تصفية كبير حماس محمود المبحوح أصبح سيناريو كل المشاركين فيه يؤدون دورهم باخلاص: الاسرائيليون يصفون، الدبيون يحققون والبريطانيون يحتجون – ويطلبون من اسرائيلي واحد المغادرة. يجدر بسياسيينا – ولا سيما من الطرف اليميني من الخريطة – ان يهدأوا وان يكفوا عن الثوران على البريطانيين. فالقضية التي أحرجت جدا المملكة ولم تتميز حقا بالكياسة البريطانية انتهت بثمن معقول: ممثل بعثة الموساد في لندن بالاجمال طلب اليه المغادرة. لم يطرده أحد، ولم يعلن عنه أحد بانه "شخصية غير مرغوب فيها" في المملكة. فضلا عن ذلك: في لندن يقدرون بان المندوب الجديد للموساد يمكنه أن يعود الى بريطانيا بعد شهر ونصف الشهر، بعد الانتخابات العامة هناك. من استخدم جوازات السفر البريطانية المزيفة كان يعرف بانه يحتمل ان يضطر الى دفع الثمن. والثمن الذي قرره البريطانيون امس هو ثمن حملة تنزيلات آخر الموسم. بعد نحو عشرين سنة من انتهاء الحرب الباردة، لا يزال عندما ينكشف مندوب جهاز استخبارات بريطاني في موسكو او كبديل مندوب استخبارات روسي في لندن، تسارع الدولتان الى ان تطرد من نطاقيهما رؤساء بعثات اجهزة الاستخبارات وتعلنان على أن الوكلاء الذين انكشفوا هم "شخصيات غير مرغوب فيها". هذا اجراء رسمي، عادي، متبع بين الدول الصديقة. اذا كان هذا يعمل بين موسكو ولندن، فلا يوجد ما يدعونا لان نخشى من مس بالتعاون الوثيق بين اجهزة استخباراتنا وبين اجهزة الاستخبارات البريطانية. لهذا التعاون يوجد طرفان رابحان: مكافحة الارهاب الاسلامي تحتاج الى تحديث في الزمن الحقيقي.يجدر بالذكر أنه لم يكن للبريطانيين بديل. تزييف جوازات السفر هو موضوع ساخن في بريطانيا وللحكومة مصلحة واضحة في معالجة هذا الموضوع بسرعة وعرض استنتاجات لجنة التحقيق. من اللحظة التي اشتبه فيها باستخدام وكلاء الموساد جوازات سفر بريطانية للدخول الى دبي، قرروا في اسرائيل وبريطانيا على حد سواء عمل كل شيء لتقليص الحرج. وفي خطوة استثنائية تم تنسيق وصول المحققين البريطانيين الى اسرائيل، اتيح لهم اللقاء مع محافل مخولة، وسمح لهم بمقابلة الاسرائيليين الذين زعم انه استخدمت جوازات سفرهم.وعرض البريطانيون أمس شارة ثمن لاستخدام جوازات سفرهم. يمكن الافتراض بان استراليا، ايرلندا والمانيا ستسير في اعقابهم اذا توصلوا هم ايضا الى الاستنتاج بان اسرائيل انتهكت سيادتهم. وللدبلوماسيين ذوي الصلة في هذه الدول كنت سأقترح الشروع برزم امتعتهم. وطالما لم يندلع السلام هنا وشبابنا المتميز سيواصلون نشاطات جيمس بوند فان هذا السيناريو سيكرر نفسه.