكذا بالنسبة لاستعداده للبحث بجدية في المسائل الجوهرية في المفاوضات غير المباشرة. وطلب اوباما من نتنياهو الحصول على ايضاحات بشأن المسائل التي سيطرحها الفلسطينيون وذلك لاقناع رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) للموافقة على استئناف المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل. وبين المسائل: الجدول الزمني للمفاوضات، مستقبل تجميد البناء في المستوطنات وفي شرقي القدس وكذا موقف اسرائيلي من المطلب الفلسطيني بالانسحاب الى حدود 67.كما طلب اوباما من نتنياهو طرح الامور خطيا. في محادثات اجريت أمس بين مستشاري نتنياهو والمبعوث ميتشل ومستشاري الرئيس، جرى الفحص اذا كان ممكنا الوصول الى اتفاق بين اسرائيل والولايات المتحدة على المسائل المختلفة وصياغة وثيقة غير رسمية وغير ملزمة، لعرضها على عباس.في أثناء اللقاءات التمهيدية التي عقدها نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع نتنياهو يوم الاثنين، اوضحا له ان عليه ان يأتي الى اللقاء مع الرئيس وهو جاهز للتعهد بتنفيذ خطوات تعيد الثقة وتظهر التزامه بالمسيرة السلمية. وشدد كلينتون وبايدن امام نتنياهو على أن رسالته من الاسبوع الماضي ليست كافية وعمومية جدا وطلبوا منه ان يشرح بتفصيل أكبر الرسائل في لقائه مع الرئيس. عنصر آخر اضيف الى التوتر العالي على أي حال كان خطاب نتنياهو في مؤتمر ايباك يوم الاثنين ولقاءاته في مجلس الشيوخ ومجلس النواب يوم الثلاثاء، والتي كرر خلالها المرة تلو الاخرى الرسالة التي تقول انه لن يتم تقديم أي تنازل بالنسبة للبناء في القدس. تصريحات نتنياهو هذه أغضبت كبار مسؤولي البيت الابيض. وأضيف الى الغضب أيضا استعراضات قدمها رجال نتنياهو للصحافيين الامريكيين تباهوا فيها بأن الادارة "تراجعت" عن مطالبها الاصلية من اسرائيل. مسؤولون في الادارة اصطدموا برجال نتنياهو في هذا الشأن والاخيرون نفوا انهم قالوا امورا كهذه لصحافيين امريكيين. في أعقاب الخلافات الشديدة بين نتنياهو وأوباما، غير رئيس الوزراء تماما جدول أعماله أمس وألغى سلسلة من المقابلات وأجل استعراضات خطط لها لوسائل الاعلام الامريكية. وعلى مدى طول يوم أمس، جلس نتنياهو في السفارة الاسرائيلية في واشنطن ووجه تعليماته الى مستشاريه، المحامي اسحاق مولكو ورون ديرمر اللذين اجريا محادثات مع المبعوث الامريكي جورج ميتشل وكبار رجالات البيت الابيض.ووصل نتنياهو الى البيت الابيض يوم الثلاثاء في الساعة الخامسة والنصف حسب توقيت واشنطن والتقى الرئيس اوباما ثنائيا على مدى ساعة ونصف الساعة في الغرفة البيضاوية. وانتهى اللقاء بخلاف حاد في ختامه، بشكل غير مسبوق، بقي نتنياهو، وزير الدفاع ايهود باراك وفريق المستشارين الاستشاريين في البيت الابيض واجتمعوا للتشاور في غرفة جانبية، حين انسحب الرئيس اوباما الى نطاق السكن في البيت الابيض. وبعد ساعة ونصف الساعة من المشاورات بين اعضاء الفريق الاسرائيلي، طلب نتنياهو لقاء الرئيس مرة اخرى. عاد اوباما الى الغرفة البيضاوية وهناك التقيا مرة اخرى