خبر : قول المؤرخة/هآرتس

الأربعاء 24 مارس 2010 11:05 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قول المؤرخة/هآرتس



 في دولة تاريخها مليء بالنزاع الوطني وبالشروخ الاجتماعية، لا يوجد موضوع تعليمه في المدارس مشحون بالحساسية السياسية مثل التاريخ. وزير التعليم، جدعون ساعر، انضم الى الكثيرين من اسلافه، ممن حاولوا التأثير على مضامين التعليم للتاريخ وفقا لمعتقداتهم الايديولوجية. هكذا أمر ساعر بان يخرج من برنامج التعليم مفهوم "النكبة"، وهكذا أعلن هذا الاسبوع عن طرح "موضوع بلدات التطوير" بتوسع في دروس التاريخ والجغرافيا.  بيان الوزير أثار انتقادا شديدا من جانب البروفيسورة حنه يبلونكا، من المؤرخين البارزين في اسرائيل ورئيسة لجنة المنهاج الاستشارية لوزارة التعليم. في مقابلة مع اور كشتي، نشرت أول أمس في "هآرتس" حذرت من التدخل في المنهاج التعليمي الذي برأيها "يرمي الى ان يحقق لساعر سطرين آخرين في الصحيفة".  يبلونكا تقول انه لا يوجد في وزارة التعليم أي تفكير مرتب عن اهداف تعليم التاريخ وعن شخصية التلميذ وقرارات ادراج مضامين مثل بلدات التطوير تتخذ اعتباطا، دون بحث مرتب مع المهنيين. ساعات التعليم تقلص، والمعلمون مطالبون بالتعمق في المادة، والنتيجة هي ضحالة وسطحية بدلا من التعمق والتشجيع على التفكير النقدي. حرب الاستقلال، الحدث التأسيسي في تاريخ الدولة يتم تعليمه اختطافا، دون التعمق حتى في مضمون وثيقة الاستقلال، وفي ظل الخوف من التشكيك بعدالة الصهيونية.  انتقاد أكثر حدة كان ليبلونسكي على تعليم الكارثة، الذي برأيها يركز على "تعرية الشر" في تفاصيل فنية لجهاز القتل النازي وليس على الدروس الاخلاقية والتربوية للكارثة. وهي تختلف ايضا مع السياسة، والتي بموجبها الكارثة هي وحدة الزامية في امتحانات البجروت، وليس حرب الاستقلال.  اقوال المؤرخة، التي تحذر من الوضع الاشوه لتعليم موضوع التاريخ، يجب أن تثير توقظ ساعر ووزارته للعمل. وبدلا من نشر بيانات قصيرة المدى لوسائل الاعلام عليهما أن يجريا بحثا معمقا في اهداف ومضامين تعليم التاريخ، بهدف تطوير جيل من التلاميذ محبين للاستطلاع، مطلعين ونقديين. مع ختام 62 سنة على استقلال اسرائيل، فان الدولة راشدة وناضجة بما فيه الكفاية كي تتصدى لتعليم تتاريخها في الصف الدراسي.