صافرة الانذار اطلقت أمس قبل الظهر في منطقة القرية الزراعية نتيف هعسرا. وبسبب قربها من حدود القطاع هناك فقط 10 ثوان معدودة لالتقاط مأوى في مجال محصن. لم يتوفر للعامل التايلندي مانا سنفمون، 34 سنة، الوقت كي يختبىء، وهو متزوج وأب لطفل يعمل في الدفيئات في المكان. وانفجر القسام على أرضية اسمنتية قرب سنفمون. واصيب بجراح ميؤوس منها وبعد دقائق توفي متأثرا بجراحه. رفاقه، نحو 40 عاملا في دفيئات الشركة الزراعية أ. ب زرعيم، في القرية الزراعية تمكنوا من التقاط مأوى في المجالات المحصنة. وعندما خرجوا فوجئوا بايجاد رفيقهم الطيب ملقي على الارض دون روح. ويعتبر سنفمون القتيل الـ 18 منذ بدأت نار القسام نحو اسرائيل في العام 2001، والقتيل الاول بنار القسام منذ نهاية حملة "رصاص مصبوب". ويعتزمون في الجيش الاسرائيلي الرد بشدة على النار. وحسب مصادر رفيعة المستوى في الجيش فان هذا "اجتياز لخط أحمر يستدعي رد حاد للحفاظ على الردع الذي تحقق في "رصاص مصبوب" وكي لا نسمح باحداث اخرى في المستقبل". ويضيف ضابط كبير: "اذا لم تكن شارة ثمن عالية على هذه النار، فسننزلق بسرعة في منحدر سلس نحو نار صاروخية متواصلة". "ليس هذه هي المرة الاولى التي يسقط فيها هنا قسام"، روى أحد العاملين القدامى. "كل الوقت توجد صافرات وانفجارات. نحن نعرف ما نعمله واين نختبىء. نحن نخاف ولكن ما العمل – هذا عملنا، ولهذا السبب جئنا الى اسرائيل". عشرات من افراد الشرطة في سديروت بقيادة المقدم شمعون نحماني وصلوا الى مكان الاصابة. عاملون اجتماعيون من المجلس الاقليمي شاطىء عسقلان ومن نجمة داود الحمراء في لخيش لمعالجة العاملين الذين اصيبوا بالفزع. وأمس، وعند الساعة التاسعة مساء اطلق قسام آخر نحو المجلس الاقليمي اشكول وانفجر في ارض مفتوحة. لم تقع اصابات او اضرار. اما المسؤول عن النار فهي منظمة انصار الاسلام – منظمة اسلامية متطرفة تنتمي الى جماعات الجهاد العالمي. هذه المنظمة، مثل دزينة اخرى من المنظمات الاسلامية الصغيرة المتطرفة، هي جزء من منظومة الارهاب للجهاد العالمي التي تعمل في غزة في السنتين الاخيرتين وتنتشر وتتعاظم. في غزة ادعوا أمس بان النار تمت رغم انف حماس وانها لا تخدم مصالحها. كما زعم ايضا بان حكومة اسماعيل هنية تكافح ضدهم وتحاول منع عملهم، ولكنهم احيانا ينجحون في اطلاق صواريخ او قذائف هاون نحو اسرائيل. في جهاز الامن يدعون بالمقابل بان من ناحيتهم حماس هي السلطة في غزة وانها المشرف على كل الانفاق في رفح والتي يتم عبرها تهريب السلاح، وعليه فهي المسؤولة عن نار القسام من اراضي غزة. وقال أمس نائب وزير الدفاع متان فيلنائي انه "لا يهم أي منظمة تأخذ على عاتقها مسؤولة نار القسام. حماس تحكم غزة وعليه فان اسرائيل ترى في حماس مسؤولة عن كل نار تطلق من اراضي القطاع. اسرائيل غير معنية بمواجهة عسكرية، ولكنها لن تسمح بالنار على سكانها. على حماس أن تمنع كل نوع من النار نحو اسرائيل وذلك لمنع تدهور الوضع". منذ نهاية حملة "رصاص مصبوب" اطلق نحو الاراضي الاسرائيلي اكثر من 230 صاروخ وقذيفة هاون. 9 منها في الاسبوع الاخير و 3 في اليوم الاخير.
