خبر : الأموات لهم أكثر../هكذا انتصرت السياسة على العقل السليم../السياسة انتصرت على المرضى../يديعوت

الإثنين 22 مارس 2010 11:36 ص / بتوقيت القدس +2GMT
 الأموات لهم أكثر../هكذا انتصرت السياسة على العقل السليم../السياسة انتصرت على المرضى../يديعوت



عندما انتهى البحث في الحكومة خرج نائب وزير الصحة، يعقوب ليتسمان، من غرفة الجلسات وابتسامة عريضة على وجهه، ابتسامة نصر. زعيم يهدوت هتوراة، السياسي المحنك والشبع بالمعارك السياسية، نجح في اخضاع رئيس الوزراء لعقد صفقة مع اسرائيل بيتنا – واقرار بفارق صوت واحد لقرار يصفه الاطباء، الحاخامون، وكثيرون من الجمهور الغفير بليس أقل من فضائحي. غرفة الطوارىء المحصنة لمستشفى "برزيلاي" في عسقلان ستنقل من مكانها المخطط له، كما طلب يتسمان. هذه الخطوة لن تؤدي فقط الى تبذير مثير للغضب للزمن (تأخير سنة في البناء) والمال (135 مليون شيكل على الاقل)، بل انها ستلحق معاناة بالاف المرضى الذي سيضطرون الى السير مئات الامتار الاخرى حتى غرفة الطوارىء البعيدة التي ستقام في "برزيلاي". وكل ذلك بسبب بضعة قبور، سلطة الاثار قررت مسبقا بانه لم يدفن فيها يهود. ليتسمان يشم فخاواستمر الصراع حتى اللحظة الاخيرة. في اثناء الجلسة مال بنيامين نتنياهو الى قبول اقتراح الوزيرة ليمور لفنات وتأجيل الحسم لاسبوع الى أن تصدر فتوى اكثر تعمقا من سلطة الاثار. اما ليتسمان فشم فخا: فهم بان السلطة توشك على الاعلان عن أن هذه قبور عبدة اصنام. لن اوافق على التأجيل، أعلن، يجب التصويت الان. ولم يكتفِ ليتسمان بذلك، ففي اثناء الجلسة خرج مع نتنياهو الى عدة مشاورات حثيثة خارج الغرفة، حيث هدد بالانسحاب من الائتلاف وأخذ يهدوت هتوراه معه. ولكن رغم الضغوط الكبيرة، كان يبدو ان ليتسمان لن يحصل على الاغلبية. من أنقذه من الهزيمة كان الوزير بيني بيغن الذي بادر الى حل وسط: اقتراح نقل غرفة الطوارىء اتخذ، ولكن مشروطا، على مدى شهر. في هذا الوقت تجرى فحوصات معمقة في موقع البناء. واذا أظهر الفحص بالقطع بانه لا توجد أي بقايا يهود في القبور، يعود القرار بعد شهر للبحث في الحكومة. وفقط اذا تبين في الموقع أنه دفن يهود يأخذ القرار مفعولا نهائيا.وثار الوزير جدعون ساعر على معنى الحل الوسط وتشدد فقال: "الا يجدر بهذا ان يكون معاكسا، في البداية نفحص وفقط بعد ذلك نتخذ القرار؟" اما بيغن فتلعثم. وهرع نتنياهو لنجدته: "اذا ظهرت امور تبرر تغيير القرار، فستدرس الحكومة الموضوع من جديد"، قرر.مشروع القرار اتخذ بفارق صوت واحد: 11 وزيرا مؤيدين، 10 معارضين، 2 ممتنعان. بين الوزراء الذين لم يعارضوا الخطوة برز وزراء اسرائيل بيتنا. حاخامون واطباء يعارضونأثار قرار الحكومة الغضب ليس فقط لدى مدير عام وزارة الصحة، ايتان حي – عام، الذي استقال في اعقابه. فأطباء وحاخامون احتجوا بشدة على النية لتفضيل قبور عتيقة على رفاه المرضى. رئيس اتحاد الاطباء، د. ليونارد ادلمن، توجه الى رئيس الوزراء وحذر من أن غرفة الطوارىء ستقام بعيدا عن الاقسام الحيوية: "وضع احتياطات من ميزانية الصحة لغرض تحصين "برزيلاي" سيكون على حساب جمهور المعالجين". النائب د. راحيل اديتو من كديما قالت: "الخوف من تهديدات الحلفاء الائتلافيين يفوق مسؤولية رئيس الوزراء تجاه الجمهور الاسرائيلي". منتدى حاخامي "صهيونية دينية رسمية" أعربوا عن أسفهم من أن الحكومة "لا تتصرف حسب الفقه اليهودي الذي جاء فيه بصراحة ان "قبرا يضر الناس يمكن اخلاؤه". هذا القرار يتعارض وروح اليهودية وتحفزه اعتبارات من توراتهم ليست توراة الحياة". كما أن اتحاد حاخامي تساهر قضى بان "قرار الحكومة لا يستوي مع مبادىء اليهودية".وبالمقابل أجمل ليتسمان فقال: "الحكومة قبلت قرار لجنة المدراء العامين برئاسة مدير عام ديوان رئيس الوزراء السابق رعنان دينور والذي هو موقفي ايضا. قرار الحكومة سيدخل حيز التنفيذ بعد شهر وذلك كي نلتقي بسلطة الاثار ونرى اذا كان هناك تغيير في قرار ازاحة القبور. اعتقد أنه لن يكون أي تغيير والقرار سيخرج الى حيز التنفيذ".