دمشق أكد زياد النخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن السلام لن يحل على هذه الأرض طالما على الخريطة شيء اسمه "إسرائيل". وأشار النخالة في الندوة السياسية التي أقامتها نقابة المحامين السوريين تحت عنوان:المشروع الصهيوني: رؤية سياسية في ظل المتغيرات الراهنة" أن الحروب التي خاضتها إسرائيل رغم الانتصارات التي حققتها. لم تحسم الصراع على فلسطين بل إن شارون مع بداية انتفاضة الأقصى أعلن أن "حرب الاستقلال" أي حرب 1948 لم تنته بعد! واوضح أن إسرائيل ليست مشروع دولة عادية ينحسر فعلها داخل حدودها الراهنة بل هي دولة ودور في المنطقة والعالم. وحتى لو قبلت المنطقة بوجود هذه الدولة في فلسطين فسوف نجدها تمد يدها في كل شيء في المنطقة وتفتعل الحروب في كل مكان لإضعاف الآخرين. لتضمن لنفسها أن تبقى في موقع الريادة دائماً. وبين النخالة" ان وجود المقاومة والانجازات التي حققتها إن كان ذلك في لبنان أو في الأرض المحتلة مدعوماً بموقف سوري ثابت، معززاً بموقف الجمهورية الإسلامية وشعوب العالم العربي والإسلامي، أثبت أن الشعوب يمكن أن تستمر بالصراع حتى في ظل تخلي النظام العربي الرسمي عن واجباته، إذا توفرت الإرادة والحد الأدنى من الدعم والإسناد الرسمي. وهذا يعني أن الأنظمة إذا عجزت عن خوض الحروب نتيجة اختلال موازين القوى فكل المطلوب منها أن توفر التأييد والدعم لمقاومة الشعوب القادرة على مواجهة المشروع الصهيوني". وأوضح النخالة ان إسرائيل اليوم تشعر أنها تتعرض لتهديد وخطر غير مسبوق. وهي تؤمن أن هذا الخطر لا يمكن إزالته إلا بالحرب لكنها غير قادرة على خوض الحرب اليوم في ظل تآكل قدرة الردع الصهيونية وقوة المقاومة وعدم تأكدها من نتائج هذه الحرب ومآلاتها في المنطقة. وأشار الى إن مشروع التسوية قد أثبت فشلاً ذريعاً في تحقيق أي تقدم وما يجري في الأرض المحتلة من حملات الاستيطان والاستيلاء على الأرض والمقدسات ومحاولات تهويد القدس، ورفضها الانسحاب من الأراضي السورية المحتلة، يؤكد أن هذه الدولة تريد الأرض مقابل سلام لا تستطيع هي أن تمنحه لنفسها. وبين نائب الأمين العام للجهاد الاسلامي ان محاولة السيطرة على القدس وتهويدها تقطع الطريق على أي تسوية قادمة وهي بمثابة اختبار حقيقي للشعوب والدول في الأمة لأن إفلات إسرائيل بجريمتها ضد القدس سيفتح أمامها الطريق إلى كل العواصم وبالشروط التي تريدها. وأشار النخالة الى "إن الهجوم على القدس الذي يترافق مع إصرار الكيان وبموافقة أمريكية على فكرة الدولة اليهودية أي أن هذا الكيان هو لليهود فقط، يؤسس لمشروع ترحيل الفلسطينيين بدءاً بعرب 48 أولاً ثم ما تبقى من السكان في الضفة الغربية مستقبلاً". وأوضح "إن فشل مشروع التسوية التي تقوده السلطة الفلسطينية ووصوله لطريق مسدود وحرص إسرائيل وحلفائها على الحفاظ على هذه السلطة وعدم السماح بانهيارها أو حلها بل توفير كافة أنواع الدعم لها يؤكد أن وجود هذه السلطة أصبح ضرورة إسرائيلية حيث توفر لهم غطاء لتمرير مخططاتهم وعدوانهم على الأرض والشعب والمقدسات، وفي الواقع إن إسرائيل تتعامل مع السلطة اليوم كموظف أمني كبير يعمل لصالحها" حسب قوله.