الازمة – او كما يفضل الرئيس اوباما تعريفها، الخلاف – انتهت: فقد تحدث أمس رئيس الوزراء نتنياهو مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في محاولة لتهدئة الخواطر ولتسليمها رده حول المطالب الامريكية عن تجميد البناء. في اعقاب ذلك سيلتقي نتنياهو في زيارته هذه الاسبوع الى واشنطن بنائب الرئيس جو بايدن، وزير الخارجية كلينتون ومسؤولين كبار آخرين في الادارة. في الليالي الاخيرة كانت قنوات الاتصال بين واشنطن ومكتب رئيس الوزراء مليئة بالرسائل والمسودات عن تفاهمات جديدة. وأمس بلغت الاتصالات ذروتها في مكالمة هاتفية اجراها نتنياهو مع كلينتون وسلمها فيها رده بشأن البناء في القدس. وماذا كان بالضبط مضمون رد رئيس الوزراء؟ في أعقاب استعراض قدمه أغلب الظن السفير الاسرائيلي في واشنطن مايكل اورن، نشرت أمس "واشنطن بوست" ان نتنياهو تعهد امام كلينتون الا ينشر في وسائل الاعلام قرارات اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس في موضوع البناء الجديد. بتعبير آخر، يدور الحديث عن سياسة "لا تسألوا – لن نروي"، ذلك كي لا يحرج الامريكيين مثلما حصل في اثناء زيارة بايدن الى القدس. وفصل نتنياهو على مسمع من كلينتون سلسلة من الخطوات لبناء الثقة والبادرات الطيبة التي تبدي اسرائيل استعدادها لاتخاذها لصالح الفلسطينيين. البادرات التي اقترحها نتنياهو لا تتعلق بالقدس بل بالضفة الغربية. كما استجاب نتنياهو لبعض من المطالب الامريكية بالنسبة لمواضيع ستطرح في محادثات تقارب بين اسرائيل والفلسطينيين. في مكتب رئيس الوزراء رفضوا التفصيل عن أي بادرات يدور الحديث.وجاء من مكتب رئيس الوزراء انه في اطار التعهد لا يوجد أي تغيير عملي لسياسة البناء في القدس، وذلك حسب قرار بالاجماع لكل وزراء السباعية. ولكن اغلب الظن نتنياهو بالذات اضطر بالفعل الى الموافقة على أكثر من ذلك: يحتمل أن يكون وافق على تجميد معين للبناء في العاصمة، وذلك لارضاء الامريكيين. مع ذلك فقد أوضح مسؤول اسرائيلي كبير: "هذه المرة لن يجردوه عاريا تماما".كما أوضح نتنياهو لكلينتون بانه بشكل قانوني لا يمكنه ان يلغي قرار اللجنة اللوائية ولكن يمكنه أن يعرقل اجراءات التخطيط. في بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء جاء: "ان رئيس الوزراء اقترح على وزيرة الخارجية خطوات متبادلة لبناء الثقة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة. وأطلعت وزيرة الخارجية نتنياهو على أن السناتور ميتشيل سيصل لعقد لقاءات في اسرائيل يوم الاحد القريب القادم قبل سفر رئيس الوزراء نتنياهو الى واشنطن". وشقت المكالمة بين المسؤولين الطريق للقاء نتنياهو الاسبوع القادم مع كبار رجالات الادارة – مع بايدن، مع كلينتون وربما ايضا مع الرئيس نفسه.