على مدى اكثر من نصف ساعة بقليل. اللقاء الثاني ايضا انتهى بخلاف ولم يؤدِ الى اتفاق حتى ولا على نشر بيان مشترك. نتنياهو وباراك غادرا البيت الابيض وسافرا الى السفارة الاسرائيلية في واشنطن. وفي البيت الابيض بقيت مستشارو نتنياهو، المحامي اسحق مولكو، رون ديرمر، نير حيفتس والسفير الاسرائيلي مايكل اورن الذين بدأوا بمفاوضات مع مستشاري اوباما. وفي الساعة الثانية ليلا فقط حسب التوقيت المحلي انتهت المشاورات وعاد نتنياهو الى الفندق.أمس، جاء الى فندق رئيس الوزراء مع المبعوث ميتشل مستشارا الرئيس اوباما دان شبيرو ودنيس روس. وواصل الثلاثة المفاوضات مع رئيس الوزراء ومستشاريه حول مطالب اوباما الحصول على تعهدات واضحة بشأن استعداده للتقدم بجدية في المسيرة السلمية والبحث في كل المسائل وكذا التعهدات الاضافية بالنسبة للبناء في شرقي القدس. وقبل دخولهم الى اللقاء، قال ميتشل "اننا نواصل المحادثات والجهود مع الكثير من النية الطيبة". هذا ووجد الناطق بلسان البيت الابيض روبرت غيبس امس صعوبة في رد أسئلة المراسلين حول انعدام التغطية للقاءات الرجلين. وقال غيبس: "نحن نشعر براحة كبيرة مع تغطية اللقاء". ورفض الدخول في جوهر الجدالات بين الرئيس اوباما ورئيس الوزراء. كما عقد الرئيس اوباما امس حديث مؤتمر بالفيديو مع رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون، المستشارة الالمانية انجيلا ماركيل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وتباحث الاربعة اضافة الى الموضوع الايراني في المسيرة السلمية في الشرق الاوسط ايضا. قبل وقت قليل من وصول نتنياهو الى البيت الابيض نشر نبأ عن الاقرار النهائي لبناء 20 وحدة سكن في فندق شبرد في حي الشيخ جراح في شرقي القدس، في مشروع بناء سبق أن أثار في الماضي توترا بين الولايات المتحدة واسرائيل. نتنياهو لم يعرف باقرار البناء الجديد قبل دخوله الى اللقاء مع الرئيس، والوقت القصير لم يسمح له باجراء فحص حقيقي للتفاصيل.وظهر أمس في ذروة الاتصالات بين مستشاري نتنياهو ومستشاري اوباما، نشر البيت الابيض بيان تنديد لاقرار البناء واشار الى أن الادارة معنية بالحصول على ايضاحات اسرائيلية. وردا على ذلك نشر مكتب رئيس الوزراء بيانا جاء فيه "لا يوجد أي قيد على حق الملكية في القدس. اليهود والعرب يمكنهم أن يبيعوا وان يشتروا بشكل حر املاكا خاصا ومنازل في كل ارجاء المدينة وهذا ما يحصل بالفعل. بشأن اقرار البناء موضع الحديث، القرار بهذا الشأن اتخذ قبل بضعة اشهر. والمنشورات وكأنه اتخذ قرار جديد في هذا الشأن قبيل زيارة رئيس الوزراء الى واشنطن ليست صحيحة". سفارة م.ت.ف في واشنطن نشرت أمس بيانا باسم المسؤول عن المفاوضات د. صائب عريقات الذي قال متطرقا الى فندق شبرد: "خيبة الامل الدولية من افعال اسرائيل تتعاظم. اذا كانت جدية بالنسبة للمفاوضات فلماذا لا توقف بناء المستوطنات غير القانونية ولا سيما حين يبذل جهد للشروع في محادثات تقارب؟ اسرائيل تدفن نفسها في حفرة يتعين عليها ان تخرج منها اذا كانت جدية بالنسبة للسلام".