غزة / سما / دعا الأسير السابق والمختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة كافة الجهات السياسية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية المعنية بشؤون الأسرى إلى توحيد جهودها والعمل بكل جدية من أجل إنهاء معاناة مبعدي كنيسة المهد وضمان عودتهم إلى ديارهم وذويهم سالمين. وناشد فروانة في بيان تلقت "سما" نسخة عنة الخميس بضرورة إغلاق هذا الملف بعد أن مضي عليه قرابة ثماني سنوات، والعمل على البحث عن أساليب قانونية ونضالية مشروعة للتصدي لسياسة الإبعاد الآخذة بالتصاعد. وقال: "إن سياسية الإبعاد هي عقوبة غير مشروعة وغير قانونية وتمثل عقاباً فردياً وجماعياً للمبعدين وذويهم وتعكس استهتاراً بحقوق المدنيين الفلسطينيين وتشكل جريمة إنسانية وفقاً للمواثيق الدولية، تستدعي ليس فقط وقفها بل وأيضاً ملاحقة مقترفيها ومحاسبتهم". وبين أن المادة "49" في اتفاقية جنيف الرابعة اعتبرت الإبعاد أو النفي القسري من الأراضي المحتلة إلى أراضي الدولة التي تحتلها أو إلى أراضي أي بلد آخر، سواء محتلاً أم لا، ممارسة محظورة بصرف النظر عن دوافعه. ولفت على أن سياسة الإبعاد والنفي القسري سياسة منظمة وجزء أساسي من سياسة حكومة الاحتلال الإسرائيلي في تعاملها مع الفلسطينيين منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية وطبقتها بشكل فردي وجماعي، مشيراً إلى إنها تحظى بمصادقة كافة مركبات النظام الإسرائيلي، وأبعد بموجبها آلاف من المواطنين النشطاء والأسرى. وذكر فروانة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد أبعدت في العاشر من مايو / آيار 2002 ، تسعة وثلاثين مواطناً فلسطينياً احتموا داخل كنيسة المهد في بيت لحم وفقاً لاتفاقية فلسطينية – إسرائيلية ، من أجل إنهاء حصار الكنيسة والذي استمر لمدة (40 يوماً) ، دون الإعلان عن بنود وتفاصيل تلك الاتفاقية. وأوضح أن 13مواطناً منهم تم إبعادهم إلى خارج البلاد ووزعوا على عدة دول أوروبية وكان من بينهم الشهيد عبد الله داوود و 26مواطناً آخرين أبعدوا إلى قطاع غزة ولم يُسمح لأي منهم بالعودة إلى دياره وذويه. وأعرب عن أمله بأن تنجح الجهود في انتزاع حق العودة للمبعد "داوود" والسماح بعودة جثمانه إلى وطنه ليدفن في مسقط رأسه بمخيم بلاطة بنابلس، كمقدمة لعودة كافة المبعدين في ظل الأوضاع النفسية الصعبة التي يعيشونها. وطالب فروانة الإتحاد الأوروبي والدول الأوروبية التي استقبلت هؤلاء المبعدين بالعمل من أجل إنهاء معاناتهم وضمان عودتهم أحياء، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أبعد قرابة (75) مواطن ومواطنة من الضفة الغربية إلى غزة والأردن و إلى دول أوروبية منذ اندلاع انتفاضة الأقصى.