في قيادة المنطقة الوسطى يستمر التحقيق في ملابسات حادثتين في منطقة نابلس قتل فيها جنود الجيش الاسرائيلي اربعة فلسطينيين لم يكونوا مسلحين بسلاح ناري في غضون اقل من يوم واحد. في الحادثة الاولى التي قتل فيها فلسطينيان في قرية عراق بورين يوم السبت يتعزز الاشتباه بانه اطلقت نار حية من الجيش الاسرائيلي خلافا للاعتقاد الاولي الذي اطلقه الجيش. في الحادثة الثانية، التي اطلق فيها عريف النار فقتل أول أمس مزارعين فلسطينيين من قرية عورتا، والذي حسب الجنود المتواجدين في المكان هجموا عليه، يقول القادة في القاطع انه من الصعب الجدال مع احساس العريف بانه تعرضت حياته للخطر. اطباء من الجيش الاسرائيلي ومن المستشفى في نابلس التقوا ليلة اول أمس لمعاينة صور الاشعة لاحد القتلى من حادثة عراق بورين. وحسب الفلسطينيين تدل الصور على أنه اخترقت رأس احد القتيلين رصاصة من ذخيرة حية. وتؤكد اوساط الجيش الاسرائيلي بان الصورة تظهر اختراقا لرصاصة ولكنهم غير مقتنعين بان هذه رصاصة بقطر 5.56ملم، التي توجد قيد استخدام الجيش الاسرائيلي. واضافة الى ذلك لم يتقرر بعد بيقين بان هذه صورة القتيل من هذه الحادثة. في قيادة المنطقة الوسطى سيعين فريق خبراء للتحقيق في الحالة. اما بالنسبة للحادثة في عورتا، في القيادة يعترفون بان "هذا حدث سيء، ما كان ينبغي أن ينتهي بقتل فلسطينيين غير مسلحين". ومع ذلك، فان التحقيق يتركز على الاخطاء في قيادة القوة، والتي أدت الى النار – وفي هذه المرحلة يتركز بقدر أقل على تفكير العريف نفسه. في الجيش يعترفون بان حقيقة أن الشهود الوحيدين الذين تبقوا للحادثة هم العريف وثلاثة جنوده كفيلة بان تجعل من الصعب بلورة الصورة الكاملة لما حصل. في هذه المرحلة، لم يجمد العريف عن منصبه بل ولم يتقرر تحقيق للشرطة العسكرية. ورغم الحادثتين القاسيتين، يبدو جهد من السلطة الفلسطينية في منطقة نابلس لمنع اشتعال اوسع للعنف. وأثنت مصادر عسكرية على التنسيق الامني بين الطرفين وقالت ان حقيقة أن المواجهة لم تنتقل الى قاطع أوسع تدل على المسؤولية التي يبديها كبار رجالات الاجهزة الامنية في المنطقة. وتعكس الاحداث مصاعب الفترة من زاوية نظر الجيش الاسرائيلي. من جهة، يتحدثون عن تنسيق أمني واسع قدر الامكان مع الفلسطينيين، ومن جهة اخرى يبثون للجنود بانه يجب الحفاظ على اليقظة كل الوقت وان كل سلوك مشبوه لفلسطيني من شأنه أن يكون مقدمة لاعتداء. وللجنود اسهل أكثر العمل في وضعية واضحة، مثل المواجهة المكشوفة والمتواصلة. وحسب قادة في المناطق: "المجال القاتم هو الذي يخلق المشكلة".